نفائس الثمرات – الذَّنْبُ
عقوبته خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم من المصائب الشديدة والبلايا العظيمة التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة.فقلت: سبحان الله! إن الله أكرم الأكرمين والكرم يوجب المسامحة.فما وجه هذه المعاقبة.فتفكرت فرأيت كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم لا يتصفحون أدلة الوحدانية ولا ينظرون في أوامر الله تعالى ونواهيه بل يجرون – على عاداتهم – كالبهائم.فإن وافق الشرع مرادهم وإلا فمعولهم على أغراضهم.وإن سهلت عليهم الصلاة فعلوها وإن لم تسهل تركوها.وفيهم من يبارز بالذنوب العظيمة مع نوع معرفة المناهي.وربما قويت معرفة عالم منهم وتفاقمت ذنوبه.فعلمت أن العقوبات وإن عظمت دون إجرامهم.فإذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً صاح مستغيثهم: ترى هذا بأي ذنب.وينسى ما قد كان مما تتزلزل الأرض لبعضه.وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه.فمتى رأيت معاقباً فاعلم أنه لذنوب.
كتاب صيد الخاطر