رمضان والخلافة- المسلمون يد على من سواهم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
حديثنا اليوم أيها المسلمون المسلمون يد على من سواهم
يقول صلى الله عليه وسلم: «ستكون بعدي هنات وهنات (فتن وخلافات) فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمر أمة محمد كائناً من كان فاقتلوه لأن يد الله مع الجماعة وأن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض»
أيها المسلمون، المسلمون أمة واحدة من دون الناس تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم
هكذا كان المسلمون قبل أن يهدم الكافر دولتهم دولة الخلافة كانوا دولة واحدة هي المركز لكل الولايات ، وجيشها واحد واقتصادها واحد ودينها واحد، وكتابها واحد، ورسولها واحد، وهم في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
وبقي المسلمون الدولة الأولى في العالم ترهبهم جميع الدول وتتمنى رضاهم كل الدول حتى نزغت شياطين الإنس بينهم فمزقوهم إلى دويلات وكيانات مزقوهم إلى طوائف ومذاهب إلى جنسيات وأعراق مزقوا شملهم وقطعوا أوصالهم إلى جماعات وفئات متناثرة متنازعة متخاصمة حتى أغلقوا الحدود ووضعوا الحواجز والعراقيل واقتتلوا وزهقت أرواح كثيرة وآخرها ما يحدث في غزة والضفة في فلسطين المحتلة، وما يحدث في الصومال والسودان، وما يحدث في الباكستان وأفغانستان، قتال ضار بين الأخوة حتى صار المسلمون نهباً للغرب الكافر، وموضع سخرية وهيمنة واستضعاف لهم.
أيها المسلمون كلنا يقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم«إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار» يعرفون تماماً كيف كان الإسلام يعالج البغاة، ويعالج العصاة، وكيف وعلى من تقام الحدود، وتتنزل العقوبات.
أيها المسلمون أوضح الإسلام طريق العلاج والنجاة في قوله عز وجل: ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ)
أما آن أيها المسلمون للأحكام الشرعية أن تأخذ دورها في تسيير معاملات المسلمين وتنظيم علاقات المسلمين بعيداً عن هوى النفس، وحكم العقل، وعادات العشيرة، وإقحام المصالح والمكاسب، وردات الفعل.
فيحرم على المسلم أن يأخذ بثأره، فقد جعل الله نفاذ الحدود والعقوبات والقصاص عن طريق شرعية تقوم به دولة الإسلام التي يقود المسلمين فيها خليفة المسلمين والذي يعين القضاة ليقضوا بالعدل بين المتخاصمين ويحرم على المسلم أن يفارق جماعة المسلمين أو ينقلب عليهم، ويحرم أن ينزع المسلم يده من طاعة فمن فعلها فقد احتمل بهتاناً وإثماً كبيراً، وهي التي تعاقب العصاة والبغاة تعاقبهم الدولة وتزجرهم وتؤدبهم عن ما كانوا يفعلون.
أيها المسلمون فعلى المسلم أن يطيع أميره في غير معصية وله أن يحاسب أميره، وينصحه ويرشده للوصول إلى الحق، الذي سبيله واحد وهو الأحكام الشرعية ومهما اختلف المسلمون فسفك الدماء حرام، وإعانة الأعداء على المسلمين حرام، والاستعانة بالكافر على المسلمين حرام وإعطاء الولاء للكافر حرام فكيف بمن يقف في صف العدو المحتل الكافر لقتال المسلمين، والتجسس على المسلمين بالصحوات تارة والإسلام المعتدل أخرى، والمصالح ودرء الأخطار والمفاسد كما يتوهمون ويزعمون.
يقول صلى الله عليه وسلم: «فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمر أمة محمد كائناً من كان فاقتلوه».
جماعة المسلمين تلك التي تطبق شرع الله، وتقيم حدود الله فالله يأمر المسلمين بالتعاضد والتآلف والتعاون، والمحبة، وينهى عن الاقتتال والتخاصم والفرقة.
يقول سبحانه: ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً).
اللهم تقبل منا طاعاتنا وصيامنا وقيامنا وصلاتنا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن