نفائس الثمرات- بارد القلب ساكت اللسان
أيّ دين وأيّ خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك ، وسنّة رسول الله يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللّسان شيطان أخرس كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ؟ وهل بلية الدين إلاّ من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدّين ؟ وخيارهم المتحزن المتلمظ ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد ، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه، وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بُلوا في الدّنيا بأعظم بليّة تكون ، وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب؛ فإنّ القلب كلّما كانت حياته أتمّ كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدّين أكمل .
كتاب إعلام الموقعين لابن القيم