قل كلمتك وامشِ – زيارة ما كان لها أن تكون
جاء بابا الفاتيكان في زيارة إلى أجزاء عزيزة من بلدان المسلمين، ولقد ادعى أنه جاء لأغراض دينية لا غير؛ فقد زار الأردن ولقي من الحفاوة والترحاب ما لم يكن يحلم به لولا هؤلاء الرويبضات الذين استقبلوه وهم يشعرون بالدونية أمامه بعد أن فقدوا عزة المؤمنين الذين يبيعون أنفسهم وأهليهم ويضحون بأموالهم وما يملكون في سبيل الله، ويحمون البلاد والعباد من هجمات الأعداء من اليهود والصليبيين سواء كانت هذه الهجمات عسكرية أم سياسية أم ثقافية.
لقد حضر إلى الأردن وليته لم يحضر، فقد فقد الكياسة واللباقة في أقواله وأفعاله وبدأ يلقي الدروس والعظات طالبا ً من المسلمين ترك دينهم والتخلي عن عقيدتهم وأحكام ربهم؛ فقد طلب من المسلمين عدم اتخاذ الدين أيديولوجية للخلاف والإرهاب، يعني أن المسلمين إنما هم إرهابيون ما داموا يتمسكون بدينهم كأيديولوجية تحدد لهم طريقة عيشهم ووجهة نظرهم في الحيا، وكما أنها تحدد مواقفهم اتجاه الآخر أي غير المسلمين.
كما أنه دعا نصارى البلاد إلى الحفاظ على دينهم ووجودهم وبكل السبل. ولقد تناسى هذا البابا كغيره من البابوات السابقين أن النصارى في بلاد المسلمين عاشوا في ذمة المسلمين لهم ما للمسلمين من الإنصاف وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف. وأظنه لا يريد أن يتذكر أن نصارى هذه البلاد وهم أهل ذمة المسلمين قد وقفوا مع المسلمين يحاربون إخوانهم الصليبيين عندما شنوا الهجمات الوحشية الغادرة على بلاد المسلمين تحت شعار الصليب، لأن تذكر ذلك يحرق قلبه ويجعله ينقلب على نفسه مذموما ً مدحورا. ونحن نعتقد أنه حتى في هذه الأيام العجاف سيقف نصارى بلادنا في حروبنا ضد الصليبيين، ولم يعرف بعض النصارى في بلاد المسلمين وخصوصا ً في بلاد الشام الحقد والكراهية للمسلمين إلا بعد أن أخذ سفراء وقناصل الدول الغربية الكافرة الموجودون في بلدان المسلمين الاتصال بالنصارى وتحريضهم على الدولة العثمانية التي كانت تظل البلاد وتحميها والعباد من كفار أوروبا وعلى رأسهم بريطانيا الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، وتابعتها في ذلك فرنسا المجرمة التي احتلت جزءا ً كبيرا ً من بلاد المسلمين وخصوصا ً الشمال الأفريقي وداخل أفريقيا.
لقد أدت زيارته للأردن غرضها وهو دعوته النصارى إلى التمسك بدينهم والحفاظ على هويتهم، ولقي من النفاق والمديح ما ليس أهله. أما ذهابه إلى فلسطين فتلك حكاية ثانية، وما ذلك إلا لأن فلسطين أو كما يسمونها قضية فلسطين تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن أثخنها اليهود والخونة من أبناء فلسطين بالجراح وهم يحاولون أن يقبروها ويهيلوا عليها التراب. أما الجزء المهم والأهم من القضية فهي القدس -درة العالم الإسلامي- مسرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين.
إنهم يريدون حلا ً للقدس بوصفها مدينة مقدسة لدى الأديان الثلاثة: الإسلام، والنصرانية واليهودية، وكل ما يهم البابا والصليبيين من خلفه أن تنتزع القدس من أيدي المسلمين وتوضع تحت حكم الصليبيين أو اليهود لافرق، المهم أن ألا تكون بيد المسلمين. وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه الزيارة مقدمة لتدويل القدس وإخراجها من يد المسلمين ووضعها بيد هيئة الأمم التي تسيطر عليها أمريكا الصليبية التي تحارب الإسلام والمسلمين في كل مكان، والخونة من الحكام العرب وأبناء فلسطين رجال سلطة أوسلو الخائنة سيئة الذكر موافقون على التدويل، والتنازل عن فلسطين وأكبر دليل على ذلك وثيقة عباس بيلين التي تنازل فيها عباس عن القدس لليهود وما الذي يمنعه عن التنازل عنها للصليبيين.
إن هذا البابا الذي حضر إلى المنطقة كان قد أساء للإسلام والمسلمين في عدة مناسبات وأساء إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم-، وقامت أصوات كثيرة تطالبه بالاعتذار عن إساءاته وسفاهاته لكنه لم يفعل، بل بقي مصرا ً على ما صدر عنه من أقوال وسفاهات، ورغم كل هذا لقي من الحفاوة والترحاب ما هو ليس أهله.
حقيقة أن هذه البلاد فقدت الحكام الأعزاء بدينهم الذين كان يجب أن يقول له ” إنك إنسان غير مرحب به ما لم تعتذر عن كل ماصدر عنك أو بدر منك من إساءات للإسلام والمسلمين, كما كان الأجدى ممن يسمون أنفسهم بالعلماء يقولون له: ” يا قداسة البابا، إننا نؤمن بعيسى عليه السلام نبيا ً ورسولا ً، وأنه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء، ونحن نقدس ونحترم عيسى، ولكن أنتم يا قداسة البابا أتؤمنون بمحمد – صلى الله عليه وسلم- نبيا ً ورسولا ً؟ هذه هي الكلمة السواء بيننا ولا حوار طرشان بيننا، لأنكم تريدون منا بالحوار المزعوم التنازل عن ديننا، فنحن نعي خططكم وأساليبكم فقد نبأنا الله من أخباركم وقال لنا { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } فموتوا بغيظكم فلن نتبع ملتكم وسيأتي اليوم الذي سنقوم به بفتح مدينة روما وفيها مقركم الفاتيكان لنرفع فوقه راية لا إله إلا الله محمد رسول الله تصديقا ً لنبوءة رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- ، وصدقني يا قداسة البابا إن زيارتكم لهذه البلاد ما كانت إلا لتكون لو يحكمنا خليفة راشد يطبق علينا شرع الله سبحانه ويحمي البيضة.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يهيء لهذه الأمة أمر رشد، وأن يوفق العاملين المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة وأن يهيء لهم على الحق أعوانا ً وأن يعجل بالنصر المؤزر الذي يعز المؤمنين ويذل الكفر والكافرين إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم، أبو محمد الأمين