مع الحديث الشريف- فكوا العاني
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُكُّوا الْعَانِيَ يَعْنِي الْأَسِيرَ وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
” فَكُّوا الْعَانِي ”
أَيْ الْأَسِير. قَالَ اِبْن بَطَّال : فِكَاك الْأَسِير وَاجِب عَلَى الْكِفَايَة , وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُور . وَقَالَ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ : مِنْ بَيْت الْمَال . وَرُوِيَ عَنْ مَالِك أَيْضًا وَقَالَ أَحْمَد يُفَادَى بِالرُّءُوسِ , وَأَمَّا بِالْمَالِ فَلَا أَعْرِفهُ . وَلَوْ كَانَ عِنْد الْمُسْلِمِينَ أَسَارَى وَعِنْد الْمُشْرِكِينَ أَسَارَى وَاتَّفَقُوا عَلَى الْمُفَادَاة تَعَيَّنَتْ , وَلَمْ تَجُزْ مُفَادَاة أَسَارَى الْمُشْرِكِينَ بِالْمَالِ
مستمعينا الكرام:
جميعنا يعلم أصل فقه هذا الحديث الذي يحثنا فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على فك الأسير واطعام الجائع وزيارة المريض. ولكن، ومض في ذهني ومضة ناتجة عن واقع الأمة الإسلامية مفادها أن الأمة الإسلامية اليوم مأسورة وجائعة ومريضة. مأسورة لإستحكام أنظمة الكفر عليها عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفكريا واعلاميا. وجائعة لأن خيراتها التي حباها الله بها سلبت منها وأصبحت هذه الخيرات متاعا للكافر يتلذذ بها. ومريضة لإستفحال داء الرأسمالية في جسدها. فهلا عملنا على تخليص الأمة الإسلامية مما هي فيه من أسر وجوع ومرض؟! ولا نقف هنا، بل ونعمل على تخليص العالم بعد تخليص أنفسنا؟!