سلسلة قل كلمتك وامش – زغردي فلسطين – الاستاذ أبي محمد الأمين
أذاعت محطة الجزيرة الفضائية يوم الأحد الموافق 22/2/2009م من خلال برنامجها: ” أقوال الصحف” ما نشرته جريدة جروزالم بوست اليهودية نقلا ً عن أحد رجالات محمود عباس ميرزا الأشاوس، أن رجال السلطة قد حصلوا على الضوء الأخضر من عدو الإسلام والمسلمين أمريكا على المصالحة وتأليف حكومة وحدة وطنية مع حماس.
إفرحي فلسطين وزغردي فإن أشباه الرجال الذين يتصدرون العمل السياسي ينتظرون الإذن من أمريكا العدوة، أمريكا التي تساوم هؤلاء الرجال على صلح مع إسرائيل تأباه العبيد، أقول ينتظرون الإذن لهم بمصالحة بمن هم إخوان لهم، وبكل الاعتبارات والمقاييس، وهؤلاء الرجال الذين أتت بهم اتفاقية أوسلو سيئة الذكر لحماية اليهود من كل من يفكر بضربهم وإلحاق الأذى باعتبارهم أعداء العقيدة والدين، الذين احتلوا البلاد وقتلو وشردوا العباد.
ولقد قام هؤلاء الرجال بالمهمة خير قيام حتى إنهم تحالفوا مع العدو ضد الأهل والإخوة في عدوانهم الأخير على غزة التي صمدت صمودا ً لم يحلم به الأعداء اليهود ومن تحالف معهم من رجال سلطة أوسلو ومن رجال النظام العربي الرسمي الذي باع نفسه للشيطان الأكبر أمريكا، ويقف منتظرا ً الأوامر والإيحاءات والإشارات ليتصرف وفق ما تريد أمريكا.
أقول أنهم وقفوا وقوف العبيد الذين لا يحسنون التصرف أو لا يستطيعون التصرف وإن أحسنوا بغير أمر مباشر من السيد المالك.
زغردي فلسطين، فقد أصبحت مقدراتك ومستقبلك بأيدي نفر من الناس فقدوا المهابة ونشأوا على المهانة، فقدوا الحمية -حمية الرجال- فقدوا النخوة والأريحية التي يتمتع بها عادة الرجال.
هذا النفر فقد عزة المؤمنين التي افترضها الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين، يتحلون بها ويفاخرون بها ويباهون بها الثقلين.
هذا النفر من الناس والذي فقد كل ما ذكرنا هو الذي يتكلم باسمك يا فلسطين في هذه الأيام.
هؤلاء هم الذين يتولون الأمور في هذا الوقت الذي انزوى فيه الرجال الذين يتصفون بكل صفات الرجولة من نخوة وحمية ومهابة وعزة.
أقول انزوى هؤلاء أو على الأصح اضطرهم الكافر المستعمر إلى الانزواء، ليفسح المجال لأشباه الرجال للتقدم لاحتلال مكان الصدارة الذي لا يستحقون، و ليتكلموا بأمور العامة وليعطوا الأعداء من دينهم وبلادهم ما يريد الأعداء.
إن البلد الذي وقع بين أيديهم إنما هو فلسطين، أرض الرسالات وأرض الإسراء والمعراج، وفيها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين لدى المسلمين، ولذا فهي أرض مقدسة لدى المسلمين جميعا ً، وهي قضية حية تستعصي على الموت مادام يوجد مسلم واحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا ًعبده ورسوله، ويقرأ في القرآن قوله -تعالى- : ” سبحن الذي أسرى بعبده ليلا ً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”
لقد غاب عن بال رجال أوسلو، رجال السلطة، أن فلسطين هذه الأرض المقدسة المباركة تنتقم لنفسها من كل من يمد يده بالسوء والخيانة لها.
ولو رجع هؤلاء قليلا ً إلى التاريخ لوجدوا أن فلسطين انتقمت من كل من أساء لها.
إننا لا نطلب منهم أن يوغلوا في التاريخ، بل يكفي النظر في التاريخ الحديث ليجدوا صدق ما قلنا.
ولنستعرض بعضا ً من انتقام فلسطين ممن أساء لها وخانها:
إن زعماء الدول العربية وقت أن ضاعت فلسطين عام ض1949م كلهم انتقمت منهم فلسطين،
ففاروق ملك مصر والسودان في ذلك الوقت دبر الأمريكان انقلابا ً عسكريا ً ضده أطاحت به زمرة من الضباط وخلعوه عن العرش، ووقف السفير الأمريكي كافري مودعا ً الملك المخلوع، والذي غادر مصر المحروسة إلى غير رجعة.
عاش الملك في إيطاليا عيشة عادية كأي فرد عادي، وقضى حياته بين بيته والبارات التي يسهر فيها حتى أنه وقع ميتا ً في بار بعد أن كان ملك مصر والسودان تقوم الدنيا لاستقباله ولا تقعد.
وهذا رياض الصلح رئيس وزراء لبنان يقتله أسياده الإنجليز اغتيالا ً على أيدي نفر من عملائهم من الحزب القومي السوري في عمّان، ويموت غير مأسوف عليه من الأسياد والأصدقاء.
وكذلك جميل مردم رئيس وزراء سوريا انزوى ولم يلمع له نجم بعد حادثة تسليم فلسطين لليهود.
أما الملك عبد الله الأول، والذي كان رأس الحربة في تسليم فلسطين لليهود وتنفيذ مخططات بريطانيا، فإنه بعد إقامة دولة اليهود في فلسطين أخذ يسعى لتثبيت هذا الكيان الغريب الذي زرعته بريطانيا بإيجاد الصلح معهم ، فاتفق مع الأمريكان على عقد صلح مع اليهود خلافا ً لرغبة الإنجليز فتآمروا عليه وقتلوه على مدخل المسجد الأقصى في القدس فتخلصوا منه وأعطوا درسا ً لكل عميل يخرج عن طاعة سيده.
أما نوري السعيد الذي كان يقف متحديا ً أهل العراق جميعا ً، والذي نكل بأهل العراق وملأ السجون منهم فإنه قد ألقي القبض عليه متخفيا ً في لباس امرأة بعد أن هرب من رجالات الانقلاب العسكري الذي دبره ضده وضد العائلة الهاشمية في العراق الأمريكان ليحلوا محل الإنجليز في الاستئثار بخيرات العراق ونفطه.
إن ما ذكرنا هو بضعة أمثلة على انتقام فلسطين ممن خانها وتآمر عليها وسلمها، أو يحاول التنازل عنها أو عن أجزاء منها لليهود نقدمها لأشباه الرجال الذين وقفوا أنفسهم على خدمة الأعداء وتنفيذ مخططاتهم وإطاعة أوامرهم فنقول لهم:
خذوا العظة والعبرة ممن سبقكم وتجنبوا رقابكم فإن يوم الحساب الدنيوي قد دنا، وعند ذلك اليوم لن تجدوا من يأسف عليكم أو يذرف دمعة حزن على فقدكم وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.