نفائس الثمرات – تدبروا أمركم أيها المسلمون
يا أهل القوة من الجيش وسواه، ألا تحبون أن تسيل دماؤكم زكيةً طاهرةً، في سبيل الله، بدل أن تسيل مجاناً في معوجّات الطرق، دونما هدف، خبط عشواء؟
ألا تحبون أن تعيدوا سيرة الأنصار رضوان الله عليهم الذين آووْا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونصروه وجعلوا دارهم دار إسلام؟ فانصروا الله ورسوله بإقامة الخــلافـة الراشدة لتكون الدار دار إسلام من جديد، فتكـتب أعمالكم عند الله بصحائف من نور.
الخـــلافـة هي المنقذ لكم من ذُلِّكم وشقائكم، وهي الكافية الوافية لإعادة عزكم، هي النظام الذي أوجبه الله رب العالمين، وجعل النصر معقوداً بنواصيه.
بالخــلافـة تَـنْـفِرون لقتال عدوّكم، خليفتُكم أمامَكم في القتال لا أمامكم في الفرار، تتقون به وتقاتلون من ورائه، فيقودكم من نصر إلى نصر، لا من هزيمة إلى هزيمة.
الخــلافـة، أيها المسلمون، أقيموها تعزّوا، أعيدوها تفلحوا، وإلا سقطتم في ظلماتٍ بعضها فوق بعض، تندمون ولات ساعة مندم، ويأتي الله بقوم خير منكم يتحقق فيهم وعد الله سبحانه {وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}، وتتحقق على أيديهم بشرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة».
فتدبروا أمركم، أيها المسلمون، وانصروا ربكم بإقامة الخــلافـة الراشدة يَـنْـصُـرْكم، ويَشْفِ صدوركم بهزيمة عدوكم {ويومئذٍ يفرح المؤمنون ، بنصر الله}.