قل كلمتك وامشِ رسالة إلى ساركوزي
بالأمس وقف ساركوزي رئيس جمهورية فرنسا الصليبية يعلن حقده على الإسلام والمسلمين متخذا ً من النقاب – أو ما سماه بالبرقع – هدفا ً لسهامه الصليبية المسمومة واصفا ً إياه – أي النقاب- بأنه يحط من كرامة المرأة ويبخسها حقها الإنساني، ولذلك فإنه، أي ساركوزي، سيعمل على إصدار قانون يمنع النقاب في فرنسا حتى تحتفظ المرأة بكرامتها المهدورة بارتدائها النقاب.
إن هذه الحملة هي تتمة للحملة التي حدثت قبل سنوات على حجاب المرأة المسلمة في فرنسا وخصومها طالبات المدارس والكليات الجامعية، حتى وصلت صليبيتهم الحاقدة إلى المدرسة الفرنسية في الإسكندرية ففصلت طالبة مسلما ً لأنها محجبة، ووقف النظام العلماني الكافر في حينها في مصر يتفرج ولم يحرك ساكنا ً اتجاه من عادى حكما ً شرعيا ً التزمت به فتاة مسلمة فلبست الحجاب في المدرسة.
وقبل أن نناقش ساركوزي الصليبي حول ما أثاره لا بد لنا من الإشارة ولو بإيجاز إلى نظرة الإسلام للمرأة وصلتها بالرجل وكذلك إلى نظرة النظام الرأسمالي إلى المرأة وصلتها بالرجل فنقول:
خلق الله – سبحانه وتعالى- الخلق وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى وما ذلك إلا لحفظ النوع من وجود الزوجين، ووجود الذكر والأنثى يتجلى في جميع المخلوقات سواء الإنسان، أو الحيوان، أو النبات, وقضى ألا يكون هناك حفظ للنوع إلا بالتقاء الذكر والأنثى.
فالإسلام ينظر إلى الصلة بين المرأة والرجل أو الذكر والأنثى إنما هو من أجل حفظ النوع بالتناسل والتكاثر، ولذلك حصر الإسلام النظرة إلى هذه الصلة بين الرجل والمرأة إنما هو لحفظ النوع ومنع من أن يتعدى ذلك إلى الناحية الجنسية الخالصة، وإن كان وجود الجنس حتميا ً عند إشباع الغريزة التي خلقها الله – سبحانه وتعالى- في الإنسان، وبسبب هذه النظرة إلى الصلة بين المرأة والرجل وحصرها في حفظ النوع جاء الإسلام بأحكام شرعية وألزم المسلمين التقيد بها لإبعاد أي نظرة أخرى إلى إلى الصلة بين الرجل والمرأة غير حفظ النوع، فمنع الخلوة بينهما، وأمر بستر العورة أمام الأجانب من الرجال، ومنع التبرج، وبعبارة أخرة منع كل ما يثير الغريزة في المجتمع حتى يبقى المجتمع على نظرته الصحيحة للصلة بين المرأة والرجل.
أما الرأسمالية التي يمثلها ساركوزي فإن نظرتها إلى الصلة بين المرأة والرجل تختلف اختلافا ً تاما ً عن نظرة الإسلام؛ فالرأسمالية تنظر إلى الصلة بين المرأة والرجل على أنها علاقة جنس وعلاقة غريزية يريد كل من المرأة والرجل إشباع هذه الغريزة بأي طريقة من الطرق، وجراء ذلك كان لا بد من إيجاد الواقع المادي والفكر الجنسي المثيرين للغريزة عند الرجل والمرأة أمرا ً ضروريا ً لإثارة الغريزة حتى تحصل الإثارة فيحصل الإشباع، لأنه حسب أفكارهم إذا لم تشبع الغريزة يصاب الإنسان بأمراض نفسية لا بد من تجنبها.
إن نظرة الرأسمالية إلى الصلة بين الرجل والمرأة على أنها صلة ذكورة وأنوثة أوجد آفات وأمراض في مجتمعات الرأسمالية لا يعلمها إلا الله – سبحانه وتعالى-، وسنعرض فيما يلي إلى بعض هذه الأمراض والانحطاط إلى الدرك الحيواني في مجتمعات الغرب نتيجة هذه الفطرة التي لم يصلها الحيوان، فالحيوان يحصر صلة الذكر بالأنثى لحفظ النوع، فالذكر لا يقرب الأنثى إلا إذا كانت مستعدة للحمل والإنجاب، وإن أرادها الذكر فإنها تصده بشتى الأساليب الأعم.
ونتيجة لنظرة الرأسمالية الخاطئة للصلة بين الذكر والأنثى أي الرجل والمرأة، وأنه لا بد من إيجاد كل ما يثير الغريزة لدى الجنسين، صرت ترى المرأة تسير في الشوارع عارية أو شبه عارية، مبدية زينتها وعطرها لكل من هب ودب من الرجال، فصارت ألعوبة بأيديهم. ونظرا ً لهذه الحالة فقد صار إشباع غريزة النوع عند المرأة يتم من أي رجل؛ زوجا ً كان أم جارا ً أم غريبا ً، المهم أن يحصل الإشباع، فصارت لا تعدو أن تكون مكبا ً لقاذورات الرجال فكثر البغاء وكثرت العشيقات والخليلات وأصبح أكثر الأطفال لا يعرفون آباءهم الحقيقيين، ولقد فقد معظم الذكور في الغرب الغيرة الفطرية التي فطرها الله – سبحانه وتعالى- في الإنسان وحتى في أكثر الحيوانات، فلا مانع لدى الرجل من أن يرى ابنته أو أختع أو حتى زوجته تحضر عشيقها إلى المنزل والنوم معها في غرفة واحدة ويعملون ويفعلون ما يشاؤون.
هذا هو وضع المرأة عندكم يا سيد ساركوزي فمن يحفظ كرامة المرأة؟ أهو الذي جعلها سلعة تباع وتشترى ولا ينظر إليها إلا نظرة جنسية انحطت إلى الدرك الحيواني؟ أم من يقول بأن المرأة خلقت لتلتقي مع الرجال لحفظ النوع وإنجاب الأولاد ليكونوا علماء ومفكرين وقادة في المستقبل، ولتكون البنات منهم أمهات المستقبل ومربيات الأجيال الصاعدة التي تأخذ بيد الأمة إلى ذرى المجد؟ والأبناء الذين يعرفون آباءهم ويفتخرون بهم؟
نعم يا سيد ساركوزي، إنه لا يوجد مبدأ على وجه الأرض أو فكر كرّم المرأة كما كرمها الإسلام الذي جعلها عرضا ً يجب أن يصان ويراق على جوانبه الدم، فكرمها بأن أمرها بستر عورتها أمام الأجانب من الرجال حتى تبقى درة مصونة لا تمتد إليها يد آثم أو طامع أو ذئب من الرجال. فمهما قلت وعللت وبررت حقدك فلن يمر علينا فقد نبأنا الله من أخباركم فقال لنا : ” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”، ومهما فعلت وقلت فلن نتبع ملتك ولا بحال من الأحوال، وفي الختام أسأل الله – تعالى- أن يعجل بنصره وأن ينعم على الأمة الإسلامية بالخلافة الراشدة وحينها لن تستطيع يا سيد ساركوزي الكلام المسيء عن الإسلام وأحكامه الشرعية. إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو محمد الأمين