رمضان والخلافة- من صفات المؤمن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
يقول الله عز وجل: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
أيها المسلمون الإيمان هو التصديق الجازم عند دليل بأن الله هو خالق الكون والإنسان والحياة، واحد أحد لا شريك له.
والإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلب وصدق العمل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس ثوباً يلبسه المسلم ولا حلية يتجمل بها، هو ممارسة وسلوك يسعد صاحبه ويرضي الله في الدنيا وينجيه يوم القيامة».
أيها المسلمون من صفات المؤمن في أفعاله وسلوكه الجهاد والهجرة والإيواء والنصرة كما جاء في الآية السابقة.
الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله بمواجهة أعداء الله في ساحات القتال، وبمجاهدتهم باللسان والقلم ببيان كفرهم وزيفهم وضلالهم وأن تكره أعداء الله بقلبك فلا توادهم ولا تؤاكلهم ولا تجالسهم ولا تقوم بينهم وتكره الحديث إليهم ، ويكون الجهاد أيها المسلمون بالمال وبذل كل نفيس لنصرة الحق وإعلاء كلمة الحق.
والمؤمن أيها المسلمون من باع نفسه لله، وأنفق من ماله في سبيل الله ابتغاء لمرضاة الله فها هو عمرو بن الجموح الشيخ الهرم الأعرج يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاوز التسعين يستأذنه في الجهاد مع المجاهدين ويقول : (يا رسول الله إني لأرجو الله تعالى أن أدخل الجنة بعرجتي هذه). وها هي نسيبة تجاهد في معركة أحد وتقاتل المرتدين تحرص على الشهادة في سبيل الله … وكثير من المسلمين كانت لهم مواقف بطولية، خالدة في معاركهم مع المسلمين ضد الكافرين.
أيها المسلمون ومن صفات المؤمن أولئك الذين يهاجرون في سبيل الله لنصرة الإسلام وحمله دعوته للعالمين لتكثير أعداد المسلمين، وتقوية شوكتهم وعزائمهم، ولو كانت هجرتهم هرباً بدينهم من اضطهاد الظالمين وقمعهم وتنكيلهم بالمسلمين.
ومن صفات المؤمن أولئك الذين يؤون أخوانهم المضطهدين يحمونهم كما يحمون أنفسهم، يأخذون بأيديهم، إلى حيث الأمن والقوة والعيش الكريم، يؤثرونهم ويقاسمونهم لقمة العيش.
هذا هو الإيمان الخالص، والإيمان الحق الصادق حيث يدرك المسلم صلته بخالقه في أقواله وأفعاله ويجعل الله سبحانه رقيباً عليه، يستشعر في قلبه عظمة الخالق وخشيته مهابة وإجلالاً فالتزم وامتثل بما أمر الله، وانزجر عما نهى الله.
أيها المسلمون إني داع فأمنوا في هذه الليلة المباركة من ليالي رمضان المبارك
اللهم ارزقنا إيمانا حقا نجاهد في سبيلك ونهاجر بدينك لرضاك وننصر ونأوي من يأوي إلينا من المسلمين حملة الدعوة وأصحاب الحق والداعين إليه.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وكل عمل صالح لنا.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، وتب علينا وارحمنا وتجاوز عن خطايانا.
اللهم أشدد وطأتك على أعدائك وأعداء المسلمين أعداء هذا الدين من المنافقين والظالمين.
اللهم هؤلاء يهود وإخوانهم من المشركين والمنافقين قد استعلوا واستكبروا فاجعل حصادهم على أيدي المسلمين ومكنا من رقابهم وأكتافهم وتخليص مقدسات المسلمين باسترداد أولى القبلتين يا رب العالمين.
اللهم قيض لأمة الإسلام من يحكمهم بالإسلام ويقودهم للجهاد في سبيلك وإعلاء كلمتك بقيادة خليفة المسلمين.
اللهم إنا نقف ببابك فلا تطردنا ونرجو رحمتك فلا تجزرنا ونلوذ بك فارحمنا.
اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان واغفر لنا ولعامة المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن