Take a fresh look at your lifestyle.

نفحات إيمانية شهر رمضان شهر الفتوحات والانتصارات

 

     الحمد لله الذي فـتح أبواب الجـنـان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسـلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيـبين الطـاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه، واهتدى بهديه واستـن بسنــته، ودعا بدعوته إلى يوم  الدين، أمـا بعد:

     فموضوعنا إخوة الإيمان في هذا اليوم المبارك بعنوان: شهر رمضان شهر الفتوحات والانتصارات.

     نعم لقد كان شهر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات، فلقد سطر فيه أجدادنا العظام أعظم وأروع الانتصارات.

     هذا اليوم كان أول نصر سجله المسلمون على الكفار في تاريخهم المجيد في ظل دولتهم الإسلامية، تحت قيادة نبيهم ورئيسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في السابع عشر من شهر رمضان المبارك.

     كذلك فتح مكة العظيم كان في شهر رمضان المبارك في السنة الثامنة للهجرة، حيث دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وحطم الأصنام، حطم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، وهو يقول: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).

كذلك كان أيضا فتح الأندلس (الجزيرة الخضراء) في أوروبا، في شهر رمضان المبارك سنة ثمان وثمانين للهجرة.

     كذلك كانت معركة بلاط الشهداء، في الأول من رمضان سنة أربع عشرة ومائة للهجرة، حيث وصل الإسلام والمسلمون في ذلك الوقت إلى أسوار فرنسا.

كذلك أيضا كان فتح مدينة عمورية التي خرت صريعة خائرة بعد استغاثة المرأة الأسيرة، التي استغاثت بالخليفة المعتصم بعد أن أسرها الروم، صارخة: وامعتصماه! وكان ذلك في السادس من رمضان سنة اثنين وعشرين ومائتين للهجرة.

     وكذلك معركة حطين بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي رضي الله تعالى عنه، كانت في شهر رمضان.

     وكذلك معركة عين جالوت بقيادة السلطان قطز كانت في شهر رمضان.

     ولا ننسى فتح الفتوح على يد السلطان العثماني محمد الفاتح رحمه الله تعالى وجنوده الميامين، حيث كان على أيديهم أكبر نصر أحرزه المسلمون على الإمبراطورية الرومانية عام ستة وعشرين وثمانمائة للهجرة، إنه فتح القسطنطينية، حيث كانت عاصمة الدولة البيزنطية، ومعقل البابوية الكافرة الحاقدة، حيث دخلها السلطان محمد الفاتح في رمضان، ومن خلفه جنده الصائمون، دخلوها فاتحين هاتفين: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، فسعدوا وفازوا ببشرى نبيهم صلى الله عليه وسلم  لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش. القسطنطينية سماها الفاتح رضي الله عنه إسلام بول، أي مدينة الإسلام، وهي استانبول حاليا عاصمة تركيا العـلمانية.

     هذا هو حال المسلمين إخوة الإيمان عندما كان لهم خليفة يسيرون قدما إلى الأمام من فتح إلى فتح، ومن نصر إلى نصر، ومن عز إلى عز.

أما اليوم فيأتي علينا رمضان الثامن والثمانون، ونحن نفقد عزيزا غائبا عنا، نفقد أمير المؤمنين، نفقد خليفة المسلمين، نفقد الإمام الجنة الذي يقاتل من ورائه، ويتقى به.

     يأتي علينا رمضان الثامن والثمانون، ونحن نعيش في ظل أحكام الكفر، بغياب سلطان الإسلام ودولته، دولة الخلافة، دولة العز والجاه والسلطان.

يأتي علينا رمضان الثامن والثمانون، ولا زالت أحوالنا تسير من سيئ إلى أسوأ:

     فمن قتل واغتيالات إلى حصار وتجويع!

     ومن هدم وتدمير للممتلكات، إلى ضنك في العيش!

     ومن نهب للخيرات والثروات من قبل أعدائنا، إلى تسلط وتحكم للكفار أعداء الله على رقابنا في طول البلاد وعرضها!

     فلقد رمانا الكفار نحن المسلمين عن قوس واحدة، حرب صليبية مستعرة، تستهدف ديننا وعقيدتنا، ولا أظن أن هذا الأمر يخفى على أحد منا، وما حصل وما زال يحصل من حملات صليبية شرسة والتي تقودها أمريكا وذيلها بريطانيا      وربيبتها دولة يهود، وبمباركة من الدول الأوروبية، وبسكوت ورضا ومعاونة من بقية دول العالم الغربي والشرقي، وبتواطؤ وتخاذل وخيانة من حكام المسلمين:

     فمن حملة صليبية على أفغانستان، إلى حملة صليبية على فلسطين، إلى حملة صليبية على العراق، ولبنان وغزة.

     ولا ننسى الإساءة إلى أقدس مقدساتنا رسولنا وسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تكررت الإساءة له مرات ومرات، ولا ننسى قرآننا العظيم الذي لم يفلت أيضا من الإساءة.

     وأنتم أيها الأخوة المؤمنون ألا تحبون أن تعيدوا أمجاد أجدادكم العظام في رمضان؟ أجدادكم الذين سطروا أعظم وأروع الانتصارات في شهر رمضان المبارك، لتتم هذه البشرى، بشرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، وتفتحون روما معقل البابوية الأول في زماننا؟

     ألا تتوقون إلى أيام العزة و الكرامة؟

     ألا تتوقون إلى أيام الانتصارات والفتوحات؟

     ألا تحبون لقاء الله؟

     ألا تحبون الشهادة في سبيل الله؟

     ألا تطمعون بنوال رضوان الله؟

     ألا تشتاقون إلى الجنة؟

     إن أردتم ذلك كله فتعالوا نعمل معا لاستقدام أيام الله، وجند الله، ونصر الله، وذلك بتحكيم شرع الله، وتطبيق أحكام الله، في جميع نواحي الحياة، بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

     وفي الختام نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. وأن يعيد لأمة الإسلام أيام عزها ومجدها ويمكن لها في الأرض، نسأله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك قريبا وعلى أيدينا وفي رمضان. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكـم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 كتبها للإذاعة: أبو إبراهيم