خبر وتعليق – زيارة عبد الله غُل للقوقاز
الخبر: تناولت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنباء زيارتي رئيس الجمهورية التركية عبد الله غُل لأرمينيا في 06 أيلول/سبتمبر 2008 ولأذربيجان في 10 أيلول/سبتمبر 2008.
التعليق: إن الأجواء التي كانت سائدة إبان تلك الزيارات هو هجوم جورجيا على أوسيتا الجنوبية بتحريك أمريكي، مما أثار غضب روسيا فردت بقسوة. وتبع ذلك تدخلات أمريكية وأوروبية في القوقاز.
إن الجمود في العلاقات التركية-الأرمينية بدأ يُسَخَن في الآونة الأخيرة بصورة متسارعة من خلال الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية التركية عبد الله غُل لأرمينيا بمناسبة لعبة كرة القدم التي نظمت بين فريقي كرة القدم التركي والأرميني. وعقب ذلك نظّم غُل زيارة لأذربيجان التي ترزح أراضيها لاحتلال أرمينيا.
لقد قامت بعض الأوساط السياسية بانتقاد زيارة غُل لأرمينيا، إلا أنها لم تتطرق لما يحاك في الخفاء من وراء تلك الزيارتين. إن الذي يرجح لدينا أن هنالك أربعة أسباب رئيسية من وراء تلك الزيارتين:
1. إن هذه الزيارات السياسية وخصوصاً الزيارة لأرمينيا إن هي تمّت من قبل حزب العدالة والتنمية الموالي لأمريكا وعلى رأسه رئيس الوزراء رجب أردوغان فستوَاجَه في تركيا بردة فعل صاخبة جداً، وما كانت لتثمر نتائج الزيارة بسرعة، ولهذا أرادت أمريكا أن تتم هذه الزيارة من قبل رئيس الجمهورية عبد الله غُل الذي سيواجه بردود فعل أقل شدة، وبذلك يكون قد مهد الطريق أمام أمريكا للنفاذ إلى القوقاز.
2. إن أمريكا تنظر بأهمية بالغة لمنطقة القوقاز بشكل عام وللدول المذكورة بشكل خاص لأنها تحوي على مناطق إنتاج الطاقة ولأن خطوط النقل تمر فيها، إن أمريكا تحرص على ذلك للسيطرة على مصدر الطاقة لأوروبا ولتحجيم النفوذ الروسي.
3. إن القوقاز تطل بساحلها على البحر الأسود ولديها فيه العديد من الموانيء الاستراتيجية، وقبل تمديد خطوط نقل البترول من القوقاز كانت تعتبر الشريان النابض لروسيا التي كانت تنقل نفطها عبر البحر الأسود والمضائق التركية للأسواق الأوروبية، وكانت منطقة القوقاز تمثل بالنسبة لأوروبا الأهمية ذاتها.
4. ولهذا فقد أولت أمريكا أهمية بالغة لتلك المنطقة المتمثلة بالبحر الأسود والمضائق التي إن هي وضعت نفوذها فيها تمكنت من تحجيم وتقييد حركة روسيا تجاه الأسواق الأوروبية.
وعبد الله غُل باشر القيام بخطوات متتابعة من خلال الزيارات التي قام بها برغبة أمريكية لتمهيد الطريق أمام المصالح الأمريكية.
يلمـاز شيلك
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية تركيـا