Take a fresh look at your lifestyle.

 هل علاقة الولايات المتحدة بإيران تتوافق مع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ؟

 

في الخامس عشر من أيلول الجاري وفي تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورد فيه أن إيران قد أغلقت التحقيق في الادعاءات حول محاولتها صنع أسلحة نووية، وقد صورت نتائج التقرير إيران على أنها دولة منبوذة ومصدر خطر على جيرانها، وقد أثارت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل  إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب تعنتها بالنسبة لصنع الأسلحة النووية، وقد حث الناطق الرسمي للبيت الأبيض جوردون جوندرو إيران على تعليق تخصيب اليورانيوم وإلا ستواجه مزيداً من العقوبات من مجلس الأمن. بينما صرح إريك تشافيلير الناطق باسم الخارجية الفرنسية بأنه لا مفر أمامهم  من العمل ليل نهار لإصدار قرار عقوبة جديد من مجلس الأمن، ومن جهته فقد اتهم الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي النظام الإيراني بالتلاعب وخداع  المجتمع الدولي حتى لا يمارس مزيداً من الضغوط على طهران.

ومن جهتها فإن إيران وعلى لسان رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان علاء الدين بوروجيردي دافعت عن موقفها ورفضت ادعاءات أمريكا حول برنامجها النووي السلمي وكان عديد من مراكز البحوث الغربية قد استبعدت إمكانية صنع إيران للقنبلة الذرية على المدى القريب، بالإضافة إلى ذلك فإن تقرير الوكالة الدولية يفيد بأنه وخلال عامين سيكون عند إيران المخزون الكافي من اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية ولكن صنعها عملية شاقة وستأخذ سنين عديدة.

إن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة اتخذت مسار العداء في غضون السنوات الخمس الأخيرة والذي ازداد  ببرنامج إيران النووي وموقف أحمد نجاد من أمريكا، وإن انتقادات أمريكا لإيران مصحوباً بالتعاون السري بينهما قد وطد وجود أمريكا في المنطقة، ناهيك عن المنافع التي عادت على أمريكا مثل التهدئة في العراق وأفغانستان والترتيبات الأمنية الجديدة في الخليج ونشر برنامج الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا، ولا ننسى مناورات الحرس الجمهوري الإيراني  والبحرية الأمريكية في الخليج.

وبعيداً عن الأضواء فإن هناك دلائل متزايدة على أن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة تتجه نحو التطبيع، ومن هذه الدلائل وجود وليام بيرنز في محادثات جنيف في تموز، واحتمالات قيام الولايات المتحدة بإرسال بعثة دبلوماسية إلى  طهران وتكرار أوباما لشعار التعامل مع إيران في إشارة إلى تحسن العلاقات بين البلدين، وقد أيد خمسة وزراء خارجية سابقون بينهم أولبرايت وباول وكريستوفر وكيسنجر وبيكر دعوة أوباما للتقارب مع إيران. وإن العقبة الوحيدة أمام  الساسة الأمريكيين هو إصرار إسرائيل على تحييد التهديد النووي الإيراني. وتحاول أمريكا تجاهل نوايا إسرائيل نحو إيران مثل تقليل أهمية العرض الجوي الإسرائيلي في سماء المتوسط قبل عدة أشهر، وإن رفض أمريكا بيع قنابل من نوعGBU  إلى إسرائيل ما هو إلا محاولة للتقليل من خطر نوايا إسرائيل.

ونظراً لانشغال إدارة بوش بالانتخابات القادمة فإن من المستبعد أن تكون في حالة حرب مع إيران بل على العكس من ذلك فمن المتوقع توطيد العلاقات مع إيران حالياً.

 

كتبه : عابد مصطفى