رمضان والخلافة رمضان شهر الجهاد
الحمد لله رب العالمين حمد التائبين الطائعين المخلصين وصلي اللهم على سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
أيها المسلمون حديثنا اليوم: رمضان شهر الجهاد
رمضان شهر مبارك فيه نزل القرآن الكريم في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فيه تصفد الشياطين وتنزل الملائكة وتكثر العبادة من تلاوة وذكر واعتكاف وصدقات وزكوات وقيام ليل وصوم نهار وصلة رحم.
رمضان أيها المسلمون فوق أنه شهر عبادة يتميز عن غيره من شهور السنة فهو شهر عمل وجد وجهاد وشهر تضحيات وفتوحات وانتصارات لا شهر طعام وشراب وحلويات ولا شهر مسابقات ومسرحيات وخيمات.
رمضان أيها المسلمون شهر حافل بالأعمال الخالدة والمناسبات العظيمة والفتوحات المميزة وحين نذكر رمضان يسبق إلى الأذهان ذكرى غزوة بدر وفتح مكة وصلح الحديبية أحداث جسام تغير فيها مجرى التاريخ وعلا الحق وزهق الباطل كان النصر والفتح وكان الأمن والطمأنينة والاستقرار وكان الثبات والقوة وكان الدخول أفواجاً في الإسلام وقد قويت شوكة المسلمين وصار لهم حساب وتقويم عند الأعداء من الكفار والمشركين والمنافقين.
أيها المسمون لشهر رمضان ميزة خاصة عند المسلمين يفرح المسلم بقدومه ويشد المئزر بعبادة الله فيه، تكثر فيه الطاعات والعبادات، الصلوات والزكوات تكثر فيه والبطولات والتضحيات.
وعلى سبيل الفتوحات ففي الأول من رمضان عام 114 للهجرة كانت معركة بلاط الشهداء التي مني المسلمون في هذه السنة بهزيمة قاسية أعادت إلى الأرض عزوة أحد وغزوة حنين ليتعلم المسلمون في هذه السنة الهزيمة أو النكسة ما ينفعهم ليعيدوا النظر في الإنتكاسات وأسبابها ويحتاطوا في المواجهات واللقاءات القادمة ومعركة بلاط الشهداء حجبت شمس الإسلام عن السطوع والتوغل في فرنسا إلى بقية أرجاء أوروبا وقال قائلهم (لو أن المسلمين استولوا على فرنسا لصارت باريس مثل قرطبة في اسبانيا مركز حضارة وإشعاع علم وثقافة في وقتها كان ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم) وفي السادس أيها المسلمون من رمضان عام 223 هـ كان جيش المعتصم بالله يحاصر عمورية التي كانت أعظم بلاد الروم وكان سبب تدميرها استغاثة امرأة مسلمة بالمعتصم لأذى أصحابها من أذى علج من علوج الروم.
وفي التاسع من رمضان أيها المسلمون عام 559 هـ كانت قوات نور الدين زنكي رحمه الله تحقق نصراً لمعركة ثانية هي معركة حطين التي قادت جموع المسلمين إلى فتح القدس وتطهير المسجد الأقصى من رجس الصليبين وكان ذلك عام 583 هـ.
وفي الرابع عشر من رمضان من عام 666 هـ كان الظاهر بيبرس يفتح مدينة إنطاكيا التي خضعت لحكم التتار حقبة من الزمان.
وفي الرابع والعشرين من رمضان عام 658 كانت معركة عين جالوت التي تحطمت فيها أسطورة جيش التتار على أيدي المسلمين المجاهدين الذين بذلوا طاقاتهم في تحقيق هذا النصر المبين بحيث كانت شوارع القاهرة لا تشهد أحداً من الناس إلا في المساجد أو ميادين التدريب.
وفي السادس والعشرين من رمضان عام 927 هـ كانت قوات السلطان سليمان القانوني تفتح مدينة بلغراد وتدخل قلعتها المنيعة في قلب أوروبا.
هذا شهر رمضان أيام كان المسلمون فيه وحدة واحدة في دولة واحدة وجيش واحد واقتصاد واحد وخليفة واحد يبنون الممالك وينشرون الحضارة والعلم والمعارف ويحملون دعوة الإسلام للعالمين ليخلصوا أوروبا من كفرها وصلفها واستكبارها وظلمها واستعبادها للناس.
ولما زالت دولة المسلمين دولة الخلافة التي هدمها مصطفى كمال ومن كان معه من العملاء والمنافقين الذين تآمروا معه على هدم دولة الخلافة أخذت شمس المسلمين تغيب وقوتهم تضعف إلى حد استطاع الغرب الكافر أن يقسم دولة الخلافة بينهم إلى كيانات ودويلات ومحميات وأن يفصلوا عقيدة المسلمين عن تطبيقها في الحياة ساءت أحوال المسلمين حتى صاروا مثلاً في التأخر والنكوص والتمزق كما هو مشاهد اليوم.
أيها المسلمون عز المسلمين يوم أن كان لهم دولة وسلطان يوم ان كان لهم نظام يحكمهم به، ولما تخلوا عن عقيدتهم وأداروا ظهورهم إلى مبدئهم وركنوا إلى الظالمين وقعدوا عن الجهاد أذلهم الله.
وتقبل الله أيها المسلمون طاعاتكم وعباداتكم وصومكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه للإذاعة: أبو أيمن