قل كلمتك وامش بطرس الناسك (1)
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
حطت طائرة رئيس أمريكا الكافرة المحاربة لله ولرسوله ولجماعة المسلمين في مدينة الرياض عاصمة ما يسمى بالدولة السعودية أو على الأصح الولاية الأمريكية الثانية والخمسين، ولقد كان التملق والتزلف رأس مال الرحلة فقد أعلن فخامة الرئيس أنه أتى ليحصل على الاستشارة من عبد الله بن عبد العزيز، ولقد غاب عن باله أو غيّب أمرا ً يعلمه الجميع أن هؤلاء الحكام في العالم الإسلامي لا يشيرون وإنما هم يؤمرون فينفذون.
ثم كانت الرحلة الثانية والأهم في رحلة بطرس الناسك وهي الذهاب إلى القاهرة ليخاطب المسلمين من عاصمة صلاح الدين – رحمه الله- فاتح القدس وقاهر الصليبيين. نقول: لقد جاء إلى المنطقة ويداه تقطران دما ً من دماء المسلمين إن في العراق أو في غزة أولبنان أو أفغانستان وأخيرا ً وليس آخرا ً باكستان حيث قتل الآلاف وشرد الملايين بأمر من الأجهزة الأمريكية، والأنكى من هذا أن مندوبه المعين لمنطقة باكستان وأفغانستان ذهب إلى المناطق المنكوبة في باكستان بأوامر من الأمريكان ليتفقد أحوال المشردين ويعلن أنه سيطلب من حكومة أمريكا المجرمة التي ولغت في دماء المسلمين وغاصت فيها حتى الركب يطلب مضاعفة المعونات الإنسانية للمشردين والمنكوبين، وصدق الشاعر:
بالأمس أوهى المسلمين جراحة واليوم مد لهم يد الجرّاح ِ
نقول: ولو كان هؤلاء الحكام رجالا ً يملكون أمر أنفسهم لما سمحوا لبطرس الناسك هذا في هذا القرن أن يدنس تراب بلادهم وبلده تعيث في بلاد المسلمين فسادا ً وإفسادا ً، وتعمل في المسلمين القتل والتعذيب والتشريد وإهلاك الحرث والنسل. لقد أتى وهو يعلم أن الرجال خلت منهم الساحة فبعضهم قتل وبعضهم يقبع في السجون والمعتقلات وتدفع أمريكا مصاريف سجنه لسجانيه.
المهم أنه وصل إلى القاهرة وحشدت له السلطة هناك رجالا ً يتقنون فن التصفيق لرجل استغفلهم وقال ما قال دون حسيب أو رقيب. لقد طلب في خطابه فتح صفحة جديدة بين بلاده والمسلمين في جميع بقاع الأرض، وإنني لأعجب من هذا الرجل وجرأته على الباطل، فكيف نفتح صفحة جديدة مع من احتلوا عراقنا الحبيب ودمروه تدميرا ً تاما ً حتى إنه أصبح يعيش في عصور ما قبل التاريخ. إنهم أهلكوا في العراق الحرث والنسل، فقد قتلوا هم وعملاؤهم مئات الألوف من أهل العراق وشردوا الملايين ونهبوا المليارات إن لم تكن ألوف المليارات من أموال العراق وثروات العراق وآلاف الأطنان من خامات اليورانيوم. يفعلون كل هذا وأكثر منه ثم يطلب عرابهم فتح صفحة جديدة! تذهب جيوشهم وحلفاؤهم إلى أفغانستان فيقنلون ويشردون ويهدمون المساجد والمدارس والبيوت التي تؤوي الناس، ويفتحون سجن باغرام لأحرار المسلمين الذين لم يرضوا بالضيم ولا بالاحتلال، ويذيقونهم أشد أنواع العذاب التي لم تخطر على بال بشر ولا حتى النازيين من البشر، ثم يأتون يطلبون فتح صفحة جديدة من العلاقات!!
يرى جنوده أن رجال القبائل في باكستان ومن يعيشون على الحدود يقومون بواجب الجهاد ضده وضد جنوده فيوعز إلى الدمى في باكستان زرداري وجيلاني وغيرهم من السياسيين وقادة الجيش لإعلان الحرب على أبناء بلدهم وإخوانهم في العقيدة. أستغفر الله، إنهم ليسوا إخوانا ً فإن من يبيع نفسه وبلده ودم المسلم لعدوه الكافر لن يكون مسلما ً أو أخا ً للمسلمين، ولقد قام هؤلاء الساسة والقادة بما أوكل إليهم من مهام خير قيام فقتلوا ودمروا وشردوا دونما رأفة أو رحمة إرضاء للكافر المستعمر الذي يريد أن تخبو روح المقاومة وينطفئ آخر ضوء للإسلام في تلك المناطق، كل هذا ويطلب فتح صفحة جديدة للعلاقات الأمريكية الإسلامية.
يقف كالطاووس مختالا ً في جامعة القاهرة ويعلن الحرب على الإسلام والمسلمين في منطقة أفعانستان وباكستان حتى يتم القضاء التام على التطرف والمتطرفين، وأغبياء السلطة الحضور يصفقون ويهتفون وعندما سئل طنطاوي الذي ألبس ثوبا ً أكبر حجما ً منه بكثير، وأجلسوه على كرسي اعتاد أن يجلس عليه عمالقة العلم والرجال، أجلسوه وهو القزم يقول إنه خطاب حكيم إلى آخر ما جاء من أوصاف، ولقد نسي شيخ الأزهر أو تناسى القول القديم، لا تنظر إلى ما تذرف عيناه ولكن انظر إلى ما تقترف يداه.
وفي هذه العجالة أذكر قول شوقي -رحمه الله تعالى-:
برز الثعلبُ يوماً===== في شعار الواعِظينا
فمشى في الأرضِ يهذي===== ويسبُّ الماكرينا
ويقولُ : الحمدُ للـهِ===== إلهِ العالمينا
يا عِباد الله، ت ُوبُوا===== فهوَ كهفُ التائبينا
وازهَدُوا في الطَّير، إنّ ال===== عيشَ عيشُ الزاهدينا
واطلبوا الدِّيك يؤذنْ===== لصلاة ِ الصُّبحِ فينا
فأَتى الديكَ رسولٌ===== من إمام الناسكينا
عَرَضَ الأَمْرَ عليه===== وهْوَ يرجو أَن يَلينا
فأجاب الديك : عذراً===== يا أضلَّ المهتدينا !
بلِّغ الثعلبَ عني===== عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التِّيجان ممن===== دَخل البَطْنَ اللعِينا
أَنهم قالوا وخيرُ الـ===== قولِ قولُ العارفينا:
” مخطيٌّ من ظن يوماً===== أَنّ للثعلبِ دِينا “
ولنا مع أوباما وقفة أخرى إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم، أبو محمد الأمين