Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق- عدم كفاية العمل الفردي للتغير – د جابر لبنان

 

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أيها الأخوة المستمعون نحييكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ونهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك ، فكل عام وأنتم بخير ، سائلين الله سبحانه أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحب ويرضى ..

أما بعد فإن كثيراًُ من المسلمين ،ومنهم علماء ، يحبون الاسلام ويقولون بأنهم يعملون لنصرته ، ولكن للأسف يعملون بمفردهم ، ويعتقدون أن عملهم الفردي هذا يؤدي الهدف ، ويمكن الوصول معه إلى التغيير الجذري في لبنان والمنطقة الإسلامية بشكل عام ، فهل هذا صحيح ، هل يمكن أن يكون العمل الفردي موصل إلى التغيير أم أنه لا بد من عمل حزبي صادق ومثابر وواعي ومبدئي لإتمام عملية التغيير ؟؟

هذا ما سنحاول أن نعرفه في لقائنا هذا مع الدكتور محمد جابر رئيس لجنة الاتصالات المركزية في حزب التحرير ولاية لبنان

– دكتو محمد السلام عليكم
– وعليكم السلام
– دكتورمحمد هل العمل الفردي يؤدي إلى التغيير الجذري ؟
أم أنه لا بد من عمل حزبي مبدئي لعمل التغيير الجذري في المنطقة ؟

«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه

بالنسبة للجواب على سؤالكم : لا يمكن لفرد مهما كان أن يغيّر مجتمعاً بمفاهيمه وأنظمته بمفرده مهما كان هذا الفرد ذكياً أو عبقرياً ، بل حتى ولو كان نبياً ، لأن سنة الله في تغيير المجتمعات اقتضت بأن يكون جماعياً ، فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما أراد تغيير مجتمع مكة حلّق حوله من آمن معه بالدعوة وبالتغيير الجذري ، فكانت كتلة فكرية سياسية عرفت ما تريد أن تبنيه وما ستهدمه من واقع فاسد ، تحملت من أجل هذا التغيير، المطلوب من رب العالمين ، كل الصعاب والمخاطر ، بل وصل بها الأمر أحياناً إلى الإستشهاد ، لأنها كانت تدرك أهمية الثبات على الحق مهما كانت الصعاب والعقبات ، ولأنها التزمت بقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ” سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله “
والقاعدة الشرعية التي تعبر عن واقع عملي تقول : ” ما لا يتم الواجب إلا به ، فهو واجب “

فكان من البدهي أن يكون واجب التغيير في مجتمعاتنا ، التي نصطلي بنارها ، أن يكون عملاً جماعياً تكتلياً يجعل الاسلام أساس عمله وروحه وفروعه ، أي يجعله بهذا العمل ، مقيداً له في كل فكر وهدف وحركة يقدم بها ، بما يعني تقيداً بالحكم الشرعي ، أي بالحلال والحرام ، وهذا يجب أن يكون أساس العلاقة بين قيادة هذه الكتلة أو الحزب وأفراده ، وبالتالي في محاسبة بعضهم البعض ، وفي التعاطي مع المجتمع المراد تغييره ، كما أن هذا الحزب أو الكتلة إن كان يريد أخذ قيادة الناس للتغيير الجذري ، عليه أن يكون صادق اللهجة معهم لأن الرائد لا يكذب أهله ، ولأن المسلم لا يجعل الغاية تبرر الوسيلة ، لالتزامه بالحكم الشرعي ، أي الحلال والحرام ، ولأنه لا يغير الواقع الفاسد العفن بأدواته العفنة الفاسدة بل بالأدوات والأساليب الشرعية التي ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم

لذلك أصدقكم القول إخواني أننا في لبنان بعد كا ما عانيناه وجربناه وكوينا بناره من خبث الطبقة السياسية وفسادها وسرقتها لأموال الناس علانية وبيعها البلاد للكفار المستعمرين بأبخس الأثمان والمتاجرة بدماء المسلمين وغيرهم ، دون أن يرف لهم جفن تحقيقاً لمصالح الدول المهيمنة على المنطقة ، لذلك كله أصدقكم القول إخواني المسلمين أنه لن ينجح أي عمل لنا ، أي عمل فردي ، وأن علينا أن نختار العمل الجماعي الحزبي الذي يراعي الحلال والحرام في كل عمل نقوم به ، وأن نخلص العمل لله ، مع المحاسبة والمراقبة للجميع على أساس الحكم الشرعي، لأنه هو الأساس في حياتنا الخاصة وفي مجتمعاتنا وفي تكتلاتنا ، وليس الأشخاص مهما بلغت أهميتهم ونظرة الناس إليهم .

لهذا كله أدعوكم إخواني المسلمين لتبحثوا عن المخلصين الواعين العاملين للتغيير الجذري، في لبنان وفي غيره من البلدان ، للعمل معهم تحقيقاً للفرض المطلوب بإقامة حكم الإسلام الذي ينقذنا ، مع غيرنا ممن يعيش معنا ، فيكون عندئذٍ الحاكم المسلم الذي يخاف الله في رعيته ، وليس من يخاف أمريكا أو أوروبا أو أي عبد من عبيده ، وحتى يتحقق ذلك لا بد من العمل الجماعي في حزب يخلص لله ولابد من إيجاد الإرادة الصادقة عند من يريد العمل لأن النية وحدها لا تكفي بل الإرادة الإرادة فإلى ذلك أدعوكم إخواني والحمد لله رب العالمين

– بارك الله بكم ، اللهم اجعلنا من العاملين لتحكيم شريعتك ، واجعلنا من المخلصين لدينك ، ومن المخلصين في أعمالنا لك يا رب العالمين ، أيها الأخوة المستمعون نستودعكم الله وإلى أن نلتقيكم بإذن الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» .