رسالة إلى المسلمين في العالم – أ. أبو الوليد
قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذاباَ أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير)).
ويقول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: “رأس هذا الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله”.
أيها المسلمون: إن الله توعد الذين يتخلفون عن الجهاد في سبيل الله بالعذاب الشديد إذا استنفروا ورضوا بالحياة الدنيا بكل ما فيها.
وأنتم تعلمون بأن الطغاة من الحكام وبأمر من أسيادهم قد أغلقوا باب الجهاد وسدوا منافذه وأنتم صامتون.
وأنتم تعلمون دواعي الجهاد التي يُعْلَنُ من أجلها، سواءٌ من احتلال لجزء من أرض المسلمين أو انتهاك لحرمات المسلمين أو خروج إقليم عن جسم الدولة، أو امتناعهم عن القيام ببعض الفروض.
عدا عن الداعي الأساسي وهو الفتح من أجل نشر دين الله، أو غير ذلك من الأمور، وأنتم تعلمون بأن هذه الدواعي كلها الآن موجودة.
وإخوانكم المسلمون في كل مكان يذوقون الويلات وصنوف الأذى من جلاديهم من الحكام وأسيادهم وأنتم تسمعون نداءاتهم في العراق وفلسطين وأفغانستان وتركستان والصومال وفي سجون الجلادين وأسيادهم.
فكيف يهنأ لكم بال وكيف تتذوقون طعم الطعام وأنتم في شهر رمضان المبارك شهر الطاعات وشهر الغزوات والفتوحات والمعارك الكبرى في تاريخ الإسلام؟؟
أهذه أخوة الإسلام والمؤمنون إخوة؟؟ والمسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه؟؟
أليس كل ما يحصل ويحصل للمسلمين في كل ساعة وحين هو بسبب عدم وجود الحامي والراعي الذي يطبق شرع الله ويجيش الجيوش للقيام بكل ما تتطلبه هذه المهام، وأنتم مطالبون ومسؤولون أمام الله عن ذلك وأنتم تعرفون القاعدة الشرعية “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب” وتعلمون قول الرسول صلى الله عليه وسلم المجاهد الأكبر وصحابته الكرام وأتباعه من بعده.
تعلمون قوله: “مًن خلع يداً من طاعة لقي الله لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية” أم أنكم خدعتم من العلماء وعلماء السلاطين الذين أحلوا ما حرم الله وأوَّلوا النصوص القطعية بما يدحض الحكام الظلمة والفاسدين واختزلوا الواجبات بالمندوبات.
هل ترى هؤلاء يتحدثون عن أهم الأمور بل رأسِها وهو الإسلامُ وسلطانُ الإسلام؟
ألا يعلمون قول الهع تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان)) وقوله جل شأنه: ((أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)) وقوله سبحانه: ((قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)) وقوله عز من قائل: ((السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما)) وقوله: ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)) وقوله صلى الله عليه وسلم: “إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب”، وإن حرمة دم المسلم أعظم عند الله من الكعبة.
إن هؤلاء الدعاة والمضللين يريدون أن يعيدوكم عن أوجب الواجبات وهو العمل من أجل إيجاد الإسلام في واقع الحياة وجوداً عملياً يعز به الأعزاء ويذل به الأشقياء ويهنأ المسلم فيه في حياته ومماته ولا يفاجأ بعد موته بما لم يكن يحتسبه. فإذا طلب الشهادة في سبيل الله إن كان صادقاً وجد أسبابها مهيأة له في كل وقت وحين، في وقت أصبح فيه الجهاد انتحاراً.
أيها المسلمون: ها انتم تعيشون وتتفيؤون ظلال الشهر الكريم فتتقربون إلى الله بمختلف الطاعات وعلى رأسها وأوجبُها العمل على إيجاد الإسلام كاملاً في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فلا تقتصروا على المندوبات، فتفوتوا على أنفسكم فرصة الفوز بالعتق من النار وهو غاية الطاعات، فالله تعالى يقول: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس)).
فهل القرآن هو الهدى للناس وحتى المسلمين منهم؟
أوليس هذه الآية طلب جازم لكم بأن تعملوا حتى يصبح القرآن هدى للناس حقاً وصدقاً؟؟
أيها المسلمون: أوصيكم بالعمل الجاد والسريع مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي لاح فجرها والتي بها عزكم وإرضاء ربكم وفرصتكم في هذا الشهر الكريم وما بعده للعتق من النار ودخول جنته مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ((يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)) صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبي الوليد