مع الحديث الشريف استعذ بالله من شر شياطين الإنس والجن
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ صَلَّيْتَ قُلْتُ لَا قَالَ قُمْ فَصَلِّ قَالَ فَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا ذَرٍّ اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ لِلْإِنْسِ مِنْ شَيَاطِينَ قَالَ نَعَمْ يَا أَبَا ذَرٍّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا”.رواه أحمد
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:( فإن الله تعالى قد أخبر أنه جعل لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، وإيحاؤهم هو وسوستهم، وليس شرط المُوَسْوِس أن يكون مستتراً عن البصر بل قد يشاهد وهو كلام من يُعرف قائله فإنه ليس شيئاً يُلقى في القلب لا يدري ممن هو، وإبليس قد أُمر بالسجود لآدم فأبى واستكبر فلم يكن ممن لا يعرفه آدم وهو ونسله يرون بني آدم من حيث لا يرنهم وأما آدم فقد رآه ).
إننا نشاهد اليوم مَرَدَة الشياطين الإنسية من دول الكفر والاستكبار والاستعمار وعلى رأسها أمريكا ودول أوروبا وهي توحي وتوسوس لأتباعها من الشياطين التي سخرتهم لغواية الناس وإضلالهم عن طريق الخير والهدى وهم الحكام ومن والاهم، أوْحوا لهم بهدم الخلافة فهدموها وأوحوا لهم ووسوسوا بنشر الديمقراطية المُهلِكة فنشروها فضلوا وأضلّوا، أوحوا لهم بنشر الوطنية والقومية وبإيجاد أحزاب قائمة عليها فأوجدوها، أوحوا لهم بتغيير المناهج المهترئة فغيّروها، أوحوا لهم بمنع المسلمين من العمل لإيجاد دولتهم فمنعوهم إلاّ من رحم الله، أوحوا لهم بقتل المسلمين إن صدعوا بكلمة الحق فقتلوهم، أوحوا لهم بالسكوت عمن شتم نبيهم فسكتوا… وسوف تبقى مَرَدَة الشياطين توسوس وتوحي لأتباعها حتى يأذن الله بقيام دولة الخلافة التي تستل سيف الحق فتشدخ به رؤوس تلك الشياطين الإنسية وتُطيح بها وبذلك تكون الاستعاذة بالله منهم قد حصلت.