مع الحديث الشريف خيركم وشركم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ فَقَالَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ( خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ ) رواه أحمد.
قال الغزالي رحمه الله:[فليتفقد الإنسان نفسه عند الميل إلى شخص وينظر ما الذي يميل به إليه؟ ويزن أحوال من يميل إليه بميزان الشرع فإن رأى الأحوال مُسدّدة فليُبشّر نفسه بحسن الحال، وإن رأى غبر ذلك فليرجع إلى ميله باللائمة والاتهام وإن ازداد الميل ازداد الظلم والاعوجاج].
لا شر نعلمه بعد شر الكفر والكافرين من شر حكام هذا الزمان حيث ابتلينا برفضهم الخير من جميع وجوهه وجرّبناهم بإتباعهم لوجوه الشر كله، ومن لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب لم ينتفع بشيء من العظة، فهم يحكمونا بالكفر ويسوسونا بالبدع والشبهات، لا يدفعون عنا اعتداء المعتدين ولا سرقة السارقين لا يثأرون لدين ولا لكرامة، بطانتهم سيئة، وعلماؤهم فسقة، وأسلحتهم صدئة، إذا رأوا خيراً ذهبوا عنه وإذا رأوا شراً أعانوا عليه، فهم شر الناس لا يُرجى خيرهم ولا يؤمن شرهم.
إن الواجب الشرعي والعقلي يقرران حتمية وفورية الخلاص منهم وهذا لن يكون إلا بالعمل مع العاملين لإقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة وبتحرك مراكز القوة في الأمة نحو الهدف ذاته. فاللهم رقق قلوب أهل القوة والمنعة لنصرة دينك ودعوتك حتى يُرجى الخير ويُؤمن الشر.