Take a fresh look at your lifestyle.

نفحات إيمانية- شهر رمضان شهر الفتوحات والانتصارات- لا بد للحق من قوة تنصره وتحميه

 

      الحمد لله الذي فتح أبواب الجنان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه، واهتدى بهديه واستـن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم  الدين، أما بعد: أما بعد:

       قال الله تعالى في محكم  كتابه وهو أصدق القائلين:  (لقد أرسلنا رسلنا، وأنزلنـا معهم الكتاب والميزان ليـقوم النـاس بالقسط، وأنزلــنـا الحديد فيه بأس شديد، ومنافع للنـاس، وليعلم الله من ينـصره ورسـلـه بالغـيب، إن الله قوي عزيز).

      إخوة الإيمان: أخبرنا ربنا سبحانـه وتعالى أنـه أرسل الملائكة  إلى الأنبياء  والرسل ، وأرسل الأنبياء والرسـل إلى الأمم ، وأيدهم بالمعجزات البينات، والحجج الواضحات، وأنزل معهم الكتاب ليبين الحق، ويميز للناس  صواب العمـل  فيتـبعوه، ووضع في الأرض  ميزان الحق  والعدل ؛ لتسوى به الحقوق ، ويـقام به العدل ، وأنزل الحديد وجعل فيه القـوة  والبأس الشديد، لتتخذ منه آلات الحروب التي يستخدمها المؤمنون لنصرة الله ودين الله ورسل الله، وذلك باستعمال الأسلحة القوية هذه في مجاهدة الكـفار ، وردع  أصحاب النفوس  المريضة، الذين انحرفوا عن منهج الله، واعتدوا على حقوق  عباد الله.

      وقد بـين لنا سبحانه وتعالى الحكمة من كل ذلك، بين الحكمة  من إرسال الملائكة والرسل ، وإنزال الكتاب والميزان ، وإنزال الحديد، وهي اختبار وامتحان الإنسان ، هـل يـقف إلى جانب الحق، موقف المناصر  لدعوة  الله ومنهج  الله، أم يـقف مع أهـل  الباطل  موقف المشاقق لله ولرسوله، المعادي والمحارب لدعوة الله ومنهج الله ….؟! والله سبحانه وتعالى هوالحق وهوالقوي القادر على إهلاك من أراد إهلاكـه، وهو سبحانـه العزيز الذي لا يـفتـقـر إلى نصرة أحد من البشر، وإنـما أمرهم بالجهاد؛ لينتفعوا به، ويستوجبوا ثواب الامتثال لأمر الله.

      من كل ما سبق، ومن مفهوم الآية الكريمة ومنطوقها، يتبين لنـا أن الحق لا بد له من قوة تنصره وتحميه، لأجل  ذلك رأينـا النبي صلى الله عليه وسلم، وكما تـخبرنا كتب السيرة يخرج إلى الطائف يلتمس النصرة  من ثـقيف، والمنعة بهم من قومه ، ورجاء أن يقبلـوا منه ما جاءهم به من الله عز وجـل، غير أنهم لم يفعلوا ذلك، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم.

      واستمر رسول الله يعرض نـفسه عـلى القبائل ، ويتحسس أهل القـوة، حتى من الله عليه بالنـصر  والتأييد.

      إن التغيير أمر ضروري، ونحن مأمورون به شرعا ، ولم يبق للقادرين على تغيير  الأوضاع  من عذر، وليس هناك ثواب أعظم من ثوابهم، وعمل يمدح الله فاعليه أجل من عملهم، إنهم بعملهم هذا ينقذون أمة  من الهلاك، ويخلصون شعوبا  من الدمار. إن من قتل نفسا  بغير حق  فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنـما أحيا النـاس جميعا، فما ظنكم بمن يحيي الناس جميعا  بالعمل  لإعادة الحكم  بما أنزل الله، استجابة  وامتثالا لأمر  الله تعالى القائل  في محكم  كتابه: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم). والقائل: (أومن كان ميتا  فأحييناه وجعلنا له نورا  يمشي به في الناس  كمن مثله في الظلمات ليس بخارج  منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون).

فهل هناك عمل يثيب الله عليه فاعليه أعظم من العمل لإعادة سلطان  الإسلام  بعد أن دثر؟ وإحياء القرآن بعد أن هجر؟

      وفي المقابل  إن قصر هؤلاء القـادرون على التغيير ، فلم يقوموا بواجبهم وتركوا الأمة  تهلك، أيكون ذنب أكبر من ذنبهم وإثم أعظم من إثمهم؟ وجريمة  يعاقب الله عليها فاعليها أفظع من جريمتهم؟

إخوة الإيمان: هذه  سنة  من سنن  الله في خلقه، فلا بد للحق من قوة تنصره وتحميه ولا بد من أن تكون القوة  ذاتية ، فلا يجوز الاحتكام إلى الأعداء لأنه انتحار سياسي، ولله در الشاعر الذي قال:

يـا أمـة لخصـوم  ضدهـا  احتكمـت

                                        كيـف ارتضيـت خصيما ظالمـا حكما؟

بالمدفــع استشهـدي إن كـنت ناطقـة

                                        أو رمت أن تـسمعي من يشتكي الصمما!

سلي الحوادث والتـاريخ هـل  عرفــا

                                         حقـا  ورأيا  بغير الـقـوة احـتـرما؟

لا تطلبي مـن يـد الجـبـار  مرحمـة

                                        ضعــي عـلى هامـة جبـارة قـدما!

      فهلموا أيها المؤمنون لعمل أوجبه الله عليكم، ألا وهو  نصرة الإسلام وأهل الإسلام، والعمل مع العاملين المخلصين الذين يعملون جادين لإقامة الخلافة والحكم  بما أنزل الله تبارك وتعالى.

(إن هذا لهـو الفـوز العظيم، لمثـل هذا فليعمـل  العاملون)

(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)

اللهم أقر أعيننا بقيام  دولة الخلافة، واجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين.

 

أبو إبراهيم

والسلام عليكم ورحمة  الله وبركاته.