مَنْ أَعانَ عَلَىْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
جاء في شرحِ سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ للسِّنْدِيِّ
قوله ( بِشَطْرِ كَلِمَة )
قِيلَ هُوَ أَنْ يَقُولَ اق اُقْتُلْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مَنْ فَكَيْف مَنْ أَمَرَ بِهِ أَوْ تَسَبَّبَ فِيهِ
قَوْله ( مَكْتُوب بَيْن عَيْنَيْهِ آيِس مِنْ رَحْمَة اللَّه )
الْجُمْلَة الْآتِيَة حَال بِلَا وَاو وَمَعْنَى كَوْنِهِ آيِسًا يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ فَظَاهِره يُوَافِقُ ظَاهِر قَوْله تَعَالَى { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا } الْآيَة .
في معمعةِ الأحداثِ التي تُصيبُ الأمةَ، كاحتلالِ العراقِ للكويتِ وقِتالِ دولِ الخليجِ ومعهم أمريكا للعراقِ، او كاقتتالِ أهلِ فلسطينَ فيما بينهم، أو كاقتتالِ أهلِ لبنانَ فيما بينهم، في معمعةِ مِثلِ هذهِ الأحداثِ، قدْ تَغِيْبُ عنِ الذهنِ بعضُ المفاهيمِ الإسلاميةِ الأساسيةِ، وتَحُلُّ مَكَانَهَا أفكارٌ عصبيةٌ عاطفيةٌ ارتجاليةٌ. فَنَسمعُ مَنْ يقولُ إِنَّ تلكَ الدولةَ أو تلكَ الجماعةَ مُخْطِئةٌ في عَمَلِها، وأنَّ قَتْلَ العدوِ الغاشمِ أو قتلَ أعضاءِ الجماعةِ الفلانيةِ العدوةِ أمرٌ لا بُدَّ منه، بلْ ويبدأُ بَعْضُ الناسِ يُبْحِرُ في التحليلِ مبتعداً كُلَّ البعدِ عنِ الأسسِ الإسلاميةِ والتي أحَدُها متمثلٌ في هذا الحديثِ الشريفِ الذيْ بينَ أيديْنا. فأيُّ إِثْمٍ هذا أنْ يُكْتَبَ بينَ عيْنَيْ أحدِنا: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ؟؟!!
فَلْيَكُنْ معلوماً للجميعِ أنَّ كُلَّ مَنْ سَاهَمَ أوْ تَسَبَّبَ بالقولِ أو بالفعلِ أو بالفتوى على الْحَثِّ على اقتتالِ المسلمينَ فيما بينهم، فَلَهُ كِفْلٌ مِنْ كُلِّ عِرْضٍ اغْتُصِبَ في أرضِ الإسلامِ سيما أرضُ العراقِ وأفغانستانَ، ومُحَاسَبٌ مَعَ مَنْ سَيُحَاسَبُ عنْ كُلِّ جريحٍ أُجْهِزَ عليه وكُلِّ نقطةِ دَمٍ مسلمةٍ أُرِيْقَتْ، وَمُسَاءَلٌ إِزاءَ السَّمَاحِ بتمكينِ مَنْ لا يَرْقُبُوْنَ في مُؤْمِنْ إلاًّ ولا ذِمَّةً مِنْ رِقَابِ المسلمينَ أمامَ مَالِكِ يَوْمِ الدينِ عَنْ كُلِّ مَسْجِدٍ أُبِيْدَ وكُلِّ مَنْزِلٍ دُمِّرَ وكُلِّ قَذيفةٍ سَقَطَتْ وكُلِّ طِفْلٍ يُتِّمَ.
فَلْنَعِ على أقوالِنا وأفعالِنا وَلْنَعِ على مَنْ نأخُذُ منهم الأوامرَ والفتاوَى مُذَكِّرِيْنَ بقولِ رسولِنا الكريمِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ.