Take a fresh look at your lifestyle.

 خبر وتعليق: سوريا الصمود سوريا التصدي

 

   تهرول سوريا بشكل ملحوظ هذه الأيام،  للحاق بسابقاتها مصر والأردن ومنظمة التحرير نحو الخيانة العلنية فيما يسمى  مفاوضات السلام مع اسرائيل ،وقد استضافت دمشق يوم الخميس 4/9/2008 قمة رباعية ضمت فرنسا وتركيا وقطر، من أجل إخراج المفاوضات السرية الجارية بينها وبين اسرائيل بوساطة تركية إلى العلن بدعم فرنسي ورعاية أمريكية.

   ما كان حراما وعارا على الآخرين، أصبح مباحا ومفخرة لهم،وما كان ممنوعا على غيرهم أصبح مسموحا وواجبا عليهم، وهكذا تسقط آخر الشعارات، فشعارالصمود والتصدي الذي تاجروا به عبر عقود لم يكن سوى انبطاح يتلوه انبطاح، وإنه وإن كانت مصر والأردن ومنظمة التحرير قد سبقت سوريا في الخيانة العلنية والمجاهرة بالسوء وكشف سوءاتها، إلا أن سوريا قد حافظت طوال العقود التي خلت، على صمودها في وجه الأمة وتصديها ومنعها لأي رصاصة قد تطلق على دولة اسرائيل من جبهتها، وقد كبلت الجيش السوري الذي أنفقت عليه المليارات ومنعته من ممارسة مهامه في الدفاع عن قضايا الأمة، وجعلته كباقي الجيوش في العالم الإسلامي لا ينفر إلا من أجل انتفاضة هنا أو مظاهرة هناك يحمي القيادات العميلة ويبطش بكل من يحاول تغييرها، كما جعلوا من مهماته الأساسية حماية ظهر اسرائيل ومنع أي محاولة للتسلل أو النيل من كيان يهود، فمنذ عام 1967 لم تطلق أي رصاصة على اسرائيل من الجولان إذا استثنينا الحرب التحريكية عام 1973،حتى أن الثوريين الذين استضافتهم دمشق في هذه الفترة لإطلاق الخطب النارية وحرق اسرائيل آلاف المرات على الورق وعبر الأثير، لم يجرؤ أحد من هؤلاء على مخالفة شروط إقامتهم، ولم يحاولوا ولو مجرد محاولة القيام بعملية عسكرية أو تسلل من خلال الجبهة السورية، لرفع أسهمهم ورصيدهم لدى الشعوب المغلوب على أمرها.  

   حقا إن دولة اسرائيل لا وجود لها إلا بوجود هذه الأنظمة الخائنة الجبانة، فمن الذي يسهر على أمن اسرائيل على طول حدودها مع هذه الدول؟ أليست جيوش هذه الدول! ألم تقدم الأردن العشرات من الشباب للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة بتهمة محاولة إدخال سلاح أو تجنيد أشخاص أو العمل على القيام بعمليات ضد اسرائيل؟! ألم تعلن مصر على الملأ دون خجل أو حياء أنها أحبطت محاولات تهريب أسلحة لداخل فلسطين، وأنها اكتشفت أنفاقا ومخابئ سرية للأسلحة والمقاتلين ضد اليهود، وأنها هي التي تحاصر أهلنا في غزة، وتمنع الغذاء والدواء والسفر والعبور من وإلى قطاع غزة؟!! وأليست سوريا هي من يمنع دخول ولو مقاتل واحد أو رصاصة واحدة من خلال جبهتها إلى الجولان أو فلسطين، وأليست سوريا هي من يحمي كيان يهود من هجمات المقاتلين من هذه الجبهة؟!.

   وبعد هذا أليس الحل في أن تدوس الأمة بأقدامها هذه الأنظمة وهذه القيادات وتستبدلها بنظام رب العالمين تحت قيادة مخلصة مؤمنة لا تخشى في الله لومة لائم؟ بدل أن تبقى هذه الأمة في هذه الحال التي لا تسرإلا أعدءها.

رئيس المكتب الإعلامي في الأردن