خبر وتعليق – مغزى زيارة رايس لليبيا
الخبر: في الفترة الواقعة بين 5-7 أيلول/سبتمبر الجاري نظمت وزيرة الخارجية الأميركية رايس زيارة للمغرب تضمنت كلاًّ من ليبيا والمغرب وتونس والجزائر. وكانت رايس التي التقت بمعمر القذافي رئيس الدولة الليبية قد صرحت بأن أمريكا ستُعَيِّن في وقت قريب سفيراً لها في ليبيا، إلا أنها ألمحت إلى أن الكونغرس الأمريكي لديه مخاوف من ذلك، وأشارت إلى أن ذلك ناجم عن مدى جدية ليبيا في تنفيذ مسئولياتها.
التعليق: إن تسلسل الأحداث التي أدت إلى توتر العلاقات بين أمريكا وليبيا استمرت بقصف أمريكا لطرابلس الغرب وبنغازي عام 1986، والهجوم في برلين الغربية عام 1986، وعقب ذلك حادثة لوكربي عام 1988، ومن ثم دخلت في طريق مسدود عندما رفضت ليبيا تحمل مسئولية حادثة لوكربي ورفضها تسليم ضابطي الاستخبارات الليبيَّين المتورطيْن في الحادث. ومن ثم فرض حصار على ليبيا استمر لفترة طويلة.
وفي عام 1999 رفع الحصار عن ليبيا بعد أن قامت بتسليم الضابطين الليبيين المتورطين في حادثة لوكربي، إلا أنه لم يطرأ تحسن على العلاقات الأمريكية-الليبية.
الهجوم الأميركي على العراق أدى إلى دفع ليبيا لتلين موقفها تجاه أمريكا، فإنجلترا ابتدأت بتحرك نتيجة قلقها من أن دور ليبيا قد يأتي في حال نجاح زمرة المحافظين الجدد – الذين تولوا الإدارة الأمريكية- في العراق، فطلبت من عميلها القذافي التقرب من أمريكا. وعليه قامت ليبيا عام 2003 بالإعلان عن أنها أنهت برنامجها للتسلح النووي، وفي عام 2004 بعد أن قامت أميركا وليبيا بافتتاح مكاتب ارتباط متبادلة في البلدين رفعت أمريكا العديد من قيودها عن ليبيا. وفي عام 2006 أقامت أمريكا علاقاتها الدبلوماسية مع ليبيا من جديد، وأزالت اسم ليبيا من قائمة “الدول الداعمة للإرهاب”.
وعقب ذلك طُرح تطوير العلاقات التجارية الليبية مع أمريكا، وفي شهر أيلول/سبتمبر من عام 2007 تم اختيار ليبيا لتكون عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، واعتباراً من 01 كانون ثاني/يناير 2008 تولت ليبيا رئاسة المجلس. وتجدر الإشارة إلى أن القذافي خرج من عزلته الطويلة بالزيارة التي نظمها لأوروبا.
إن زيارة رايس هذه تعني أن أمريكا أنهت بصورة رسمية العزلة التي كانت تريد إبقاء ليبيا فيها، وبالرغم من أن هذا الانفتاح الليبي هو نتاج لتأثير السياسة الإنجليزية إلا أن أمريكا تأمل من ذلك؛
أولاً: التهيئة لفتح الطريق أمام جبهة البوليساريو التي باتت وحيدة في قضية الصحراء المغربية.
ثانياً: تشكيل أنموذجٍ لتطوير العلاقات الأمريكية مع إيران التي ترزح في عزلة مشابهة للعزلة الليبية.
إلا أن التأثير السلبي للانتخابات الأمريكية على إنجازات السياسة الخارجية فإن زيارة رايس هذه لا تبدو مؤثرة في الإجراءات التي سيتخذها الرئيس الأميركي الجديد.
كتبه : يوسف الكردي