مع الحديث الشريف – الآجال والأرزاق مقدرة
أورد الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ🙁 اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ وَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ”.
قال الإمام النووي رحمه الله:[وهذا الحديث صريح في أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تتغير عمّا قدره الله تعالى وعلمه في الأزل، فيستحيل زيادتها ونقصها حقيقة عن ذلك].
وقال المازري:[قد تقرر بالدلائل القطعية أن الله تعالى أعلم بالآجال والأرزاق وغيرها وحقيقة العلم معرفة المعلوم على ما هو عليه فإذا علم الله تعالى أن زيداً يموت سنة خمسمائة استحال أن يموت قبلها أو بعدها لئلا ينقلب العلم جهلاً، فاستحال أن الآجال التي علمها الله تعالى تزيد وتنقص…].
إن كثيراً من أبناء الأمة تنوء عقولهم ونفوسهم وأكتافهم عن حمل رسالة الإسلام التي أمرهم الله تعالى بحملها لأنهم يستطيعون ذلك، سواء أكانوا أفراداً عاديين أو علماء أو حكام أو كانوا في الجيوش جنوداً وضباط ، وذلك خوفاً على الأرزاق والأعناق، فلا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، بل إنهم لا يقومون بالمعروف ولا ينتهون عن المنكر، مع أنهم مسلمون موحّدون فلكل واحد من هؤلاء نقول: إن أول ما غلبت عليه الأمة من الجهاد هو جهاد اليد ثم جهاد اللسان، ثم جهاد القلب، فمن لم يعرف بقلبه معروفاً ولم يُنكر منكراً قُلِب فجعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه، وإن الحق ثقيل مريء وإن الباطل خفيف وبيء، وإن الرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همَّ سنتك على همَّ يومك كفاك كل يوم ما فيه، ولن يسبقك إلى رزقك طالب ولن يغلبك عليه غالب ولن يُبطئ عنك ما قد قُدِّر لك.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يُقرّبان من أجل ولا يُنقصان من رزق وأفضل من ذلك كله كلمة عدل عند إمام جائر، ويا أهل القوة، يا درع الأمة وحضن المَنَعَة، المنيّة ولا الدنيّة والتقلل ولا التوسل، إهووا بسيوفكم المحمدية على رقاب الأذلاء الأخسّاء الجبناء من حكام الوباء والداء، واستجيبوا لنداء الحق وصوت العزة الداعي لإقامة الخلافة وحمل الرسالة وكونوا أنصار الله لتكونوا في أعلى عليين.