مع الحديث الشريف – مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ
أورد الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لَا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلَاءُ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزِ لَا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ ).
قال النووي رحمه الله: قال العلماء:(معنى الحديث أن المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله، وذلك مُكفّر لسيئاته، ورافع لدرجاته، وأما الكافر فقليلها وإن وقع به شيء لم يُكفّر شيئاً من سيئاته بل يأتي بها يوم القيامة كاملة).
إن حكام هذا الزمان ومن والاهم من أدعياء العلم والفكر والثقافة، كل واحد منهم كشجرة الأرز لا تَهُزهم ويلات المسلمين ومصائبهم من احتلال البلاد وسفك الدماء لأنهم أصلاً لم يهتزّوا ولا يهتزون لمصيبة وفاجعة غياب الإسلام عن وجوده في علاقات الناس وحُكمها، فالحكام ومن والاهم هم مَهبط إبليس ومَغْرس الفتن فالشيطان باض وفرّخ في صدورهم ودبّ ودَرَج في حجورهم فنظر بأعينهم ونطق بألسنتهم، لا يرعوون في مصيبة حلّت بهم في دين أو بدن أو أهل أو مال، لقد أينعت رؤوسهم وحان قطافها، لقد آن أوان حصدهم من الجذور لكي لا ينبت أمثالهم في يوم من الأيام. إن حصد الحكام وجز رقابهم والعمل فيهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بني قريظة لا يكون إلا بعمل المسلمين مع العاملين لإقامة الخلافة والتحام أهل القوة والمنعة لتلك الدعوة المباركة فيحصدون زرع الكفار ونباتهم الذي لن يكون له موسماً أبداً إن شاء الله.