Take a fresh look at your lifestyle.

سلسلة قل كلمتك وامش – بطرس الناسك (3)-

 

تكلمت يا سيادة الرئيس عن أفغانستان وذهاب جيوشكم الهمجية إلى هناك، وأبديت الإصرار على البقاء في أفغانستان بحجة التطرف والمتطرفين، وقلت إن احتلالكم لأفغانستان كان نتيجة ما حدث في الحادي عشر من أيلول ومقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص.

إن ما جاء في خطابكم إنما هو مغالطات كثيرة ومتعمدة، وما ذلك إلا لتخفي السبب الحقيقي لاحتلالكم الصليبي لأفغانستان. إن العالم كله يعلم إنه قبل الحادي عشر من أيلول كانت تجري مفاوضات مع طالبان لمد خط أنابيب نفط من منطقة البحر الأسود أي مما يسمى بالجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى إلى المحيط عبر أفغانستان وذلك لتحوزوا نفط آسيا الوسطى كما حزتم نفط منطقة الخليح وما كنتم تخططون لاحتلاله في العراق عقيب احتلاله المخطط له من أوائل العقد الأخير من القرن الماضي. وعندما فشلت مفاوضاتكم مع طالبان هددتم باحتلال أفغانستان وفرش أراضيها بالقنابل والألغام وبالتالي القتل والدمار والخراب وكأنكم كالبوم الناعق حيث تحلون يحل الخراب والدمار.

حدثت أحداث الحادي عشر من أيلول فكانت فرصة ذهبية سنحت لكم ولأطماعكم لاحتلال أفغانستان، فأعلنتم الحرب على الإسلام والمسلمين في أفغانستان بحجة الحرب على الإرهاب.

إن المدقق في الأمور يرى أن الموضوع ليس الحادي عشر من أيلول ولا قتل أكثر من ثلاثة آلاف من الأمريكان، لأنه لو كان الأمر كذلك فلم حصل غزو الصومال من قبل وخروجكم منه تجرون أذيال الخيبة وتجللكم الهزيمة والعار؟ ولماذا كانت الاحتلالات في أكثر من بقعة من بقاع الأرض؟ إن الموضوع أكبر وأعظم من الحادي عشر من أيلول، إنه الحرب على الإسلام والمسلمين ومحاولة إجهاض أية حركة تقوم في العالم الإسلامي لتوحيده في دولة واحدة هي دولة الخلافة التي ستتسلم مركز القيادة في العالم لتأخذ بيده نحو الأمان والسلام والحياة الكريمة التي لا يسيطر عليها جشع الرأسمالية والرأسماليين.

نعم يا سيادة الرئيس، إن احتلالكم الهمجي لأفغانستان كان حربا ً صليبية أعلنها سلفك على الإسلام والمسلمين ولن ننظر إليها إلا هكذا ولن نتعامل معها إلا على هذا الصعيد. إننا لم ننس ولن ننس الحروب الصليبية التي قادتها أوروبا الصليبية على العالم الإسلامي لأنها حروب صليبة متواصلة لم تنقطع تقريبا ً منذ بدايتها وإلى هذه اللحظة رغم إعلان الجنرال اللنبي انتهاء الحروب الصليبية عند احتلاله لمدينة القدس بداية القرن الماضي.

نقول وصلت جيوشكم واحتلت أفغانستان وقامت بقتل مئات الآلاف والاعتقال والزج بالناس في السجون، ومارست أقذر أنواع التعذيب التي لم تخطر ببال، فكان معتقل باغرام من أسوأ ما شاهده المعتقلون. كما قام جنودكم المنحرفون بهتك الأعراض واغتصاب عشرات الآلاف من النساء الحرائر المسلمات، ومارسوا أفظع أنواع القسوة والعنجهية التي لم يمارسها جيش محتل على مدار التاريخ. وحينما ظن قادتكم أن الأمور قد هدأت وأن البلاد والعباد قد دانت وانصاعت للمحتل إذا المقاومة تندلع وإذا الحرب تدور دائرتها عليكم واشتدت المقاومة وأصبح جنودكم يعيشون في رعب دائم لا يدرون من أين يأتيهم الموت وصاروا يخبطون خبط عشواء لا يدرون كيف يضربون ولم يعودوا يميزون بين العدو والصديق، وصارت طائراتكم تضرب الصديق قبل العدو فانتشر الخراب والدمار وازداد عدد القتلى والكره والحقد ويزداد بعيد كل غارة تقوم بها طائراتكم، وأصبح الجيش الأمريكي وحلفاؤه يغوصون في رمال متحركة لا يدرون كيف يخرجون منها، وها أنتم وبعد أكثر من ثماني سنوات من حربكم على الإسلام والمسلمين في أفغانستان تعلنون أنكم ستزيدون أعداد جنودكم هناك!

وصدقني يا سيادة الرئيس أن قرار زيادة عدد جنودكم إنما هو قرار خاطئ لأنه كلما كثر عدد الجند كثر عدد القتل فيهم، وكان من الصواب أن يكون القرار هو سحب الجيوش المحتلة من أفغانستان فرجوعهم يجرون أذيال الخيبة وعار الهزيمة خير بألف مرة من رجوعهم في صناديق الموتى، فإن أفغانستان ومنذ القدم استعصت على المحتلين وكانت مقبرة لكل من حاول احتلالها وبإمكانكم سؤال ساسة بريطانيا عما لقي جيشها حينما حاول احتلال أفغانستان ولا ينبئك مثل خبير.

لما ضاقت بكم السبل وقلت لديكم الحيلة في كسب الحرب في أفغانستان أوعزتم إلى دماكم حكام باكستان لإعلان الحرب على أبناء باكستان الموجودين على الحدود مع أفغانستان، وبالفعل نفذ الصبية الأمر وجردوا حملة عسكرية كبيرة على وادي سوات فقتل الآلاف وشرد الملايين وكانت حرب إبادة قام بها الجيش الباكستاني نيابة عنكم يخفف الضغط عن جنودكم وحلفائكم داخل باكستان لكن هيهات هيهات فإنكم ولهذه اللحظة لا تدركون طبيعة الإسلام والمسلمين، فكل خططكم ستبوء بالفشل وستعود بالدمار عليكم وعلى حلفائكم ولن تزيدكم إلا كرها ً وخسارة وخاتمة سيئة لا تتوقعونها، وهذه الخاتمة لحربكم على الإسلام والمسلمين تلوح بالأفق يراها كل ذي بصيرة من الناس لم تعمه غطرسة القوة. ولنا مع أوباما لقاء آخر وأخير إن شاء الله تعالى.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

أخوكم أبو محمد الأمين