في ذكرى هدم دولة الخلافة إجراءات قمعية من السلطة الفلسطينية يقابلها ثبات وعزم من شباب حزب التحرير
وأخيراً خلعت السلطة الفلسطينية عنها الغلالة القانونية التي تسترت بها إبان قمع مسيرات أنابوليس التي نظمها حزب التحرير- فلسطين، وانكشفت حقيقة موقف السلطة الفلسطينية أمام أهل فلسطين وأمام المسلمين في العالم، فقد قلنا في نشرة سابقة إن الحزب قد قام بالخطوات التي ينص عليها القانون فقدم إشعارات إلى الجهات ذات العلاقة في السلطة الفلسطينية بما ينوي تنظيمه من أعمال في ذكرى هدم الخلافة، وقلنا حينها إن هناك بوادر لدى السلطة للاصطفاف مع الكفار المحاربين للاسلام في معاداتهم لمشروع الخلافة العظيم، وها قد تحولت البوادر إلى حقائق على الأرض فكان ما يلي: 1- منعت اليوم أجهزة السلطة بالقوة عقد مؤتمر في جنين 31/7 ، حيث نشرت أفرادها على الطرق المؤدية لساحة المؤتمر، وجعلت من محيط المؤتمر ثكنة عسكرية، فاعتقلت عدداً من شباب الحزب، إضافة إلى آخرين من شباب الحزب اعتقلتهم صباح هذا اليوم.
2- منعت السلطة اليوم مؤتمراً آخر كان مقرراً في بيت لحم، حيث نشرت مئات رجال الأمن على مداخل بيت لحم وفي طرقاتها، وكذلك جعلت من محيط ساحة المؤتمر ثكنة عسكرية كذلك. وقامت باعتقال عشرات من شباب الحزب.
3- منعت أجهزة السلطة يوم الثلاثاء 29/7 مؤتمراً لشابات حزب التحرير والأخوات المؤيدات لهن في إحدى القاعات في الخليل، أي أن الأمر لم يقتصر على القمع السياسي لمن يحملون الإسلام ويدعون للخلافة، بل زاد الطين بلة أن السلطة داست القانون الذي تسير عليه مرة أخرى، حيث لا يتطلب مثل هذا العمل إشعاراً للسلطة، لأن الإشعار (حسب المادة قم 1 من قانون الاجتماعات العامة) مطلوب قانونياً فقط للأعمال التي تُعقد في أماكن مكشوفة وليس في القاعات المغلقة. ومع ذلك استطاعت الأخوات عقد فعاليات مناسبة في ساحة القاعة المذكورة.
4- في محاولة لمنع فعاليات ذكرى هدم الخلافة، قامت السلطة باعتقال عشرات آخرين من مناطق مختلفة، واعتقل بعضهم في ظروف تنطق عن الحالة التي أوصلت السلطةُ أجهزتَها إليها، ففي بديا تسلق أفراد الأجهزة إلى شرفة خلفية لمنزل أحد الشباب ودخلوا المنـزل خلسة فلم يجدوه فحشروا أهل البيت في غرفة وعاثوا فساداً في البيت. وفي قضاء بيت لحم دخلت أجهزة السلطة إلى البلدات التي فيها بيوت بعض الشباب لاعتقالهم بالتنسيق مع جيش اليهود، لأنها مناطق ممنوعة على السلطة إلاّ لأغراض يوافق عليها اليهود وتأخذ السلطة إذناً للدخول إليها، وفي الخليل كانت الأجهزة الأمنية منشغلة بمتابعة شباب حزب التحرير واعتقالهم بينما كان جيش اليهود منشغلاً في ذات الساعة بقصف بيت الشهيد النتشة بالقذائف والصواريخ على بعد مسافة قريبة من مكان الاعتقال.
وعليه نعلن ما يلي:
1- إننا في ضوء اعتداءات السلطة هذه بالقمع وبالضرب والجرح وبالمنع والاغلاقات مصممون على المضي قدماً في أعمالنا، وعلى السلطة أن تفهم أمرين: الأول أن لنا حقاً أعطاه لنا الله رب العالمين بل أوجبه علينا وعلى المسلمين كافة وجعل من يموت غير قائم بالعمل لإقامة الخلافة يموت ميتة جاهلية، وأجاز لنا الإسلام استعمال كل الأساليب المشروعة لإيصال هذه الدعوة إلى المسلمين، فمن غير الوارد أن نتنازل عن حمل دعوتنا مهما أخذتكم العزة بالإثم، فما لكم كيف تحكمون؟ والثاني أننا لسنا طامعين في “دولتكم العظمى” بل إننا نعتبرها إثماً لا يجوز القيام به أو المشاركة فيه، أفلا تعقلون؟
2- إننا في ضوء تصرفات السلطة تجاه حقنا الشرعي في حمل دعوتنا والتعبير الشرعي عنها، وخاصة منع السلطة مؤتمريْنا في جنين وبيت لحم بالقوة والقمع قد قررنا أن نلقي كلمات في مختلف مساجد الضفة الغربية من الجلمة شمالاً حتى الظاهرية جنوباً، بعد صلاة الجمعة يوم غد، تذكر الناس بالخلافة ووجوب العمل لها، لإيصال صوتنا إلى عدد من الناس أكبر ممن كانوا سيحضرون مؤتمري جنين وبيت لحم.
3- حتى تكون المسيرتان المعلن عنهما في كل من الخليل وقلقيلية مسيرتين خالصتين للخلافة وقضيتها، فإننا قررنا أن لا تُرفع في المسيرتين إلاّ رايات وألوية الخلافة، فالمسيرتان ليستا عملاً فصائلياً ترفع فيه أعلام ورموز التنظيمات بل هي مسيرة لأمر عام للمسلمين جميعاً وهو الخلافة وراية الخلافة ليست راية لحزب التحرير، وعليه فإننا نعتبر رفع أي علم أو رمز غير راية لخلافة ولوائها عملاً يقصد منه تشويش المسيرتين وحرفهما عن هدفهما المعلن (الخلافة والتذكير بها). وراية الخلافة كما دلت عليها الأحاديث النبوية هي قطعة من القماش الأسود مكتوب عليها بالأبيض (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله)، وأما اللواء فهو قطعة من القماش الأبيض مكتوب عليها بالأسود (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله). ونرجو من الجميع الالتزام بهذا، وإن لجان النظام للمسيرتين ستمنع مخالفة هذا الترتيب. وأخيراً نسأل الله أن نحتفل قريباً بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وأن يعز الله الإسلام وأهله وأن يذل الشرك والنفاق وأهله، إنه سميع مجيب.
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ)