ذكرى هدم الخلافة- ابو العبد-3آذار 1924م
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم وسار على دربهم بإحسان إلى يوم الدين.
الأخوة المستمعين الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
نذهب على هدم الخلافة سنة بعد سنة, والنفس تزداد شوقا, والعزم توكلا على الله؛ لإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة, إحقاقا لحق الله تعالى وحده في التشريع والحكم والعبادة.
ونحن إذا كنا نعتبر أن تاريخ هدمها كان في الثامن والعشرين من شهر رجب عام 1342هـ , فإن لها تاريخا آخر موافقا ً هو الثالث من آذار عام 1924م.
ولا يسعنا عند مرور هذه الذكرى في التاريخ الميلادي إلا أن نذكرها, فإنها في قلوبنا, وتشغل عقولنا, وتستغرق اهتمامنا في كل لحظة, كيف لا, وعبادة الله الحق لا تتحقق إلا َّ بوسطاتها.
وهذه صرخة من الأعماق للأمة لتكون معنا في همنا واهتمامنا: يا أيها الذين آمنوا كونوا معنا لنحكم الإسلام في حياتنا كلها. كونوا معنا لنتعاون على القيام بهذا الواجب الذي فرضه الله علينا. كونوا معنا لإقامة الخلافة طاعة لأمر نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
• الخلافة أيها الإخوة المؤمنون،هي تاج الفروض, وهي جامع الأحكام, وبها يقوم الدين ويظهر على الدين كله, وبها نملك الدنيا, وتأتينا صاغرة, وبها نتوسط الأمم كما تتوسط الجوهرة العقد, وكما يتوسط العمود الخيمة.
• فبالخلافة نحيا في ظل النظام الأهدى والأقوم, فتحفظ حقوق الرعية رجالا ً ونساءً, مسلمين وأهل ذمة, بل وحقوق الحيوان وحق البيئة.
• وبالخلافة نقضي على منكرات الحكم, ومنكرات السوق, ومنكرات الشوارع, ومنكرات الأفراد.
• وبالخلافة سيقف المسلمون في وجه الاستكبار العالمي المتمثـل بدول الغرب الرأسمالية الكافرة وعلى رأسهم أمريكا نـُصرة ً للشعوب المستضعفة.
• وبالخلافة نعود أمة واحدة فتلغى الحدود والحواجز. قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } ( الأنبياء 92)
• وبالخلافة يزول التشرذم والفرقة وحكم الرويبضات, ويُرفع عنا الذل والهوان.
• وبالخلافة لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ً.
• وبالخلافة يتوقف الاعتداء على المسجد الأقصى وما حوله, وتعود إليهما البركة, ويتوقف يهود وأميركا عن استباحة الدم والمال والعرض.
• وبالخلافة يتمكن طالبو الشهادة في سبيل الله من القيام بالجهاد.
• وبالخلافة تقام الحدود التي شرعها الله تعالى لعباده.
• وبالخلافة سنتمكن من امتلاك قرارنا السياسي وإرادتنا الحرة, فدولتنا يقطنها مليارٌ ونصفٌ من الناس أو يزيد, ولها موقع استراتيجي, وتمتلك مقدرات هائلة وطاقات فذة, ولها تاريخٌ واحدٌ, ودينٌ واحدٌ, وقرآنٌ واحدٌ, ورسولٌ واحد.
• وفي ظل الخلافة ستقوم أحزاب وجماعات وهيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحثنا على تنفيذ أوامر الله. وهذا سيفتح المجال واسعا ً لمحاسبة من يريد ظلما ً, أو فسقا ً, أو فجورا ً للمسلمين.
• وبالخلافة تعود المرأة المسلمة إنسانة لا سلعة.
• وبالخلافة لن تكون هناك ديموقراطية, ولا علمانية, ولا ليبرالية, ولا اشتراكية, ولا قوميات, ولا عصبيات, أو من يبغي إشاعة المنكرات, أو نشر الرذيلة.
• وبالخلافة سيتمكن طالبو الحج من تأدية هذا الركن دون ضريبة ولا رسوم, وسيتمكن المسلمون من الصوم دون شك ولا تشكيك بين الحكومات من رؤية الهلال أو عدمه.
• وبالخلافة يرفع عن كواهلنا ما أثـقلها من ضرائب ومكوس.
وبالخلافة تلغى دوائر المباحث والمخابرات والأمن السياسي وجهاز أمن الدولة الجاثمة على صدورنا, قال تعالى : { وَلَا تَجَسَّسُوا} ( الحجرات 12)
• وبالخلافة نضمن مناهج تعليم إسلامية حقة, وبها نضمن اللحاق بركب التكنولوجيا, وبها نلغي البيروقراطية والرشوة والفساد الإداري.
• وبالخلافة نحفظ الأمة من فساد الفضائيات التي ترعاها حكومات الرويبضات اليوم.
• وبالخلافة تحفظ الأمة من نهب البنوك الربوية وتطفأ حربها مع الله.
• وبالخلافة يَضْمَنَ كلُّ مسلمٍ حاجاته الضرورية, ويتوفر للمسلمين حاجاتهم الأساسية.
• وبالخلافة لا يبقى للدولار تحكم باقتصادنا, ولن يكون لمجلس الأمن الدولي دَورٌ في مصيرنا, ولن يتدخل البنك الدولي في شؤوننا.
• وبالخلافة يعود النفط نعمة ً للمسلمين جميعا ً, ولن يكون المال دُولة ً بين الأغنياء فقط.
• وبالخلافة ستسهل، طريق التصنيع، ثقيلة ً وَمُتوسطة ً وخفيفة.
• وبالخلافة ستجذب الأموال التي هاجرت, وستشجع عودة الأدمغة التي هُجِّرت, وإليها ستعود القوة العاملة التي اضطرت للسفر غربا ً.
• وبالخلافة سننمي بذرة الصناعة والزراعة, وسيجتمع المال مع الخبرة, وسيقضى على الحواجز الجمركية, وتفتح أبواب الأسواق الإسلامية على بعضها.
يا أيها الذين آمنوا كونوا معنا, واعملوا معنا لإقامة الخلافة كما كانت زمن الخلفاء الراشدين المهديين. فلنعمل معا اعتصاما بحبل الله.
قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }. ( آل عمران 103 )
فالاعتصام بحبل الله فرض علينا جميعا, أي فرض على كل واحدٍ منا, وهو نعمة ٌ تبعدنا عن شفا حفرة النار, وعن الفرقة والتشرذم والعداوة, ولا يضمن ذلك إلا الخلافة.
فإلى العمل معنا لإقامة الخلافة تاج الفروض وجامع الأحكام, ندعوكم, ففيه عز الدنيا وكرامة الآخرة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته