تذكرة وتبصرة لكم أيها المسلمون – الأستاذ أبي أيمن
إن العدل أساس الملك, والظلم مرتعه وخيم وهذه أيها المسلمون تذكرة وتبصرة لكم.
أيها المسلمون في كل بقعة من هذا العالم المترامي الأطراف
أيها المسلمون الغيورون على أعراضكم وأبنائكم وأموالكم، اسمعوا وعوا. فإن الله عز وجل ينهاكم عن الركون إلى الظالمين في قوله سبحانه : { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113
أيها المسلمون: لا تركنوا إلى الظالمين ففي ذلك خذلان مبين وشر مستطير ولا تطمئنوا إلى المنافقين فهم أخبث وأخطر من الظالمين ولا تثقوا بحكامكم فهم أشد أذى من المشركين ولا تعولوا على المواليين لحكامكم الظالمين فهم عيون الساقطين المهزومين.
أيها المسلمون منذ أن هدمت دولتكم دولة الخلافة على يد زمرة حاقدة خاطئة مارقة، قادها اليهودي الماكر مصطفى كمال وأنتم أيها المسلمون مستهدفون من قبل أعدائكم أعداء الإسلام من عرب وعجم لا يألونكم قمعاً وتنكيلاً وتمزيقاً.
قسموا دولتكم دولة الخلافة إلى كيانات ودويلات وجاءوا بحكام نصبوهم على رقابكم استباحوا دماءكم وأموالكم وأعراضكم وما يزالون يعيثون فيكم فساداً، فهم الظالمون فلا تركنوا إليهم ولا تثقوا بمعسول كلامهم، ولا تطمئنوا إلى وعودهم وعهودهم في اجتماعاتهم وقممهم ومؤتمراتهم.
أيها المسلمون، لا تركنوا إلى الظالمين فهم أكذب من مسيلمة وهم أحرص على خدمة أسيادهم من أبي رغال وابن العلقمي وما أحداث العصر القريب ببعيدة عن أذهانكم وعيونكم.
لا تركنوا إليهم فتمسكم النار، نار الأذى والضعف والقتل والرعب نار التجويع والتشريد والاضطهاد.
لا تأمنوا أعداءكم ومواليهم فهم جميعاً بكم يتربصون ويمكرون عليكم يحقدون ويسبون.
لا تركنوا إلى الظالمين الذين يحمون وينافقون ويزينون لهم سوء فعالهم من أصحاب النفوذ والقرار هم العدو فاحذروهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.
أيها المسلمون لا تركنوا إلى الظالمين الذين مزقوا المسلمين وصنفوهم إلى مسلمين معتدلين، ومتطرفين وصوفيين وسنين وشيعيين وأصوليين ليحكموا قبضتهم عليكم باستمالة المعتدلين ومن هم على شاكلتهم، أغروهم بالأموال ومدوهم بالسلاح وأطلقوا أيديهم في محاربة أخوانهم المجاهدين. ورسولنا الكريم يقول: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله».
أيها المسلمون: ليست المعركة مع أعداء الإسلام معركة إرهاب وتطرف ولا معركة اعتدال وإصلاح وصحوة إنها معركة بين حق وباطل بين كفر وإيمان وما زالت رحاها دائرة في العراق وأفغانستان والباكستان، والسودان وفلسطين.
إن ما يخيف أعداءكم، ويقض مضاجعهم هو الإسلام، هو الإيمان، هو القرآن، يخشون عودة المارد بنظامه العالمي الجديد والمرتقب، يخشون وحدة المسلمين واعتصامهم بحبل الله المتين.
أيها المسلمون: يحرص أعداؤكم والحاقدون معهم على تغييب هذا الدين، وإبعاد سلطان المسلمين بإطالة عمر الفساد وحماية المفسدين.
أيها المسلمون: أليس ترك العراق بلد الرشيد يحترق بأبنائه وخيراته وممتلكاته على يد علوج الكفر طغاة أمريكا والحلفاء والعملاء ظلماً؟ … ومثل العراق لبنان وفلسطين وأفغانستان والشيشان.
أليس السكوت والصمت على جرائم يهود في غزة هاشم ظلماً؟ أليس السكوت هذا استخذاء، وضعفاً، وإنه لأشد إيلاماً من ظلم الأعداء، فكيف بمن يقف في صف الأعداء يشجعه على إجهاز أخوانه المسلمين.
أيها المسلمون: أليست معاهدات الصلح والتسوية والتهدئة مع ألد أعداء المسلمين ظلماً وخيانة، وتفريطاً بحقوق المسلمين وبلاد المسلمين، واستهانة بدماء المجاهدين الأطفال والشيوخ الراكعين.
أليس تقسيم بلاد المسلمين وتمزيقها باسم الاستقلال إلى دويلات وكيانات وإغلاق الحدود فيما بينها هو إضعاف للمسلمين وتنفيذ لمخططات أعدائهم حتى وصل الحال بأصحاب النفوذ أن يسلموا أبناءهم وأموالهم وأسلحتهم لأعداء المسلمين وأن يرفعوا رايات الاستسلام والخنوع لهم.
أيها المسلمون لا تركنوا إلى هؤلاء الطغاة الظالمين فقد فقدوا الشرعية واستحقوا العقاب على أيديكم.
أيها المسلمون: إن أحوال المسلمين اليوم اجتماعيا واقتصاديا وثقافياً وتعليمياً وسياسياً لحافز قوي للمخلصين أن يشمروا عن سواعدهم لتغيير هذا الواقع الفاسد الأليم ولاستئناف الحياة الإسلامية لإقامة دولة الخلافة التي كانت عهد الخلفاء الراشدين، هذا الهدف العظيم الذي ينتظره المسلمون.
أيها المسلمون: إن أحوال المسلمين اليوم لدافع قوي إلى أن يجتمع المسلمون على كلمة واحدة وقلب واحد، يعملون معاً لعودة الإسلام نظام حياة وسلطانه الرشيد ليحكم بشريعة الله، ويقيم العدل ويرعى الشؤون ويحمل دعوة الإسلام بالجهاد في سبيل الله إلى العالمين، وينقذ البشرية كلها من فوضى العلمانية ولوثة الديمقراطية ويسترد المغتصب من بلاد المسلمين ويفتح لهم فتحاً ميموناً من بلاد الكفر الذين تكالبوا على خيرات المسلمين.
أيها المسلمون: اعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم، وقصرهم على الحق واجب لا بد من القيام بهذا الواجب مهما كانت التكاليف وبلغت التضحيات.
فالظالم الذي لا يستحيي من الله ولا من الناي ولا من رعيته لا بد من ردعه ومحاسبته وقلعه ليكون عبرة لغيره من إخوانه الظالمين على شاكلته.
أيها المسلمون: إن مع العسر يسرا، وإن مع الضيق فرجاً وإن نصر الله لآت بإذن الله، فاعملوا مخلصين لدينكم ورفع راية العزة والمجد، وإن القاعدين مع الخوالف والظالمين سيعلمون أي منقلب ينقلبون.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ…. }الأنفال24
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.