فقرة المرأة المسلمة أمثالنا الشعبية في ميزان الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا العظيم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،،
حياكم الله مستمعينا مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ،،
ونقدم لكم من استوديو البث المباشر لإذاعة المكتب الإعلامي ::
فِقرة جديدة بعنوان
أمثالنا الشعبية في ميزان الشرع
تنشأ الأمثال الشعبية نتيجة تجارب إنسانية فردية أو جماعية عميقة الجذور في شعب أو أمة معينة، وقد تنتقل من شعب إلى شعب ومن أمة إلى أخرى عبر الاندماج الفكري والثقافي، وهي حكم ومأثورات خرجت ببساطة من أفواه البسطاء .. وتناقلتها الأجيال .. وتقال في مواقف معينة .
ولكن حتى هذه الأقوال والأمثال طالها ما طال العديد من المفاهيم والأفكار من تشويه وتغيير فاسد،،
ولما كنا نسير في طريق النهضة الصحيحة ونسعى نحو تغيير الواقع الفاسد الذي نعيشه … فكان لا بد لنا من وقفة ولو قصيرة مع ما تضمنته بعض أمثالنا الشعبية وأقوالنا من أفكار وآراء ومقاييس….
فمن تلك الأمثال والأقوال ما يوافق العقيدة الإسلامية الصحيحة ومنها ما يناقضها ،، مثل عقيدة الإيمان والتسليم بقضاء الله وعقيدة الرزق مثلا ،، ومنها ما يحط من شأن وكرامة الإنسان بصفته إنسانا ،، ومنها بصفته امرأة ،، ومنها ما يدعو للاستسلام والانهزامية ،، ومنها ما يحث على الرياء والنفاق والكذب ،،ومفاهيم المنفعة والمصلحة والأنانية وعدم السؤال عن الغير، وغير ذلك من أمور،،
وللأسف فإن السواد الأعظم من المسلمين لا يتنبهون لذلك ولا يتوقفون عند هذه الأمثال والأقوال ،، ليتساءلوا هل هي موافقة للشرع أو لا وكأنهم لا يرون الآية الكريمة ( وَمَا يَلْفِظٌ لَدَيْهِ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ وعَتِيد ) ولا يقرأون قول الرسول الكريم “إنَّ الرجلَ لَيَقُول الكلمةَ لاَ يُلْقي لَهَا بَالاُ تُلْقي بِهِ سَبْعِينَ خَريفاً في النَّار)
وسأعرض عليكم في سلسلة حلقات بعض هذه الأمثال والأقوال ،،
وبما أننا في رمضان الخير ، رمضان الرحمة والتوبة فأبدأ بتعبير نستعمله كثيرا وهو
“رمضان كريم “
حينما يقع الصائم في معصية من المعاصي وحين ينبه لها وينهى عنها يقول: “رمضان كريم” فما حكم هذه الكلمة؟ وما حكم هذا التصرف؟
حكم ذلك أن هذه الكلمة “رمضان كريم” غير صحيحة، وإنما يقال: “رمضان مبارك” وما أشبه ذلك من كلمات ، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريما، وإنما الله تعالى هو الكريم وهو الذي وضع فيه الفضل وجعله شهرا فاضلا، ووقتا لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه مسموح له فعل المعاصي لأنه شهر المغفرة ، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره هذا القائل، وقالوا: يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل: {يٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ففرض الصوم في تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ، والَعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ للهِ حاجةٌ في أنْ يَدَعَ طعَامَهُ وَشَرَابَهُ”، فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله ،
ومن جانب آخر نسمع بمقولة “اللهم إني صائم ” حين الغضب أو لمنع النفس عن الغلط والأخطاء ،، فإن كان يقصد منها التوجه بنية التسامح وعدم ارتكاب الخطأ إلى الله تعالى وأخذ المزيد من الثواب فلا بأس من ذلك ،، ولكن ما يقصده الكثيرون من هذا القول أن ما يمنعهم هو الصيام فقط ولو لم يكن صائما لشتم وسب وتشاجر،، واغتاب وأكل لحم أخيه ميتا وغير ذلك من موبقات ،، وهذا لا يجوز حيث يجب أن تكون تلك شيمته وتصرفه دائما وفي كل الأوقات ،، وكذلك مثلها عبارة “رمضان شهر العبادة ” وكأن العبادة مقتصرة على هذا الشهر وإن ندب فيه الإكثار من النوافل والسنن ولكن لا يصح أن نطلق عليه هذا القول ، وهذا ما نراه من سلوكيات للبعض حيث يرتادون المساجد وربما فيهم من يصلون فقط في رمضان ،، ومنهن من تلتزم باللباس الشرعي فقط في هذا الشهر ،،
وبما أن كثيرا من الناس تعتبر شهر رمضان شهر الأكل فهناك أيضا بعض الأمثال عن هذا :
الأكل على قد المحبة.
عيار الشبعان أربعين لقمة.
البطن والنار ما عليهن معيار.
كل أكل الجمال وقوم قبل الرجال.
عند البطون بتغيب الذهون أو العقول ،،
فهذه الأمثال تدعو إلى الشراهة في الطعام وإلى التسارع في تناوله وإلى الأنانية وتتعارض مع أقوال للرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:”إنَّ المؤمن يأكل في مَعِيٍّ واحدٍ والكافرُ يأكلُ في سبعةِ أمعاء”.
وقال:”المعدةُ بيتُ الداءِ والحِمْيَةُ هيَ الدَّواءُ”.
وقال:”ما ملأَ ابنُ آدمَ وِعَاءًُ شرٌّ من بًطنه فإن كان وَلا بُدَّ, فَثُلُثٌ لِطعامهِ وثلثٌ لشرابِهِ وثلثٌ لنَفَسِه”.
وقال :”نحنُ قومٌ لا نأكلٌ حتى نجوعَ وإذا أكَلْنا لا نَشْبَعُ”.
وقبل فقرة قصيرة سمعت هذا القول وذلك كوصفة طبية : الخبزة المبلولة دوا المعلولة والبرد أساس كل علة ،،
مثلان آخران يدلان على الجهل ………فحين نؤول سبب المرض في إلى البرد،ويقتصر الشفاء بتناول الخبزة المبلولة (لا افهم لماذا؟ فهم هكذا يدعون إلى الابتعاد عن التفكير عن سبب الداء والبحث عن طرق الشفاء،،
وهناك من يريد إظهار كرمه لضيفه فيقول له : ( وجه الله إلا أن تأكل )،، وهذا خطأ فلا يجوز لأحد أن يستشفع بالله عز وجل إلى أحد من الخلق, فإن الله أعظم وأجل من أن يستشفع إلى خلقه وذلك لأن مرتبة المشفوع إليه أعلى من مرتبة الشافع والمشفوع له, فكيف يصح أن يجعل الله تعالى شافعا عن أحد؟!
هذا ما عندنا اليوم حول بعض أمثالنا الشعبية والتي نرجو أن يكون نال رضاكم وجعلكم تفكرون بتلك الأمثال والأقوال والتي يرددها الكثيرون بدون تفكير ولا تمحيص ولا إرجاع إلى الشرع ،،
والى لقاء مع حلقة أخرى من تلك الأمثال ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
كتبته للإذاعة: الأخت مسلمة