Take a fresh look at your lifestyle.

نفحات إيمانية من فضائل شهر الصيام

 

      الحمد لله الذي فـتح أبواب الجنان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعه وسار على دربه واهتدى بهديه واستن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم  الدين، أمـا بعد:

      قال الله تعالى في محكم  كتابه وهو أصدق القائلين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183.

      إخوة الإيمان: هنيئا لكم شهر الصيام، هنيئا لكم ما أنتم فيه من عبادة عظيمة، وأنتم تتشبهون فيها بملائكة الرحمن، الذين لا يأكلون ولا يشربون، وإنما دأبهم وعملهم الدائم عبادة الله تعالى، من تحميد وتقديس، وتعظيم وتمجيد وتسبيح ، وتلاوة لكتاب الله.

      لقد أثنى الله تبارك وتعالى عليكم وعلى كل من تقرب إليه بهذه العبـادة، فقال تعالى: {….وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الأحزاب35

      لقد كلفـنا الله يسيرا ليعطينا ثوابا جزيلا وأجرا عظيما. روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ولو علمتم ما في رمضان لتمنيتم أن يكون سنة”.

      إخوة الإيمان: إن شهر الصيام هو موسم العبادة، ومضاعفة الأجور  والحسنات.

      عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطـعام والشهوات بالنهار، فـشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان”.

      ومن الأحاديث الدالة على فضل الصيام ما رواه البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن  النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد “.

ومنها الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة  رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قال الله تعالى: كل عمل ابن  آدم له إلا  الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحـد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفسي بيده لخلوف فـم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم  فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه”.

      ومنها أيضا ما رواه ابن ماجة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين، ومردة  الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فـلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير  أقبل، ويا باغي الشر  أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة”.

       إخوة الإيمان: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم”.

      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السماء ويقـول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين”.

      إخوة  الإيمان: إن رب رمضان هو رب شعبان، وهو رب شوال ورب سائر الشهور، وإن الذي فرض عليكم الصلاة والصيام، هو نفسه الذي فرض عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو نفسه الذي فرض عليكم العمل لإيجاد الحكم بما أنزل الله، ولإعلاء كلمة الله.

      وإن الذي سيحاسبكم إن أنتم قصرتم ـ لا قدر الله ـ في الصلاة والصيام، هو نفسه الذي سيحاسبكم على التقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى التقصير في العمل لإيجاد حكم الله في الأرض!!

      وختاما إخوة الإيمان: نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه،

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أعدها للإذاعة: أبو إبراهيم