Take a fresh look at your lifestyle.

زيارة ثقيلة والزائر غير مرغوب فيه

 

الحمد لله رب العالمين، حمد التائبين الطائعين المخبتين، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد

أيها المسلمون، أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم:  

في الثامن من أيار اقتحم بابا الفاتيكان بندكيت السادس عشر ديار المسلمين حاجاً كما يزعم للأرض المقدسة، أرض الرباط، أرض التضحيات والجهاد، أرض الفتوحات، الأرض التي يغتصبها يهود، أرض فلسطين، أرض وقف لعامة المسلمين، فلسطين التي فتحها المسلمون في عهد أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب.

بابا الفاتيكان يقتحم على المسلمين ديارهم ويقيم قداساً على أرضهم، ومعه أتباعه الذين اجتمعوا له من كل حدب وصوب متحدياً بذلك مشاعر المسلمين، وقد استجاب لدعوته أعضاء السلك الدبلوماسي، وأصحاب الفعاليات والوجاهات، ومن هم في الصف الأول من المنافقين والمرتزقة، وأصحاب اللحى العصرية والعمائم المستديرة، وأصحاب السيادة والنيافة والرئاسة وأمناء الأحزاب، ورؤساء النقابات والمحافظات ومن يدعون حب رسول الله الذين يجيدون الأعذار والمبررات لسلوكهم من الحركات والجماعات.

أيها المسلمون الغيورون على عقيدتهم

ما كان لبابا الفاتيكان بندكيت أن يخطو خطوة واحدة في أرض المسلمين أرض المقدسات، ومهبط الرسالات إلا في غياب أسد العرين خليفة المسلمين الذي يحمي الديار والذمار، حمى المسلمين.

اعلم يا بابا الفاتيكان بأن القرآن الكريم كتاب الله العظيم، الذي تنزل على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هدى ورحمة للعالمين كل العالمين، ما زال حياً نقياًَ لا تحريف فيه ولا تأويل يعمر قلوب المسلمين، ويملأ مساجد المسلمين وصدور المسلمين، فاعلاً مؤثراً، مصدر إعزاز ومبعث قوة ووحدة وشموخ، وليس كأي كتاب وليس تاريخاً مضى وانقضى.

هذا القرآن العظيم الذي ينتظر في لهفة وشوق إلى رشيد هذه الأمة ليطبقه في حياة المسلمين، وينقله من ثم إلى العالمين.

أيها البابا، بابا الفاتيكان:

القرآن حقيقة لا يمسه إلا المطهرون، متعبد بتلاوة آياته، ونتدبرها، ونعمل بكل ما أوتينا من عزم ونشاط، لتطبيق أحكامه في يوم هو آت وقريب جداً بإذن الله تعالى، في يوم يبزغ فيه الفجر فجر خليفة المسلمين.

إن رسول الله سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم أسوتنا وقدوتنا وقائدنا سيظل حادي الطريق، وهادي السبيل في وجداننا وقلوبنا وأعيننا على مر السنين وتوالي القرون، حبه فرض، وكرهه معصية وسبه كفر، لا نقدم بين يديه، ولا نستدرك على قوله، نعض على سنته بالنواجذ، ونحمي ما جاء به من عقيدة وأحكام.

لا يغرنك يا بندكيت الفاتيكان ضعف المسلمين اليوم من غير سلطان، وتمزقهم في كيانات وولايات ودويلات، هذا الخراب الذي صنعتموه بأيديكم حيث عملتم فينا معاول الهدم والجهل والضياع.

لا يغرنك الموالون من المنافقين أبناء جلدتنا الذين على أيديكم مصنوعون، ومطبوعون ومضبوعون.

لا يغرنك الحلفاء من أخوانك يهود المغضوب عليهم أبناء القردة والخنازير الذين أهديتموهم وطناً قوميا هو فلسطين العزيزة في غفلة من المسلمين وضعف.

المسلمون وحدة واحدة، يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم يحبون الشهادة في سبيل الله/ كما تحبون الحياة وتحرصون عليها، لن ينسوا فلسطين، لن ينسوا بلاد المسلمين التي وقعت تحت الاحتلال والاغتصاب.

المسلمون أصحاب ملة قيمة مطهرة غص منها أعداؤها وشوقوا في مواقف بطولية لحفنة من الشباب المسلم في العراق، ولبنان وفلسطين وأفغانستان، والباكستان، وكم أنتم موتورون من هذه البطولات، تتآمرون وتخططون للخروج بماء الوجه من هذا الوحل الذي غرقتم فيه، فلا يغرنكم تقلبكم في البلاد، وسلاحكم في السماء وعلى الأرض، فالعقيدة والإيمان أشد فتكاً، والله غالب على أمره.

أيها المسلمون:

بندكيت الفاتيكان لا يقيم وزناً لكم ولا لمشاعركم، ولا يريد أن يرضيكم بفيه، ويأبى قلبه إلا أن يحقد عليكم، ويضع حجر الأساس لكنيس للكاثوليك، وحجراً ثانياً لكنيس للاتين في المغطس/ البحر الميت، وحجراً ثالثاً لجامعة تابعة للبطريركية اللاتينية في مأدبا، ويخطب ود أخوانه يهود بإجراء المصالحة على حساب المسلمين بتسليم مفاتيح فلسطين، مفاتيح القدس مفاتيح الأقصى تحت غطاء النصارى، بزعامة البابا ورضى الموالي من حكام العرب والعجم.

فماذا أنتم فاعلون أيها المسلمون بهذا التحدي السافر، والعنجهية المتغطرسة والاستبداد الذي لا يمحى من قلوب وعقول المسلمين!!.

يا بندكيت الفاتيكان:

لِمَ تنقمون من المسلمين باسم الإرهاب والتطرف؟ ولِمَ تخربون بيوتكم بأيديكم وتتهمون المسلمين بخرابها، تفترون الكذب وأنتم تعلمون؟

لِمَ تلبسون الحق بالباطل، فتغصبوا المسلمين فلسطينهم وتعطونها لإخوانكم يهود؟ أنسيتم العهدة العمرية ونسيتم حياة الأمن، ورغد العيش في كنف المسلمين؟ لِمَ تقتلون أبناء المسلمين في كوسوفو والبوسنة والهرسك من أجل أخوانكم نصارى الصرب وتزعمون أنكم دعاة لحقوق الإنسان والطفل والمرأة، وأيديكم ملطخة بدماء المسلمين؟

لِمَ الظلم المتعمد، والقمع والتنكيل والتعذيب بأبناء المسلمين في سجون أبي غريب وسجون غوانتانمو، والمخابئ السرية، والقواعد العسكرية؟ ما نقمتم من المسلمين إلا أنهم يؤمنون بالله .

أيها المسلمون، يا خير أمة أخرجت للناس:

إن أتباع بندكيت الفاتيكان أهل كتاب، ذميون يصدونكم عن سبيل الله، يسخرون أموالهم وفضائياتهم وإعلامهم، وسلاحهم، ومراكز ثقافتهم لإفساد المسلمين، وقتل المسلمين، وقمع المسلمين، ونهب خيرات المسلمين.

أنتم تحبونهم ولا يحبونكم، تؤمنون بأنبيائهم ورسلهم، وكتبهم التي أنزلت عليهم وعلى أخوانهم يهود وهم لا يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم الذي نزل على سيدنا محمد للعالمين هدى ورحمة للمتقين.

بندكيت يزعم أنه يحترم المجتمع الإسلامي وإذا خلا بأنصاره وأتباعه، وحلفائه عضوا عليكم بالأنامل من الغيظ وشددوا القبضة عليكم وأحاطوا بكم إحاطة السوار بالمعصم. بوارج وطائرات، وقواعد تملأ البحار، والجبال، والسهول.

إن تمسسكم حسنة، بتحقيق نصر، أو بناء مصنع يسؤهم ذلك، وإن تصيبكم مصيبة احتلال ودمار وخراب، وضعف فرحوا لهدم بيوتكم وقتل أبنائكم، وسجن أبطالهم.

يريدون أن يمنوا عليكم بحفنات الدقيق وخلق الأغطية والخيام متذرعين بحقوق الإنسان ورحمة الأطفال، وأيديهم تقطر دماً.

أيها المسلمون:

حل البابا إلى أرض المسلمين، أرض الرباط والجهاد ليقيم قداسه الديني، ويشهد مراسيم الصلح مع يهود، ويبارك لهم اغتصابهم لفلسطين، ويشد على أيديهم بتشديد الوطأة على المسلمين، باعتقال أبنائهم، وهدم بيوتهم وحصارهم، ويضغط بكلكله حب يهود وأمن يهود، وعيش يهود، وحماية يهود بأيدي المسلمين.

أيها المسلمون أحفاد هارون والمعتصم:

إن معركة المسلمين مع أعدائهم ليست معركة أرض ولا اقتصاد ولا احتلال، إنها معركة عقيدة، معركة حضارة، معركة حق وباطل، معركة إيمان وكفر، معركة هدى وضلال.

يحاول أعداء الإسلام والمسلمين جاهدين أن يغلبونا على عقيدتنا بفرض الديمقراطية بحد السلاح كما غلبونا على أرضنا وما في باطنها من خيرات وخامات، وما عليها من جنات وزروع، باسم الإرهاب والتطرف والعنف وأسلحة الدمار الشامل.

إنهم أعداؤنا يبذلون كل إمكاناتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية والفضائية لخداع المسلمين، وتمزيقهم وإضعافهم لإبقاء الهيمنة عليهم والتشكيك في عقيدتهم الي هي مصدر عزتهم وقوتهم.

بكل وسيلة متاحة بتغيير المناهج ونشر ثقافة الحاقدين، وبناء وأقامة مراكز التثقيف والصداقة، والدراسة، والتبشير.

يا بابا الفاتيكان:

إن زيارتكم إلى بلاد المسلمين، وإن أموالكم، وأسلحتكم، وجنودكم لن تغني عنكم من الله شيئاً، وستنفقونها ثم تكون عليكم حسرات وويلات، وأمراض نفسية، وانتحارات، ولن تسبقونا وإن وقف معكم شياطين الإنس من العملاء والموالي ستغلبون في هذه الدنيا، ويوم القيامة في نار جهنم تحشرون ومعكم أقرناؤكم وأنصاركم وحلفاؤكم وإن غداً لناظره قريب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أيها المسلمون الأكارم:

لا تنسوا ما نادى به بوش بالحروب الصليبية بكل حقد وتعصب وغضب الحرب الدائرة الآن في بلاد المسلمين هي حرب ضد الإرهاب (الإسلام) وضد التطرف (المسلمون) ظاهراً، وفي الباطن حرب أيدلوجية، حضارية، دينية، حرب تتصارع فيها دول الكفر لاقتسام خيرات المسلمين، والسيطرة على بلادهم، واحتلالها، ولا تنسوا ما قاله بندكيت الفاتيكان في خطاب له في جامعة ريجنسبورغ في ألمانيا: “ما أرني شيئاً جديداً أتى به محمد، فلن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني……”

يا بندكيت: من مواصفات قادة الأمم أن يحسنوا التأدب في الحديث، وأن يبدو على قسمات وجوههم الوقار والحشمة والهيبة، فإذا تكلم بما فيه حقد وكراهية سقط من أعين السامعين والحاضرين والمبلغين.

إن شتم أصحاب رسول الله من الكبائر, وإن شتم الأنبياء والرسل والمرسلين وإمامهم هذا النبي الكريم الذي هو نبي الهدى والرحمة للعالمين، وحبه فرض، وكرهه يخرج من الملة (ولا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده).

ولن تجد مسلماً يواد من حاد الله ورسوله أو يشاقق الله ورسوله، أو يتخذ من أعداء الله ولياً من دون المؤمنين، ولا يفعل ذلك إلا من كان علمانياً، أو ملحداً أو ديمقراطياً، أخاً للشياطين.

اعلم بابا الفاتيكان، وأنا واثق من أنك تعلم بأن الدين عند الله الإسلام فلم يكن ابراهيم عليه السلام يهودياً ولا نصرانياً، ولم يكن عيسى عليه السلام إلا حنيفاً مسلماً وكذلك سائر الأنبياء والرسل بعثوا مسلمين ليكون أقوامهم هداة مهديين، موحدين مسلمين.

فلا تستهتروا بالمسلمين ولا تستخفوا بهم لا كناية ولا تورية ولا مجازاً ولا تصريحاً، فالمسلمون خير أمة أخرجت للناس بهذا الدين (الإسلام) الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج البشرية من الظلمات إلى النور، من عبادة العباد إلى عبادة الله وهم لا ينامون على ضيم.

ولا تزال طائفة من المسلمين تعمل جادة جاهدة ليل نهار لإعادة حكم الله في الأرض واستئناف الحياة الإسلامية، بقيادة خليفة المسلمين الذي ينشر العدل والأمن والاستقرار، والحياة الكريمة، ورغد العيش لكل من تظله خيمة الإسلام، يعيش في كنف المسلمين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه للإذاعة: أبو أيمن