مع الحديث الشريف- خير الناس أنفعهم للناس
عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس» رواه الطبراني
جاء في شرح الجامع الصغير تعقيبا على قول النبي صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس» [قال بعضهم: هذا يفيد أن الإمام العادل خير الناس أي بعد الأنبياء لأن الأمور التي يعم نفعها ويعظم وقعها لا يقوم بها غيره وبه نفع العباد والبلاد وهو القائم بخلافة النبوة في إصلاح الخلق ودعائهم إلى الحق وإقامة دينهم وتقويم أودهم ولولاه لم يكن علم ولا عمل]
كثيرا ما يسأل الناس، عن خير الناس، لكن الحديث الذي بين أيدينا فيه الجواب، فهل علمتم من هو أنفع الناس للناس؟ أي من هو خير الناس بعد الأنبياء، الحديث يدلنا على ذلك، إنه أنفع الناس للناس، وإذا علمنا أن الشرع الإسلامي قد جعل رعاية شؤون الناس بيد الخليفة، وهذا أمر معروف لا خلاف فيه بين أهل العلم والدين، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: “ألاَ كلّكُمْ رَاعِ وكُلّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيّتِهِ: فالأمِيرُ الذي على الناسِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عن رَعِيّتِهِ،” أقول إذا علمنا أن خير الناس هو أنفعهم للناس، وعرفنا أن الشخص الذي كلفة الإسلام رعاية شؤون الناس هو الخليفة أو الإمام العادل، عرفنا عندها إن الإمام العادل هو خير الناس، إذاً هذه هي مرتبة الإمام العادل إنه خير الناس بعد الأنبياء، أتعلمون لماذا لأنه أنفع الناس للناس، على يديه يتحقق الخير، وعلى يديه يرفع الشر.
هذا الكلام عن مرتبة الإمام توضحه نصوص عديدة، منها قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَىَ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ، وَأَهْلِيهِمْ، وَمَا وَلُوا» وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» وأول من ذكر منه «الْإِمَامُ الْعَادِلُ» فهل عرفنا بهذه الأحاديث الشريفة من هو خير الناس، وهل عرفنا قدر العمل لإعادة خير الناس.