فعاليات الذكرى السابعة والثمانين لهدم دولة الخلافة
بمناسبة هذه الذكرى الأليمة نظم حزب التحرير- فلسطين أعمالاً جماهيرية حاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة لاستنهاض الأمة للعمل مع العاملين لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، تحت شعار:
الخلافة َ الخلافة َ… أيها المسلمون
فهي فرض ربكم , ومبعث عزكم, وقاهرة عدوكم, ومحررة أرضكم.
وهي منارة الخير والعدل في ربوع العالم
وقد سارت الفعاليات كما يلي:
1- قدم حزب التحرير فلسطين إشعارا إلى المحافظات في الضفة الغربية بتاريخ 9/7/2008م يبلغهم فيها عن نيته القيام بفعالياته في الذكرى، وبعد مرور أكثر من 24ساعة وهي المدة القانونية للرد من قبل السلطة اعتبر الحزب عدم رد السلطة على الإشعارات أنه رد بالموافقة (على التفاصيل الواردة في الإشعار) وذلك كما ينص القانون، وأعلن الحزب عن فعالياته في وسائل الإعلام المحلية، بعد ذلك بدأت مكاتب المحافظات تتصل بالشباب تبلغهم برفض الفعاليات ، وكان رد الشباب عليهم بأن هذا الرفض غير قانوني، فلا يجد المتصل حجة.
2- بدأ الحزب حملته الدعائية اعتبارا من 20/7/2008م بجميع الوسائل المتاحة من إذاعة وتلفاز وصحف ومواقع الكترونية وتوجيه الدعوات واليافطات والملصقات والدعاية داخل وخارج المساجد ، وازدادت السلطة همجية فاعتقلت ستة شباب في مدينة الخليل أثناء وضع الملصقات، وبدأت ردود فعل السلطة المتناقضة تصل إلى الحزب فأصدر الحزب بيانا بعنوان ( في ذكرى رجب الأليمة بوادر اصطفاف السلطة الفلسطينية مع الكفار المحاربين للإسلام ….) وذلك بتاريخ 24/7/2008م حمل فيه على السلطة وفضح تصرفاتها أمام الرأي العام، وكذلك أرسل الحزب وفودا إلى المؤسسات والفعاليات والوجهاء والمؤثرين في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، داعيا لفكرته مؤكدا على حقه بالقيام بفعالياته، كاشفاً للسلطة فاضحا لتصرفاتها المشينة. وبدأ أمر الحزب وفعالياته يصبح تدريجيا هو الطاغي على أحاديث الناس وعلى وسائل الإعلام المحلية وبدأ الاهتمام يظهر على وسائل الإعلام الدولي من خلال اتصالاتهم بالناطقين الإعلاميين باسم فعاليات الحزب وإعطائهم الوعود بتغطية الفعاليات، وازداد رد فعل السلطة حدة وبدأت تعلن رفضها لفعاليات الحزب في وسائل الإعلام.
3- في 28/7/2008م عقدت ندوة غزة بنجاح، حضرها ما يزيد عن 600 شخص وكان أثرها طيباً على الحضور وعلى الشباب، وقد شاب عقدها في البداية بعض المضايقات من سلطة غزة حيث تدخلت أجهزتها الأمنية فقاموا بإنزال اليافطات وأعلام الخلافة والملصقات التي وضعها الشباب للتحضير للندوة وأغلقوا القاعة بحجة عدم الترخيص وبعد إجراء بعض الاتصالات بالمسئولين تم سحب قوى الأمن وأصبح عندهم علم بالمسيرة التالية ووعدوا بعدم التعرض لها.
4- بحسب جدول الفعاليات المعلن كان من المقرر عقد مؤتمر خاص بالنساء في مدينة الخليل, يوم الثلاثاء 29/7/2008م ، وبالرغم من أن هذا العمل يقام في قاعات مغلقة ولا يحتاج إلى إذن أو إشعار من السلطة إلا أن السلطة أغلقت القاعات وحاولت منع المؤتمر ومنعت الباصات القادمة من مدن الضفة الغربية ومن قرى الخليل، منعتهم من دخول المدينة، وقد تجمع حشد ضخم من النساء أمام القاعات في الساحة الخارجية (ساحة السيارات) وألقيت الكلمات التي تُذَكِر بهدم الخلافة ووجوب إقامتها، وحملت المتحدثات على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي منعت عقد المؤتمر وتعرضت بالمضايقة لنساء المسلمين في الوقت الذي اختفت من وجه قوات الاحتلال عندما قتلت هذه القوات شهيدا من عائلة النتشة قبل يومين من المؤتمر، وبعد إلقاء الكلمات انطلقن في مسيرة حاشدة يرفعن الرايات ويرددن الهتافات ضد السلطة والأنظمة القائمة في العالم الإسلامي وطالبن الجيوش بالتحرك لنصرة أهل فلسطين ونصرة العاملين للخلافة وانتهت المسيرة بتقديم العزاء لأهل الشهيد ثم ابتهلن إلى الله بالدعاء المؤثر، علما بأن هذه الأحداث جرت بالرغم من التواجد الكثيف للأجهزة الأمنية والشرطة النسائية، ووسائل الإعلام وكذلك توافد قسم من شباب الحزب لحماية النساء في حال تعرضن للأذى من قبل الأجهزة, وكذلك حضر إلى المكان الدكتور ماهر الجعبري الناطق الإعلامي لمسيرة الخليل لمقابلة وسائل الإعلام، وأجرى مقابلات مع وسائل الإعلام فجن جنون السلطة وحاولت الأجهزة الأمنية اختطافه ولكنه قاومهم وساعده الشباب على التفلت منهم وبقي متواجدا حتى انتهت المسيرة وقابل مجموعة من وسائل الإعلام منهم الجزيرة، وكانت الشرطة متحفزة لاعتقاله بعد المقابلة ولكنه تخلص منهم بمساعدة الشباب، واعتقلت الشرطة أربعة شباب منهم شاب لبس جاكيت الدكتور ماهر للتمويه على الشرطة، وقد أوجد الحدث ضجة كبيرة وسط عامة الناس والعائلات والمؤسسات وتناولت وسائل الإعلام الحدث، والاستياء من السلطة كان طاغيا حتى عند أبناء فتح.
5- في غزة انطلقت المسيرة الحاشدة المقررة يوم الخميس 31/7/2008م ، وشارك فيها نحو 1200 أو يزيد، بل إن بعض وسائل الإعلام قدرت المشاركين بنحو ثلاثة آلاف، وكانت منظمة باهرة للجميع وألقى في نهايتها الناطق الإعلامي باسم المسيرة د. حسن حمودة الكلمة الختامية، وقابل وسائل الإعلام ومنهم قناة الجزيرة التي بثت تقريرا مفصلا فيما بعد.
6- في جنين كان من المقرر عقد مؤتمر جماهيري حاشد يوم الخميس 31/7/2008م، حيث بدأت الأجهزة الأمنية بحملة اعتقالات من الصباح ونصبت الحواجز على مداخل المدينة وحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية وطوقت مكان التجمع، واعتقلت الناطق الإعلامي باسم المؤتمر (الأستاذ علاء أبو صالح) ورفيقه على أحد الحواجز، بعد كل ذلك تجمع الشباب ومؤيدوهم في مكان قريب من المكان المقرر وانطلقوا في مسيرة ضمت ما يزيد عن مئة شخص، ودون تدخل من جهاز الحرس الوطني، وقبل وصول المسيرة إلى مكان إلقاء الكلمة الختامية، تدخلت قوات كبيرة من جهاز الأمن الوقائي وطلبت من القائمين على المسيرة التفرق ولكن الشباب ثبتوا وحاولوا السير قدما فشن الأمن الوقائي هجوماً على المسيرة، فضرب واعتقل مجموعة من الشباب، وهؤلاء الشباب الصناديد الرجال الرجال، الذين اعتقلوا في جنين وعلى حواجزها أبلوا بلاء حسنا في سجنهم، حيث كانت مواقفهم مشرفة، إذ فضلوا البقاء في السجن على أن يوقعوا للسلطة على أية ورقة بما في ذلك التوقيع على أقوالهم فجن جنون الأجهزة الأمنية، وحاولت إبقائهم في السجن لمدة طويلة إلا أن القضاة أمروا بإخلاء سبيلهم بعد مدة، ومكثوا في السجن بين مدداً تراوحت بين الأسبوع والأسبوعين.
7- في بيت لحم، كان من المقرر عقد مؤتمر جماهيري حاشد في ملعب مدرسة، يوم الخميس 31/7/2008م، حيث بدأت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة ليلة المسيرة، واستمرت الحملة من الصباح حتى المساء، من البيوت والطرقات والمطاعم، وعلى الحواجز التي نصبتها على مداخل المدينة، فلم يسلم الكبير ولا الصغير حتى العمال والصحفيون، من الشباب ومن عامة الناس، ونقل أن بعض النصارى كانوا من بين من اعتقل ، وبلغ عدد المعتقلين في بيت لحم حوالي 400، بينهم الناطق الإعلامي لمؤتمري بيت لحم وطولكرم الدكتور مصعب أبو عرقوب ، وقد أفرجت السلطة عن معظم المعتقلين مع منتصف تلك الليلة.
8- بعد هذه الأحداث وفي 31/7/2008م أصدر الحزب بيانا صحفيا بعنوان
بيان صحفي
في ذكرى هدم دولة الخلافة
إجراءات قمعية من السلطة الفلسطينية يقابلها ثبات وعزم من شباب حزب التحرير
وقد حمل الحزب على السلطة وخاطب الرأي العام وشرح مجريات الأمور ومما قاله: وأخيراً خلعت السلطة الفلسطينية عنها الغلالة القانونية التي تسترت بها إبان قمع مسيرات أنابوليس التي نظمها حزب التحرير- فلسطين، وانكشفت حقيقة موقف السلطة الفلسطينية أمام أهل فلسطين وأمام المسلمين في العالم، فقد قلنا في نشرة سابقة إن الحزب قد قام بالخطوات التي ينص عليها القانون فقدم إشعارات إلى الجهات ذات العلاقة في السلطة الفلسطينية بما ينوي تنظيمه من أعمال في ذكرى هدم الخلافة، وقلنا حينها إن هناك بوادر لدى السلطة للاصطفاف مع الكفار المحاربين للإسلام في معاداتهم لمشروع للخلافة العظيم، وها قد تحولت البوادر إلى حقائق على الأرض …… إننا في ضوء اعتداءات السلطة هذه بالقمع وبالضرب والجرح وبالمنع والاغلاقات مصممون على المضي قدماً في أعمالنا، وعلى السلطة أن تفهم أمرين: الأول أن لنا حقاً أعطاه لنا الله رب العالمين بل أوجبه علينا وعلى المسلمين كافة وجعل من يموت غير قائم بالعمل لإقامة الخلافة يموت ميتة جاهلية، وأجاز لنا الإسلام استعمال كل الأساليب المشروعة لإيصال هذه الدعوة إلى المسلمين، فمن غير الوارد أن نتنازل عن حمل دعوتنا مهما أخذتكم العزة بالإثم، فما لكم كيف تحكمون؟ والثاني أننا لسنا طامعين في “دولتكم العظمى” بل إننا نعتبرها إثماً لا يجوز القيام به أو المشاركة فيه، أفلا تعقلون؟
وفي هذه المرحلة بدأت ردود الفعل الغاضبة من الناس ومن الفعاليات والمؤسسات تظهر للعيان وبدأ الضغط على السلطة من أجل عدم التعرض للفعاليات القادمة، وقد تعذر بعض من في السلطة بأن الأمر أكبر من السلطة نفسها وبأنه من الدول الكبرى، وتعذر آخرون بمخاوف وهواجس من استغلال الأعمال من قبل جهات عديدة لإسالة الدماء وخلط الأوراق، وقد شعرت المؤسسات والفعاليات وشعر معظم الوجهاء والمؤثرون خاصة في الخليل – وكذلك في قلقيلية – بأن الأجواء ساخنة إلى درجة ربما يكون نتيجتها وضع لا يمكن السيطرة عليه يختلط فيه الحابل بالنابل، ولا يعلم نتائجه إلاّ الله، وأدرك الجميع أن أمر السلطة ليس بيدها، بل هي مأجورة تنفذ أكثر مما يطلب منها لإرضاء أعداء الإسلام، فبدأ الجميع يتحرك لتجنيب المدينة ما كانوا يحذرون، وكثفوا اتصالاتهم بالوجهاء من شبابنا يرجونهم أن يعدل الحزب عن فعالياته في الظروف الحالية، وتوصل الوجهاء في المحافظة والفعاليات والمؤسسات لرأي وجدوا فيه مصلحة الجميع، وأجمعوا على مناشدة الحزب تأجيل فعالياته، ثم نشروا المناشدة التالية على الصفحات الأولى للصحف الرئيسية وعلى الإذاعات في 1/8 و2/8
(( بسم الله الرحمن الرحيم
نداء
وجهاء وأعيان وفعاليات وممثلو المؤسسات الوطنية ورئيس بلدية الخليل وممثلو القوى الوطنية في الخليل
نتوجه إلى الإخوة في حزب التحرير- فلسطين أن يكونوا كما عودونا أهلاً للمسئولية وأن تتم مراعاة الظروف الحالية بالساحة الفلسطينية
إننا نتوجه إليكم بهذا النداء لتأجيل الفعاليات المقررة يوم السبت 2/8/2008.
إن ثقتنا في من عودونا على إصلاح ذات البين ووأد الفتنة أن يستجيبوا لهذا النداء
والله الموفق))
وبناءً على ذلك اتخذ الحزب قراره ظهر يوم الجمعة بالتأجيل، وصرح الناطق باسم مسيرة الخليل د. ماهر الجعبري ظهر يوم الجمعة بأن المسيرة ستؤجل (دون تفصيل)، وأن الحزب سيصدر لاحقاً بياناً بالتفاصيل، وفي اليوم التالي 2/8/2008 أصدر الحزب بيانا صحفياً رد فيه على المناشدة فألغى المسيرتين في الخليل وقلقيلية (التي يعتبرها المراقبون معاقل للحزب في الضفة) وأبقى على المؤتمرين في طولكرم ورام الله (معقل السلطة) وفي هذا رسالة وعبرة لمن يتدبر الأمر من جميع جوانبه، ومما قاله الحزب في بيانه:
((ولأهلنا الخيرين الأفاضل أصحاب هذه المناشدات، الذين نعتبرهم ذخراً لدولة الخلافة، والذين دأبوا على مشاركتنا أعمالنا والاهتمام بأفكارنا، والرجوع إلينا في الملمات، نقول: نشكركم على اهتمامكم بشأن المسلمين، وعلى حرصكم أن تكون فعالياتنا نقية لا تشوبها شائبة، وخالصة لقضية الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإننا ندرك أن مبعث مناشدتكم هذه هو مصلحة المسلمين ودعوة الإسلام، فبارك الله فيكم وجزاكم خيراً، وقد قررنا الاستجابة لمناشدتكم على النحو التالي:
- 1- إن فعاليات ذكرى هدم الخلافة لا تؤجل بل تلغى، لأنه بتأجيلها يفوت وقتها وتصبح أعمالاً أخرى غير متعلقة بذكرى هدم دولة الخلافة، خاصة وأنه ليس في المنظور القريب زوال الظروف التي تقلقكم.
- 2- لذلك فإننا إكراماً لكم ولمناشدتكم وحرصاً منا على أن تشاركونا هذه الفعاليات كعادتكم وأنتم مُقبلين مطمئنين قد قررنا إلغاء المسيرتين المعلن عنهما في كل من قلقيلية والخليل، والإبقاء على المؤتمرين المتبقيين في رام الله وطولكرم بحسب البرنامج المعلن، حيث إن تخوفاتكم تتعلق بالمسيرات وليس بالمؤتمرات)).
وقد لاقى قرار الحزب ارتياحا شديدا وثناءً عظيماً عند معظم فئات الناس خاصة في الخليل وقلقيلية وانتشر الخبر على وسائل الإعلام المحلية وذكرته وسائل الإعلام الدولية، وتسارعت وسائل الإعلام لعمل لقاءات مع الناطقين الإعلاميين، حتى أصبح أمر الحزب وفعالياته بين أخذ ورد على ألسنة السياسيين والكتاب وعامة الناس في الأسواق والبيوت حتى بين النساء والأطفال، فقد تحققت الأهداف المرجوة بفضل الله، على أفضل ما يكون.
9- في طولكرم:
- قامت أجهزة الأمن يوم السبت2/8 بعد صلاة الظهر بمحاصرة المسجدين الكبيرين القريبين من الساحة مكان عقد المؤتمر. وبلغ الشباب بذلك وبتغيير مكان الانطلاق، وفي الساعة الخامسة تجمهر الشباب وانطلقت المسيرة بهتاف (لا إله إلا الله الخلافة وعد الله) ..تجمعت قوات الأمن الوطني وأحاطت بالمسيرة … سارت مسافة مئة متر إلى الشرق (مفرق المقاطعة) في هذه الأثناء (مدة سير المسيرة ثلاث إلى أربع دقائق) حضرت قوات من الأمن الوقائي والاستخبارات وشرعت بإطلاق النار في الهواء بكثافة ومن ثم بدؤوا بضرب الشباب بالهراوات وقاموا بتفريق المسيرة.
- اعتقل ثمانية من الشباب وأخذوا إلى المقر الأمني المسمى (المقاطعة)، و أصيب عدد من الشباب بالجروح والكدمات. وفي المسيرة حاول بعض عناصر الأمن اعتقال قائد المسيرة ولكن الشباب الذين حوله قاموا بتخليصه منهم. وفي أثناء المسيرة اعتدي على الشاب المكلف بالتصوير وصودرت الكاميرا وتم اعتقاله واقتياده إلى المقاطعة حيث اعتدوا عليه بالضرب وأطلق سراحه بعد ذلك مع باقي الشباب.
- أخلي سبيل جميع من اعتقلوا في المسيرة الساعة السادسة والنصف، أخلي سبيل جميع من اعتقلوا السبت ليلاً الساعة العاشرة . وقدر عدد المشاركين الذين تمكنوا من الوصول رغم التواجد الأمني الكثيف والسير في المسيرة بمائة شخص.
•10- وفي رام الله:
بدأت أجهزة السلطة بإقامة الحواجز على كافة الطرق المؤدية إلى رام الله منذ الساعة السابعة صباحا وكانت تحمل معها قوائم بأسماء الشباب وكان بصحبتهم بعض أعضاء تنظيم فتح من المناطق للتعرف على الوجوه والأشخاص الذي يعرفونهم، وبدأت بتفتيش كافة السيارات العمومي والباصات واعتقال من يتم التعرف عليه أنه من الحزب أو من كان اسمه في القوائم، ومنعوا كل من شكوا فيه من الملتحين من دخول رام الله وأجبروهم على الرجوع، ولكنهم – خاصة شباب الحزب – عادوا وحاولوا الدخول من طرق فرعية أخرى، فأقامت أجهزة السلطة حواجز على الطرق الفرعية حتى وصل بهم الحد إلى إطلاق الرصاص في ملاحقة الشباب وضربهم أمام نسائهم وذويهم مما استفز أهالي ذلك الحي فانتصروا للشباب وأخذوا يساعدونهم على الدخول، واستمر هذا الحال رغم أن بعض طوابير السيارات التي كانت تنتظر التفتيش على حواجزهم بلغ طولها كليومترات، ولكنه استمر وحتى انتهاء النشاط تقريبا، وكانوا يصرحون للناس المارين عن الحواجز وهم يتعرضون للتفتيش بأنهم يبحثون عن شباب حزب التحرير لاعتقالهم.
ومن جانب أخر فقد ملؤوا الشوارع القريبة من مكان النشاط بعناصرهم في زيهم العسكري والمدني على نحو متخفٍ، ومن خلال هذه القوات المتخفية بلباس مدني وأخرى بلباس عسكري قاموا باعتقال كل من يشكون في انتمائه إلى الحزب أو يظنون أنه جاء للمشاركة في المناسبة، ولأنهم يعرفون ان شبابنا لا يكذبون فقد كانوا في أحيان كثيرة يقومون بسؤال الناس ومن يشكون فيه فيما إذا كان من حزب التحرير أم لا؟ ومن يجيب أنه من الحزب أو يظنون أن من الحزب يعتقلونه، حتى وصل عدد المعتقلين أكثر من ألف معتقل منهم 300 معتقل من شبابنا والباقي من أصحاب اللحى ومن اشتبهوا به، وفي المعتقل تعرضوا لبعضهم بالإهانة والإيذاء.
وفي نفس الوقت كانوا قد حشدوا أكثر من ألف عنصر من قواتهم في منطقة النشاط وحولوها إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح وقاموا باعتقال كل من اقترب إلى منطقة النشاط، وحشدوا كذلك مئات من عناصرهم قرب المسجد الرئيسي في البلد وهو مسجد البيرة الكبير الذي كانوا يتوقعون تجمعنا فيه، وقاموا باعتقال المئات من المصلين.
ولكن لأننا كنا نتوقع تفكيرهم الساذج فقد كان قرارنا أن يكون تجمعنا في منطقة في مركز المدينة وهي تقع في منتصف المسافة ما بين المسجد ومكان انعقاد النشاط، وفعلا تجمع الشباب في تلك المنطقة والتي تدعى دوار الساعة ولكن على نحو غير لافت للنظر وبشكل فرادى، وفي لحظة الانطلاق وبالتنسيق مع المسئولين الميدانين وهم من المسئولين في الحزب، بدأت الفعاليات بالتكبير والهتافات وبدأ الشباب بالتجمع عند الدوار على نحو لم تشهد له رام الله مثيلا وبدأت المصاحف والرايات، رايات (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) بالارتفاع وتعالت الأصوات المرددة للهتافات على نحو صعق قوات السلطة، وبدأت الحشود والتي تجاوزت الألفين بدأت بالتوجه نحو المكان المقرر لانعقاد المؤتمر، وفي هذه الأثناء هرعت قوات السلطة ومجرموها إلى مكان التجمع والذي لم يكن متوقعا عندهم رغم أنه مكان يعتبر وسط البلد وهو ملتقى لطرق عديدة، وبدأت هذه القوات بقمع التجمع بكل الأساليب الهمجية والوحشية، فانهالت على كل من وجد في ذلك المكان بالضرب بالهروات والعصي الكهربائية وبدأت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، حتى عج المكان بالإصابات التي تراوحت ما بين كسور وجروح وإغماء، فلم ينجو منهم النساء وصغار السن وكبار السن وحتى الصحافيين، حيث أنهم اعتدوا على كل من تواجد في المنطقة وكذلك بعض الصحافيين الذين كانوا قريبين من مكان النشاط وكان من بينهم صحافيون أجانب.
ولقد تعاملوا بهمجية شديدة مع الصحافيين حيث منعوهم من الاقتراب من المكان المقرر للنشاط، ومنعوهم من الاقتراب إلى المستشفى الذي نُقل إليه المصابون لتصويرهم والحديث معهم، فقد منعوا جميع وسائل الإعلام من الوصول إلى المصابين والذين بلغوا العشرات في مستشفى رام الله ومستشفى الشيخ زايد برام الله ومنهم من نُقل إلى مستشفى المقاصد بالقدس، ولاحقت السلطة المصابين واعتقلت بعضهم وبعض مرافقيهم.
وأثناء انفضاض الحشود قاموا باعتقال البعض من شباب الحزب وعامة الناس، حتى أثناء عودة الشباب الذين أتوا من خارج رام الله إلى بيوتهم قامت قوات السلطة بتوقيفهم.
وهكذا تم هذا التجمع العظيم على نحو لم يكن أحد من السلطة يتوقعه، واستمر عشرين دقيقة قبل أن تصل الأجهزة الأمنية،رغم أن استعداداتهم وعملياتهم كانت تهدف إلى منع تجمع اثنين وليس ألفين.
11- الحمد لله أن حقق الحزب أهدافه من الفعاليات وما سبقها وما جاء بعدها، بل حققها على نحو أفضل مما كان متوقعاً، ولا زال بعض الزخم الإعلامي مستمرا حتى إعداد هذا التقرير، فقد تم القيام بنشاط إعلامي خلال هذه الفعاليات على النحو التالي:
*- مقابلات وتصريحات للصحف ( 10 مقابلات)
*- مقابلات مع وكالات الأنباء المحلية والعالمية ( 7 مقابلات )
*- مقابلات مع الفضائيات ( 6 مقابلات )
*- مقابلات مع التلفزيونات المحلية ( 1)
*- مقابلات مع الإذاعات المحلية ( 12 )
*- توزيع مجموعة أخبار صحفية على وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.
*- رد على مقالات ( 1 )
*- رسالة تأنيب للعربية وال mbc لاستعمالهم صور شبابنا في جنين في تقرير عن حماس، وبعد المتابعة التقوا مع الناطق الإعلامي لفعاليات رام الله باهر صالح واعتذروا وسلموه خطاب التصحيح الداخلي..
*- مجموعة من المقابلات المكتوبة والصوتية مع مواقع الحزب الإعلامية ( منتدى العقاب، والناقد ) إضافة لإجابة أسئلة الجمهور مكتوبة لمدة أسبوع من خلال المكتب الإعلامي الرئيس للحزب.
هذا مع العلم أن الحزب وأعماله في فلسطين ذكر في مئة إلى مئة وخمسين تقرير إخباري منذ بدء الفعاليات، منهم عشرات التقارير العالمية،( ما بين صحف، ووكالات أنباء، وفضائيات، وإذاعات ) وكذلك المقابلات مع الناطقين الإعلاميين مستمرة وهذا بفضل الله ورعايته وتوفيقه، حفظ الله الشباب وجزاهم الله كل خير ووفق الله أميرنا لكل خير وفتح على يديه ونصره وحقق على يديه الغاية المرجوة، والحمد لله رب العالمين.
أعدّ التقرير:
المكتب الإعلامي في فلسطين