خبر وتعليق أمريكا تجبر الباكستان لأجل الحصول على موطئ قدم عسكرية هناك
تعود إسلام أباد مرة أخرى محط أنظار العالم، ولكن بالطبع لأسباب غير شرعية. فقد ضربت العاصمة بأضخم أنواع القنابل. ويقدر الخبراء بأن القنابل تصل إلى ما يقارب الألف كيلوغرام، حيث قد حملت في شاحنة نفايات. وقد حدث التفجير في نفس اليوم الذي ألقى فيه عاصف زرداري خطابه الأول في الدورة المشتركة للبرلمان.
وقد كانت باكستان من قبل هذا التفجير واقعة تحت قصف الولايات المتحدة لها وغاراتها الجوية عليها. وقد انتهكت أمريكا سيادة الباكستان هذا الأسبوع بضربها بالصواريخ خمس مرات. في وسط هذه الهجمات، زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الأميرال مايكل مولين الباكستان وقابل رئيس الوزراء هناك جيلاني ورئيس أركان الجيش اللواء كياني. وقد كشف مولين عند عودته لصحيفة لوس آنجليس عن الخبر المهم أن باكستان أخيراً وافقت على وجود متدربين أمريكان في شمال العاصمة إسلام أباد. حيث قد قال من قبل أن باكستان كانت ترفض عرض الولايات المتحدة هذا في الأشهر الأخيرة. وقد أفيد أنه خلال زيارة مولين وفي فندق الماريوت قد أحضرت صناديق حديدية ضخمة لم يسمح إلا لقوات المارينز الأمريكية بالتعامل معها، ونقلت إلى الطابق الثالث والرابع في ذلك الفندق. وقد أقرت اليوم السفارة الأمريكية في باكستان هذا التقرير. وأيضاً هناك تقارير تشير إلى أنه كان هناك تواجد لمئتين وخمسين شخصاً في فندق الماريوت وقت الانفجار.
يتضح من هذه المعلومات أن سيطرة الولايات المتحدة على باكستان صارت بلا أبعاد. وهدف الولايات المتحدة الآن بالتأكيد إنشاء قاعدة عسكرية قرب العاصمة. إلا إن هناك عناصر مخلصة في الجيش الباكستاني ترفض مثل هذه الأهداف. ومن الجدير ذكره أن المرافق النووية الباكستانية مثل مختبرات كاهوتا للأبحاث، ومعهد باكستان للتكنولوجْيَا والعلومِ النووية، ومراكز أخرى متنوعة للطاقة النووية ليست بعيدة عن العاصمة. وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستكون على بعد خطوات من الأماكن الاستراتيجية الباكستانية، وأيضا عن عصب السياسة للباكستان؛ إسلام أباد. وبهذا إن كان هناك تدخل للولايات المتحدة في أي تغيير سياسي في إسلام أباد خصوصا الإسلامي منه، فسيكون ميسورا، ببعثها الدبابات التي ستبعد عشرين كيلوا مترا عن إسلام أباد. إضافة إلى ذلك، إن كان غرض هذه القاعدة الأمريكية كما يدّعون هو التحقق من المسلحين والإرهابيين المتسللين لأفغانستان، فإن بيشاور هي خيار أفضل لإنشاء القاعدة فيها والتي كانت المكان الذي نشدته الولايات المتحدة ابتداء. يتبين من هذا أنه قد يكون للولايات المتحدة خطط أخرى للبقاء الطويل هناك.
إنه الوقت المناسب لباكستان وخصوصاً الجيش لإعادة التفكير بعلاقاتها مع الولايات المتحدة. فقد شهدوا باكستان تتحول من بلد سلمي إلى بلد دمار. فمنذ انضمام باكستان إلى أمريكا في حربها على الإسلام تحت الشعار الزائف “باكستان أولا”، شهدوا الاقتصاد وخصوصاً الصناعي منه يتلاشى أمام أعينهم. فكيف ستصبح باكستان إن أقامت أمريكا قاعدةً في جوار إسلام أباد والمرافق الاستراتيجية الباكستانية؟ إن الطريق للتصدي لمبتز كالولاياتِ المتحدة لن يكون بالتسليم لها دون قتال، بل بالوقوف والتصدي وبيان قوة البلد النووي الإسلامي الذي قد استعد أهله لقتال المستعمرين الجبناء. حكام الغدر اليوم كزارداري وجيلاني الذين أتوا لباكستان برضا أمريكا ليس لديهم الجرأة للتصدي لها. ولذلك فإنها مسؤولية أصحاب القوى خصوصا الجيش لإقامة الخلافة، وتوحيد الأمة تحت أمير واحد. وحينها فقط ستحمى موارد ومرافق الأمة الاستراتيجية، بل وسيعيش المسلمون وكل العالم تحت عدل الإسلام.
كتبه: نفيد بت الناطق الرسمي لحزب التحرير ولاية الباكستان