خبر وتعليق – مصالحة طرابلس: مصالحة جدية- أم هدنة مؤقتة؟!
خبر وتعليق
مصالحة طرابلس : مصالحة جدية- أم هدنة مؤقتة.
إن ما جرى بالامس القريب من اجتماع معظم فاعليات طرابلس على اختلاف ولاءتهم السياسية وتوقيعهم على وثيقة مصالحة تتضمن البنود التالية :
1 – اتفاق جميع القيادات والفعاليات على تثبيت السلم والأمن والاستقرار ـ بشكل نهائي ـ وعدم اللجوء تحت أي ظرف إلى العنف والسلاح.
2 – اللقاء والمصالحة بين كل القوى على ساحة المدينة وبرعاية الدولة.
3 – إعلان قيادة الجيش في الشمال جدولاً زمنياً لعودة كل النازحين إلى منازلهم وتأمين كل ما له علاقة بأمنهم.
4 – تأمين منازل بديلة ومؤقتة للمواطنين الذين تتعذر عليهم العودة إلى منازلهم ـ لعدم صلاحيتها ـ وذلك عن طريق توفير بدل إيجار لهم إلى حين إصلاحها وعودتهم إليها.
5 – تسريع عملية تحديد الأضرار في الأرواح والأجساد والممتلكات من قبل الهيئة العليا للإغاثة وكل المؤسسات المعنية تمهيداً للتعويض الأكيد والعاجل على المتضررين.
6 – التمني على دولة رئيس مجلس الوزراء العمل على تأمين كل التعويضات اللازمة.
إن وثيقة المصالحة هذه برعاية رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، هو مجرد هدنة تستمر لمدة أشهر. تمت هذه المصالحة بسبب ضغوط خارجية من دول إقليمية ودولية مثل سوريا ومصر وفرنسا….. إذ إن سوريا أعربت على لسان رئيسها بشار الأسد أن ما يجري في الشمال يجب أن يتوقف وأن القوى المتطرفة الصاعدة -إشارة إلى السلفيين المدعومين من السعودية- يجب أن تفكك. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر المتضررين مما يجري هو النظام السوري بما له من تأثير على الداخل السوري بين المسلمين السنة والعلويين. وكذلك أعربت مصر على لسان وزير خارجيتها أبو الغيط عن امتعاضها من صعود بعض الحركات المتطرفة في طرابلس. وقد عبرت فرنسا عما يجري في الشمال. كل ذلك دفع زعيم تيار المستقبل إلى المبادرة في هذه المصالحة خاصة وأنه شعر بتحرك للجيش اللبناني- الواقع تحت التأثير السوري لضرب القوى “الإسلامية” التابعة له ولذلك أراد أن يفوت الفرصة على الجيش بضرب عمامته.
إن من المؤلم أن نرى أبناء أمتنا وقوداً لفتن بين خصوم عملاء لدول عربية لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة وأن ترى “علماء” يفتون للناس بوجوب السير تحت أوامر زعماء علمانيين وعملاء بحجة مصلحة الطائف.
إن كل ذلك أعمال لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا خلاص لأبنائنا إلا بقيادة إسلامية واعية تحرص على رعاية أبنائها وفق شرع الله.