رمضان والخلافة- يعلو الحق ويبطل الباطل بسلطان الحق
الحمد لله رب العالمين حمد التائبين الطائعين المخلصين وصلي اللهم على سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
يقول الله عز وجل: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)}الأنفال صدق الله العظيم.
إن الذين استجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين بالخروج معه عندما ندبهم للخروج يوم بدر، إنما كانوا يريدون عير أبي سفيان (قافلة قريش) واغتنام ما تحمله القافلة غير ذات الشوكة فأراد الله عز وجل لهم غير ذلك إذ تفلت القافلة وتفرض على المسلمين المعركة بنفير أبي جهل (ذات الشوكة) فيكون قتال مواجهة ومجابهة واحتدام، ويكون قتل وأسر ولا تكون غنائم وأموال.
أيها المسلمون هكذا إرادة الله وقدر الله ليحق الحق ويبطل الباطل كره الناس أم أحبوا.
ويعلم الله المسلمين بأن الحق لا يحق بالكلام أو الشعار أو البيان الفصيح أو الخطب المثيرة وأن الباطل كذلك لا يزهق ولا يبطل بالتهديد والوعيد ولا بالتذمر والتسخط ولا بالشكوى والاحتجاج.
إن الحق لا يعلو ولا يرتفع وأن الباطل إلا بسلطان الحق، بقوة الحق الذي يمثله الرجال المخلصون الصادقون المؤمنون هؤلاء هم الذين بعون الله يزهق الباطل ويدفع ويندحر.
أيها المسلمون للحق جنوده وللباطل جنوده وشتان بين الجيشين فمن يجاهد بحق ومن أجل الحق غير من يقاتل ليسفك الدماء ويحتل البلاد.
لا يعلو سلطان الحق وتعلو رايته إلا بجنوده بعد عون الله الذين يهزمون الباطل.
الحق أيها المسلمون ليس نظريات ولا فلسفات ولا جدال وحوارات، إنه منهج إلهي عملي حركي ميداني واقعي.
ماء بدر ومعركة بدر وجنود بدر شواهد على نصر المسلمين، هذا النصر الذي لم يكن أحد يتوقعه لا من المسلمين ولا من كفار قريش يفاجئ الفريقين ليكون النصر فرقاناً بين الحق والباطل، فرقانا تتضح فيه طبيعة هذا الدين الذي ينادي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، تتضح فيه منهجه وحقيقته وهدفه في وجدان المسلمين وحس المشركين وعند المنافقين.
أيها المسلمون متى يشعر المسلمون بقيمة وعظمة وأهمية هذا الدين؟
أيها المسلمون معركتنا مع أعدائنا ليست معركة من أجل وطن ولا تراب وطن ولا خيرات وطن، ليست هذه هي حقيقة المعركة فعلى سبيل المثال فلسطين أرض ومقدسات وفي المعمورة أرض أخصب وأجمل وأوسع من أرض فلسطين ومن حيث القدسية فقدسية مكة والمدينة مثلها وزيادة.
المعركة هي معركة بين حق وباطل، معركة إيمان وكفر، معركة عقيدة بمعنى هي معركة الله عز وجل لتقرير الوصية لله وحاكمية الله في هذه الأرض أرض فلسطين وغير فلسطين، معركة لتقرير الحق الذي يجب أن نحيا لأجله ونموت من أجله، معركة لطرد الطواغيت واستئصال الفساد واجتثاث الظلم الذي فرضه الكافرون، فرضوا فسادهم وباطلهم بكل حقد وخسة ولؤم في بلاد المسلمين.
أيها المسلمون معركة لتكون كلمة الله هي العليا وليس لجمال فلسطين وهواء فلسطين وتراب فلسطين واعلموا بأن كلمة الله هي التي تحدد نوع الجهاد الذي ينبغي أن يكون، ونوع الشهادة التي يستحقها المجاهدون، ونوع السلاح الذي ينبغي أن يعد لهذا الجهاد.
إنها معركة لإخراج الناس من عبودية الناس من عبودية الطواغيت والظالمين إلى عبادة الله عز وجل.
معركة للخلاص من الفساد والضلال ولحماية حرمات الله وحرمات الناس في أموالهم وأنفسهم وذراريهم.
معركة لتحقيق طاعة الله لنشر دين الله وإقامة منهج الله وإعلاء كلمة الله إلى الأرض، وأما الغنائم والنصر والحياة الآمنة العزيزة الكريمة هي ليست أكثر من فضل الله ونعم الله على المسلمين وراحة بعد البذل والجهد والعطاء.
أيها المسلمون اعلموا وتدبروا واتعظوا أن يهود لن يكتفوا بفلسطين ولن يكفوا أيديهم وحقدهم ومكرهم عن المسلمين ولن يهدئوا عن التآمر بهم وسيعملون جادين على اختراقات كثيرة في الثقافة والصناعة والتجارة والزراعة والتجسس حتى إذا قويت شوكتهم دخلوا البلاد عنوة لحماية مصالحهم وسيصرفونكم عن دينكم بأيدي حكامكم بالملاهي والأندية والمقاهي والحدائق والمتنزهات حتى لا يعلو أحدكم إلا في متعته وحوزته.
وسيكون عوناً لهم شياطين الأرض من الغرب ومن أعوانهم ومواليهم من بني جلدتكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو أيمن