رمضان والخلافة- أيهم يدخل الجنة أولا
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة يدخل الجنة، أربعة بغير حساب العالم الذي يعمل بعلمه، ومن حج ولم يرفث ولم يفسق حتى مات، والشهيد الذي قتل في المعركة لإعلاء كلمة الله، والسخي الذي اكتسب مالاً من الحلال وأنفقه في سبيل الله بغير رياء، فهؤلاء ينازع بعضهم بعضاً أيهم يدخل الجنة أولاً».
أيها المسلمون أما العالم الذي يعمل بعلمه، فهو العالم الذي يصدع بكلمة الحق، لا تأخذه في ذلك لومة لائم من زعيم أو صاحب قرار، أو قريب، ينصح الحكام ويعظهم ويحاسبهم، وينذرهم، ويكشف كل فعل لهم يخالف ما شرع الله ينذرهم بسخط الله وعذابه، ومع هذا يكون متلبساً بالعمل لإيجاد حكم الله في الأرض، ويكون في عنقه بيعة يعمل على أدائها لخليفة المسلمين، عندها يكون واحداً من ورثة الأنبياء، وواحداً من أمثال الرسل، يكون واحداً من أهل الذكر والراسخين في العلم، ويكون من واحداً من قادة الأمة العالمين العاملين المخلصين.
أما الثاني أيها المسلمون هو الحاج لبيت الله من غير رفث ولا فسوق، من غير رياء ولا سمعة، من غير انحراف وضلال بقي نظيفاً من أدران الذنوب، وموجبات النار حتى مات فهذا له الجنة، وهو واحد من المسلمين العابدين، الزاهدين، المخلصين لله ولدين الله في عبادته ومعاملاته.
والثالث أيها المسلمون الشهيد وهو الذي يلقى العدو في ساحات القتال مقبلاً غير مدبر محتسباً يقاتلهم لإعلاء كلمة الله وليس بدافع الوطنية ولا من أجل التراب يكون حافزه، ولا لسمعة يكون هدفه، ولا ليقال إنه بطل وشجاع، ولا لمغنم يطمع فيه، هو من قاتل لتكون كلمة الله (كلمة الإسلام) هي العليا فهو في سبيل الله، فهذا الشهيد الذي يضحي بدمه ونفسه وماله رخيصة في سبيل الله ومثله من قام لإمام جائر ينصحه وينذره، فيقتله الإمام، فهذا مثل حمزة سيد الشهداء.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.أيها المسلمون، والحمد لله فقد حرمنا حكامنا من نيل هذه الدرجة الرفيعة، درجة الشهادة، حرمونا من هذه المكرمة، من هذه الفضيلة بإلغاء الجهاد في مؤتمر دكار، وبمصالحة يهود، وموالاة يهود، وموالاة الكافرين وابقوا لنا الذكر وتلاوة القرآن والصلاة التي هي يقوم بها المسلم طواعية ولا تحتاج إلى من يحفزهم عليها حتى ما عاد لها أثر ولا تأثير في سلوك المسلمين وفي معاملاتهم… وكأنهم أرادوا بهذه العبادات أن تكون تخديراً لهم إضافة إلى تقنين الحج بستين عام للحاج.
أما الرابع أيها المسلمين فهو المسلم السخي الذي تنفق يمينه دون أن تعلم شماله، الذي اكتسب ماله من الحلال وأنفقه في سبيل الله، أنفقه في الحلال من غير رياء فالكسب الحلال أيها المسلمون هو الكسب الذي يكسبه المسلم من أوجه مشروعة، فالمال الذي يكسبه المسلم من التأمين أو الخمر واليانصيب أو البورصة أو القمار و التجسس هو كسب حرام، كسب خبيث.
والمال الذي ينفق لقضاء السهرات الحمراء في البارات والأندية والخيام الرمضانية مال أنفق في سبيل الشيطان يحاسبه الله على ذلك.
أما الأوجه التي تكون في سبيل الله فهي كثيرة أعظمها الوجه الذي يعيد للمسلمين عزتهم وأمجادهم الوجه الذي يتم به تطبيق أحكام شريعتهم في دولة إسلامية دولة الخلافة الراشدة التي تقود المسلمين للجهاد وتتولى رعاية شؤونهم، والعدل بينهم.
اللهم في هذا الشهر المبارك، شهر رمضان تقبل منا ومن عامة المسلمين صيامنا وقيامنا وتضرعنا، وصلاتنا وقيض لنا من يحكمنا بشريعتك، يحمي ذمارنا ويعلي راية الإسلام خفاقة في العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو أيمن