مع الحديث الشريف جَاهِدُواْ الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:”جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ“. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلَاثَةً صَانِعَهُ وَالْمُمِدَّ بِهِ وَالرَّامِيَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ“.رواه أحمد.
قال الإمام الصنعاني رحمه الله: (الحديث دليل على وجوب الجهاد بالنفس وهو الخروج والمباشرة للكفار وبالمال وهو بذله لما يقوم به من النفقة في الجهاد والسلاح ونحوه، والجهاد باللسان وإقامة الحجة عليهم ودعائهم إلى الله تعالى وبالأصوات عند اللقاء والزجر ونحوه من كل ما فيه نكاية للعدو).
وقال صلى الله عليه وسلم:”إِنَّ هَجْوَ الْكُفَّارِ أَشَدُّ عَلَيْهِم مِنْ وَقْعِ النُّبُلِ“.
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى:(ويؤجر الإنسان على كتابة الكتب والكتابة كذلك لينتفع ولينفع بها غيره).
إن من أعظم أنواع الجهاد ومراتبه الفاعلة والمؤثرة والمُنتجة في حياة المسلمين هو جهاد الكافرين والظالمين والفاسقين والمنافقين بجهاد البيان واللسان، ر سيّما إذا كان مُؤَطراً بالإطار الحزبي الجماعي، وهذا ما يخشاه شرذمة الحكم في أيامنا هذه حكام السفاهة والذل، فيخشون الفكر الحق وعمل الحق ونشرات الحق وكتب الحق ومؤتمرات الحق ومسيرات الحق، ويعملون على مقاومتها ومنعها بالاعتقال والتعذيب والقتل لأنها تكشف تآمرهم وتُبطل سحرهم ولن يُفلح مسعاهم بإذن الله، ويمنعون أي محاولة يقوم بها المسلمون لصناعة حقيقية تؤهلنا للانعتاق من سيطرة الكافر، تقوم على الصناعة الثقيلة لإيجاد سلاح الجهاد المُرهب لأعداء الله، فكم من الفروض منعوا ومن الأجور حجزوا، ولن تُحيا الفروض الشرعية إلاّ بزوال الحكام وإقامة الخلافة الراشدة الثانية وليُصبح جهاد المشركين بالمال والنفس واللسان سجية من سجايا المسلمين وتُصبح الصناعة الثقيلة صناعتهم المعتادة.