رمضان والخلافة- رأس الإسلام هو المطلوب – أبو أيمن
الحمد لله رب العالمين حمد التائبين الطائعين المخلصين وصلي اللهم على سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
أيها المسلمون حديثنا اليوم قد يكون موقف أعمى أغنى من موقف بصير
أيها المسلمون هذا عبد الله بن أم مكتوم صحابي جليل أعمى العين بصير القلب أنزل الله في شأنه قرآنا ست عشر آية تليت وستظل تتلى ما كر الجديدان.
عبد الله بن أم مكتوم مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خال خديجة زوج رسول الله وسميت أمه أم مكتوم لأنها ولدته أعمى هذا الصحابي الأعمى عاش محنة المسلمين في مكة ولاقى من بطش قريش وقسوتها ما لاقاه المسلمون وزيادة كان دائم البحث والسؤال عما ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جديد حتى جاءه مرة يسأله أن يعلمه فشغله عما هو أولى بعناترة قريش عتبة وشيبة وأبي جهل وأمية والوليد بن المغيرة طمعاً في إسلامهم فنزل قرآن يعاتب الرسول الكريم ((عبس وتولى…)) ليكون هذا الموقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين عامة درساً بأن الإسلام ليس للخاصة وليس للأقوياء ولا للأغنياء ولا لأصحاب الجاه كما أن الخاصة لا تكون محظية في الدعوة أكثر من العامة فعبد الله الأعمى أسلم وحسن إسلامه قبل زعماء وقادة وعناترة قريش قبل أكابرها وصناديدها وقبل زعمائها.
أيها المسلمون انتصر الإسلام بالفقراء والضعفاء انتصر الإسلام بالمستضعفين في الأرض ولاقى الإسلام والمسلمون من القادة والزعماء الصد والعنف والقمع والتنكيل كحال المسلمين اليوم وحال دعاة الإسلام اليوم وحال حملة الدعوة اليوم.
عبد الله الأعمى فالعمى هذه الإعاقة لا تعيق المسير والعمى لا يحجب السبيل السوي والعمى لا يعيق العمل ولا يحبسه عن التضحيات فعبد الله هاجر مع مصعب سفير رسول الله إلى المدينة وأحدثا معاً فيها من إيجاد رأي عام للإسلام في كل بيت من بيوت المدينة ما عجز الصحابة المبصرون والرسول بين ظهرانيهم عن إحداث الرأي العام في مكة وهي وطنهم وهي بلدهم وعشيرتهم وقومهم وصحبهم.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤوي إليه عبد الله بن أم مكتوم يكرمه وقد بلغ من تكريمه أن استخلفه على المدينة وهو أعمى وقد نزل قرآن يعفي أصحاب الإعاقات من الجهاد {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ}.
عبد الله هذا الصحابي الجليل حمل لواء المسلمين في معركة القادسية حيث التقى الجمعان في أيام ثلاثة قاسية أنجبت المعركة بعدها بانتصار المسلمين ودانت دولة من أعظم الدول هي دولة فارس (الفرس) بعد أن أبلى المسلمون فيها بلاء حسناً وقدموا آلاف الشهداء كان بينهم عبد الله بن مكتوم.
أيها المسلمون قادة عظام ورجال عظام وجند عظام مخلصون كان لهم النصر وكانت لهم الغلبة بهذا الدين الحنيف والملة القيمة.
اللهم في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك أشدد وطأك على كل من يحول دون عودة الإسلام إلى الحياة.
اللهم اجعل حصاد الكاذبين والمنافقين والموالين والعملاء والظالمين على يد شباب المسلمين.
اللهم أكرم أمة الإسلام في هذا الشهر الفضيل بدولة الإسلام ولم شعث المسلمين على يد خليفة المسلمين المرتقب يعملون معاً لنصرة هذا الدين وإعزازه وإعزاز أتباعه.
وتقبل الله أيها المسلمون طاعاتكم وعباداتكم وصومكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته