مع الحديث الشريف- عمل خير أمة أخرجت للناس
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم مع الحديث الشريف ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ “عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ ” رواه البخاري وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِلَفْظِ “يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّة بِالسَّلَاسِلِ”
جاء عند الإمام ابن حجر في فتحه بتصرف يسير { قُلْت: الْمُرَاد بِكَوْنِ السَّلَاسِل فِي أَعْنَاقهمْ مُقَيَّد بِحَالَةِ الدُّنْيَا، فَلَا مَانِع مِنْ حَمْله عَلَى حَقِيقَته، وَالتَّقْدِير يَدْخُلُونَ الْجَنَّة، وَكَانُوا قَبْل أَنْ يُسْلِمُوا فِي السَّلَاسِل، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فِي قَوْله تَعَالَى (كُنْتُمْ خَيْر أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) قَالَ ” خَيْر النَّاس لِلنَّاسِ يَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِل فِي أَعْنَاقهمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَام “، قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ أُسِرُوا وَقُيِّدُوا، فَلَمَّا عَرَفُوا صِحَّة الْإِسْلَام دَخَلُوا طَوْعًا فَدَخَلُوا الْجَنَّة، فَكَانَ الْإِكْرَاه عَلَى الْأَسْر وَالتَّقْيِيد هُوَ السَّبَب الْأَوَّل، وَكَأَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَى الْإِكْرَاه التَّسَلْسُل، وَلَمَّا كَانَ هُوَ السَّبَب فِي دُخُول الْجَنَّة أَقَامَ الْمُسَبَّب مَقَام السَّبَب. وَنَحْوه مَا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق أَبِي الطُّفَيْل رَفَعَهُ ” رَأَيْت نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّة فِي السَّلَاسِل كَرْهًا. قُلْت: يَا رَسُول اللَّه مَنْ هُمْ؟ قَالَ قَوْم مِنْ الْعَجَم يَسْبِيهِمْ الْمُهَاجِرُونَ فَيُدْخِلُونَهُمْ فِي الْإِسْلَام مُكْرَهِينَ”.}
مستمعينا الكرام
هذا هو عمل خير أمة أُخرجت للناس أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا برسالته وصدقوه واتبعوه، قال تعالى{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }، فمعنى الحديث أن المسلمين يُدخلون الناس إلى الإسلام الذي يكون سببا في دخولهم الجنة، فيكون أسرهم سبب دخولهم الإسلام ودخولهم في الإسلام سبب دخولهم الجنة، والسؤال الذي لا بد منه هل يُتصور أن يؤدي المسلمون ذلك حق الأداء دون دولة؟ وهل هنالك دولة للمسلمين قادرة على ذلك سوى الخلافة؟؟
مستمعينا الكرام والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته