نور الكتاب والسنة- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى :{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ }.
وقال : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}
أخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وذكره ابن الجوزي في الوفاء، أن إعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه في شيء – قال عكرمة: أراه قال في دم – فأعطاه رسول الله شيئاً، ثم قال: «أحسنت إليك؟» قال الأعرابي: لا، ولا أجملت، فغضب بعض المسلمين، وهمّوا أن يقوموا إليه، فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم أن كفوا، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبلغ إلى منـزله، دعا الأعرابي إلى البيت فقال: «إنك جئتنا تسألنا فأعطيناك، فقلت ما قلت» فزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً وقال: «أحسنت إليك؟»، فقال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، فقلت ما قلت، وفي نفس أصحابي عليك من ذلك شيء، فإذا جئت، فقل بين أيديهم ما قلت بين يديّ، حتى يذهب عن صدورهم»، فقال: نعم. فلما جاء الأعرابي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن صاحبكم كان جاءنا، فسألنا، فأعطيناه، فقال ما قال، وإنا قد دعوناه، فأعطيناه، فزعم أنه رضي، أكذلك يا أعرابي؟»، فقال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة، فشردت عليه، فاتّبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفوراً، فقال لهم صاحب الناقة: خلّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفق بها، وأنا أعلم بها، فتوجه إليها، وأخذ لها من قشام الأرض ودعاها، حتى جاءت واستجابت، وشدَّ عليها رحلها، واستوى عليها. وإني لو أطعتكم، حيث قال ما قال، لدخل النار”
وأخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأدخل الصلاة، وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز (أخفف) في صلاتي مما أعلم من شدة وَجْد أمه من بكائه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر أن أبا أسيد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بسبي من البحرين، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى امرأة منهن تبكي. فقال: «ما شأنك؟»، فقالت: باع ابني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أسيد: «أبعت ابنها؟»، قال نعم، قال: «فيمن؟»، قال: في بني عبس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اركب أنت بنفسك فائت به.
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا واجعل معونتك العظمى لنا سندا