سلسلة قل كلمتك وامشِ – العدوان على غزة – أحداث ومواقف – ح1- الأستاذ أبي محمد الأمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
العدوان على غزة أحداث ومواقف (1)
بعد أن أنهى وفد أرواح الشهداء زياراته لجناحي العالم الإسلامي الشرقي والغربي، و صعد إلى الملأ الأعلى. قالت إحداهن: دعونا نسترح وننعم بما أعده الله – سبحانه وتعالى- للشهداء من نعيم مقيم، ونستبشر بمن سيلحق بنا، ونفرح بما سيؤتينا الله العزيز الوهاب.
قالت الروح المستنيرة: ليس بعد، فإننا لم نكمل بعد مهمتنا.
صحيح أننا اطلعنا على ما دار ويدور في أرجاء العالم الإسلامي، لكننا ولهذه اللحظة لم نحاكم الأحداث والمواقف التي حصلت أثناء العدوان الغاشم على غزة الصامدة وكذلك لم نستخلص العبر والعظات والنذر وكذلك البشائر التي نتجت عن هذا العدوان.
ولهذا دعونا ندع مجلس شورى أرواح الشهداء للاجتماع حتى يتم بحث الأحداث والمواقف وغيرها مما ذكرت.
اجتمع مجلس الشورى، فقامت إحدى الأرواح متحدثة ومستذكرة كلما حدث ذاكرة الأحداث حسب أهميتها فقالت:
بعد أن قصفت طائرات العدو الغادر مناطق غزة المختلفة ملحقة الدمار والخراب في البنايات العامةِ والمساجد ودور العبادة، تحركت دبابات اليهود وقواتهم البرية للدخول إلى غزة الصابرة الصامدة واحتلالها من جديد، مخلفة بذلك المئات من الشهداء بإذن الله -سبحانه وتعالى- وآلاف الجرحى حيث الكثير منهم كان الموت أهون بكثير من حياتهم مقطعي الأطراف ومحروقي الأجساد، وانطفأ آخر بصيص من نور كان يضيء بعض المناطق.
فماذا فعل حكام العرب؟
تقدم العرب مرة ثانية لمجلس الأمن لاستصدار قرار رئاسي يندد بالعدوان ويطالب بوقف القتال، وكالعادة وقفت أمريكا الكافرة التي تعمل في المسلمين تقتيلا ً وتعذيبا ً، أقول وقفت أمريكا دون ذلك وحالت دون استصدار قرار لا يسمن ولا يغني من جوع.
ومع هذا فإن الوفد العربي الممثل للأنظمة العميلة الخائنة وصل إلى نيويورك للطلب من مجلس الأمن إصدار مثل هذا قرار، وكذلك وصل رئيس ما يسمى بالسلطة الفلسطينية الخائن محمود عباس ميرزا ووزير خارجيته العميل لشرح القضية لمجلس الأمن، وكأنهم لا يعرفون من هو مجلس الأمن، وما هي وظيفته التي أوجد من أجلها.
قامت روح أخرى وقالت: دعوني أخبركم ما هو مجلس الأمن.
إن مجلس الأمن لم يوجد للمحافظة على أمن العالم وإبعاد شبح الحروب عن البشرية.
كلا لم يوجد مجلس الأمن لهذا أو ذاك وإنما وجد لإلباس ثوب الشرعية على جرائم أمريكا وغيرها من الدول الكبرى الأخرى.
وما أمر العراق وأفغانستان منا ببعيد، ومن قبل العراق وأفغانستان كانت كوريا وفيتنام وغيرهما من الحروب المحدودة وغير المحدودة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
هذا هو مجلس الأمن الذي أراد النظام الرسمي العربي اللجوء إليه لإنصاف العرب من اليهود والوقوف بجانبه ضد العدوان اليهودي اللئيم.
ولعمري متى كانت إسرائيل تقيم وزنا ً لمجلس الأمن وقراراته.
وإني لأتذكر أن آبا إيبان وزير خارجية دولة العدوان وبعد حرب الساعات الثلاث وتسليم الضفة الغربية والجولان لدولة اليهود عام 1967م، أقول وقف آبا إيبان وهو في طريقه إلى الأمم المتحدة ليقول: ” إن عدد الأعضاء هو 121 عضوا ً فلو طلب من 120 عضوا ً الانسحاب ما انسحبنا”.
هذا هو موقف اليهود من الأمم المتحدة، ومن مجلس الأمن.
أما النظام العربي الرسمي العاجز والمشلول فإنه لا يزال يتمسك بمجلس الأمن لإيجاد العذر للنفس المنهارة الخوارة عن التقاعس والخذلان والنذالة.
قامت روح ثالثة فقالت: إنني لأعجب كيف وقف أمين عام الجامعة العربية، أستغفر الله بل الجامعة العبرية، السيد عمرو موسى بل بن غوريون العرب فيقول تعقيبا ً على فشل مجلس الأمن في إصدار قرار رئاسي فيقول معنى لا نصا ً: ” إن الناس يقتلون، وترتفع أعداد القتلى والجرحى، ومجلس الأمن ينظر هنا وهناك دون عمل شيء، وهذا كله وضع مجلس الأمن والنظام الدولي تحت علامة استفهام”.
رائع ما تكلمت به يا أمين الجامعة وياليتك لم تتكلم، ويا ليتك سكتّ وصمتّ لأن الصمت كان أولى بك وكذلك كان يجب أن تنزوي خجلا ً من نفسك أولا ً ، ومن الشعب العربي ثانيا ً.
ونحن نسألك ماذا فعلت جامعتك العربية التي تجلس على قمة هرمها المهترىء الفاسد النتن.
نعم ماذا فعلت؟ إن كل ما استطاعت جامعتك فعله أن تجمع وزراء خارجية الأنظمة العميلة الذي لم يخرج عن اجتماعهم شيء اللهم إلا اعترافهم بأن العدوان على غزة إنما هو عدوان على أهل فلسطين جميعا ً، أما أنظمتهم العميلة فلا علاقة لهم بذلك، والعدوان لا يمسهم ولا يعنيهم من قريب ولا من بعيد. وكذلك قرروا تكوين وفد من بعض الوزراء للذهاب إلى مجلس الأمن الذي تنعيه ليطلب الوفد إصدار قرار بوقف القتال، حتى وصل الأمر بوفدك أن يطلب إصدار قرار، أيَّ قرار فقط لحفظ ماء الوجه أمام الشعب العربي.
ألم تستح من نفسك وتأخذ خطوة جريئة تاريخية بالاستقالة وإعلان موت الجامعة وإلى الأبد؟
قل بالله عليك ماذا تنتظر إن كان فيك ذرة من حياء أو شهامة أو رجولة؟؟؟
ولكن مالي أكثر لومك وقديما ً قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ً ولكن لا حياة لمن تنادي
وإنني لأرجو ألا أكون قد قسوت على الجامعة وأمينها.
قامت روح رابعة فقالت: ” إن ما قلته إنما هو قليل قليل أمام ما حدث وأمام الموقف المتخاذل.
أما أنا فأقول إن رئيس إحدى الدول وقف وقال إن ما يحدث في غزة لا يمكن السكوت عليه.
وإنني لأتساءل ولم نسكت؟
ولم لم تفتح الحدود أمام المجاهدين للذهاب إلى فلسطين لجهاد الأعداء؟”.
وقفت روح خامسة فقالت: ” أما أنا فسأتكلم عن رجل لا يحسن إلا الخضوع والخنوع لأسياده من وكالة المخابرات الأمريكية الـ C.I.A. ومن هم دونها من رجالات سلطة أوسلو، هذا الرجل المدعو صائب عريقات يتكلم ويطلب من أهل فلسطين ألا يتكلموا مع الأمريكان إلا بلغة المصالح، يعني بلغة المساومة وكأن مصالح الأمم والشعوب تؤخذ بالمساومات وحقوق الأمم لا تنال إلا بالتنازلات.
ولكن ماذا يمكن أن يقال وكل عملك هو المفاوضات والمساومات؟ حتىً أصبحت لا تتقن غيرها وغاب عن بالك أنه يجب أن تفتح جبهة ضد العدو في الضفة الغربية لتخفيف الضغط عن أهالي غزة الصامدة. وما لي ألومك وفتح الجبهة يحتاج إلى قرار رجل يتسم بالإيمان والإخلاص لربه ورسوله ولدينه وعامة المسلمين وليس رجلا ً مسجلا ً في قوائم العملاء لدى الأعداء.
أما أهل غزة فلهم الله الذي سيعوضهم خيرا ً إن شاء الله وأما من ذكرنا من المسؤولين العرب وغيرهم، فإننا ومن هذا المجلس نقول لهم: قليلا ً من الحياء، وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ” إذا لم تستح فاصنع ما شئت” “، وهنا رفعت الجلسة على أن تعقد في الغد لمواصلة البحث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم، أبو محمد الأمين.