رمضان والخلافة – الإسلام كل لا يتجزأ – أبو أيمن
الإسلام دين ومن تكون الدولة، الإسلام عقيدة ينبثق منها نظام حياة للناس كافة، الإسلام مبدأ عالمي، ليس لفئة من الناس، عربا كانوا أو عجما، ليس لجماعة أو فئة معينة الإسلام ليس ترفا فكريا، ولا طقوسا وشعائر ونسك، يقوم بها المسلم حاجا أو معتمرا، أو مصليا تاليا لذكر الله أو مسبحا بحمده. وليس للمناسبات والأعياد، والاحتفالات.
الإسلام ليس للاستثمار ليكون ثوبا أو غطاء للمصارف والشركات والجمعيات. وليس للمقارنة مع أفكار الكفر من ديمقراطية وحرية وعلمانية.
الإسلام أيها المسلمون ليس إرهابا كما يزعمون ويحقدون ويغدرون ويكذبون، وليس عنيفا كما يخوفون الناس ويصورون حربا ضروسا على كل من يخالفه.
الإسلام ليس متزمتا، ولا متشددا. ولا عاجزا يحتاج من يستدرك عليه ويضيف.
يقول عز وجل: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا).
الإسلام أيها المسلمون، دين جب ما قبله من الديانات، مبدأ أنقى ما سبقه من المبادئ كالرأسمالية والاشتراكية، عقيدة نفي ما قبله من العقائد كاليهودية والنصرانية، إنه نظام حياة للبشرية كلها ينظم علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقته بخالقه، وعلاقته بالناس؛ نظام حياة ليخرج الناس من ظلمات الجهل، وافتراء الديمقراطية، وزيف العلمانية، وطغيان المفكرين والفلاسفة والملحدين؛ إلى نور العلم والمفرقة، إلى نور العدل والأمن والاستقرار. إلى نور الهداية، إلى عبادة الدين وحده.
نظام حياة ليخرج الناس من معاناتها، وحروبها وارتطامها وعبوديتها، واستكبار الفراعنة فيها. واستبداد الظالمين فيها إلى ارفع درجات الرقي والحضارة، والازدهار إلى حيث الأمن والاستقرار والطمأنينة والعدل والعيش الكريم، إلى المساواة، إذ ليس لأحد فضل على احد، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والاستقامة والعمل الخالص لله سبحانه.
أيها المسلمون: ما أحوج البشرية إلى الإسلام فهو مطلب في أمس الحاجة إليه ليكون المنقذ والمخلص من هذه الحياة التي عم شرها. وكثر شقاء الناس فيها. وترسخت المعاناة، معاناة العيش البئيس وتعاظم المنكرات والفواحش والموبقات.
أيها المسلمون: الإسلام كل لا يجزأ، فلا يؤخذ من العبادات من تلاوة للقرآن الكريم لترتيله وتجويده، أو صلاة نؤديها ركعات كل يوم أو تسابيح فحسب.
الإسلام ليس هو السنة فحسب سنة السواك واللحية والاعتكاف. الإسلام ما نجده في الكتاب والقران الكريم، وما نجده في الأحاديث النبوية الشريفة. وما نجده في سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) من أفعال وإقرار وأقوال، وما نجده في سيرة الخلفاء الراشدين. وما نجده في تاريخ المسلمين من جهاد وتضحيات وفتوحات وانتصارات.
أيها المسلمون: الإسلام كفكره ومبدأ وعقيدة ودين موجود والكتب والقلوب وصدور المسلمين علماء وعاميين، لا قيمة له للبشرية إن لم يطبق عمليا ميدانيا بكله بجميعه دون تجزئة دون تدرج، ودون تباطؤ أو تلكؤ.
الإسلام قيمة وخيره ونفعه في تطبيقه، في إقامة إحكامه في تطبيق حدوده في تنفيذ أوامر الله والزجر عما نهى الله عز وجل.
أيها المسلمون: اعلموا بان الحديث في الإسلام، والدعوة إليه من غير هدف، من غير غاية، من غير عمل وتضحية لإيجاده علميا في الحياة، ليكون نظام حياة، ليكون دستورا للناس لا قيمة لما يقال وما يكتب وما يخطب على المنابر وما يتحدث في المؤتمرات وفي الفضائيات والإذاعات نا هو إلا تذكير فقط لا غير، وان استمر هذا الحال فهو مخدر للناس، ومهدأ للناس، ودعوة للنوم والانكفاء والانزواء والانطواء، وليفعل الأعداء من بعد ما يريدون.
أيها المسلمون: العالم الذي لا يكون متلبسا في علمه وعمله وقوله لقيادة الأمة، لتغير المنكر، لا قيمة له فعلمه موجود في الكتب والانترنت لمن يريد البحث والمتابعة.
والفقيه الذي يحدث أو يفتي ان لم متلبسا للعمل لتحقيق الهدف العام للمسلمين للناس أجمعين ليكون الإسلام نظام حياة فلا قيمة ولا اثر لفقهه وعلمه إلا في تذكير فحسب، وليس الأمر بالمعروف كفعله، وليس النهي عن المنكر كاستئصاله .
والمفكر الذي يطرح فكرة ما لا يكون متلبسا بالعمل لإيجاد هذه الفكرة (فكرة الإسلام) في الحياة لا اعتبار لما يطرح ولا للكاتب لما يكتب ولا للخطيب وما يخطب يقول الله عز وجل: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)
اللهم تقبل من ومنكم الصلاة والصيام والقيام وسائر الطاعات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن