مع الحديث الشريف – الْمُقْسِطُونَ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلَىْ مَنابِرَ مِنْ نُورٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الْمُقْسِطُونَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ). رواه أحمد.
أورد الألباني في السلسلة الصحيحة قوله صلى الله عليه وسلم: ( المَكْرُ والخديعة في النار )
قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى:( يُعاملون عمل المخادع على خداعهم، وذلك أنهم يُعْطَوْن نوراً كما يُعطى المؤمنون، فإذا مضوا على الصراط أُطفئ نورهم وبقوا في الظُلمة ) ، وتلا قوله تعالى: { يخادعون الله وهو خادعهم }.
إن الأمة الإسلامية تعيش في عصر المكر والخديعة، حيث أمضت القرن الأخير من عمرها وهي لا تخرج من مؤامرة إلاّ وتدخل أعظم منها، مَكَر بها الكفّار وعملاؤهم من الحكام والمضبوعين بثقافة الغرب ومرتزقة السياسة من أحزاب وشخصيات وزعماء الوطن والقوم الذين كانوا ولا يزالوا أحجار شطرنج يحركهم سيدهم المستعمر كيف يشاء، وآتى المكر أُكُله بهدم الخلافة وضياع فلسطين وتفرق المسلمين شذر مذر ومُزّقت بلادهم واحتلت تباعاً ولا تزال، والسِكّة التي حرث عليها الكافر لتحقيق ذلك هم الحكام ومن والاهم، فهم القاسطون على منابر مُظلمة، تلك المنابر والحناجر التي لا يخرج منها إلاّ الظلام الحالك الذي تسوّد نهار الأمة، تلك المنابر التي لا يقف ولا يجلس عليها إلاّ كل من باع آخرته بدنيا غيره، وقد أوشك نفرٌ من الأمة أن ينتهوا من بناء منابر النور ليعتلوها صادعين صادحين بكلمة الله مطبقين لأمره، وهم جادّون على تحريق منابر الظلام التي أضلت الأمة وحَرَفَتْها عن جادة الصواب، وأظلت الأمة بظلال الذل والمهانة والمكر والخديعة، ولن يُحرّق تلك المنابر إلاّ الأيادي المتوضئة العاملة لإيجاد الخلافة على منهاج النبوة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.