رسالة إلى المسلمين في العالم- أبو أحمد أسامة
أيها المسلمون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في بداية رسالتي إليك، أهنئكم بشهر رمضان المبارك سائلا المولى عز وجل أن يعيده علينا وقد عادت لنا العزة والكرامة التي ذهبت بذهاب الحكم بما انزل الله، انه سميع مجيب.
أيها المسلمون: في هذا الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الحسنات، يجدر بكم أن تلتفتوا إلى واقعكم الحالي، وتعملوا على وضع الحل الوحيد لهذا الواقع موضع التطبيق، وهو جعل الإسلام والإسلام وحده هو المطبق في جميع مناحي الحياة سواء ما تعلق منها بحياة الأفراد أو الأمة أو المجتمع أو الدولة، وأن لاتقصروا عملكم في رمضان على فضائل الأعمال، وتتركوا الفرائض، فالرسول صلوات الله وسلامه عليه، لم تثنه فضائل الأعمال عن العمل للفروض، لأن التقصير بالفروض جريمة وأي جريمة بحيث يعاقب تاركها ويعذب في جهنم والعياذ بالله، ولا تغني عنه فضائل الأعمال عن ذلك شيئا، وتذكروا أن من يصوم الدهر ويفطر يوما متعمدا بدون عذر في رمضان لن يغني عنه صيامه الدهر، وكذلك من يقوم ليله ويتنفل نهاره ولكنه يترك فرض الظهر مرة في العام متعمدا فإنه لن يغني عنه تنفله الليل والنهار، وكذلك فإن أداءكم للنوافل والإكثار منها في رمضان لا يغني عن عدم أداء الفروض، وهل هناك فرض أهم من فرض إقامة الحكم بما أنزل الله، لأن عدم وجود الحكم بما أنزل الله يسمح بوجود جميع المنكرات والمحرمات، ويضيع أغلب الفروض، فهذا الفرض فرض الحكم بما انزل الله، فرض وجود الخلافة هو أهم الفروض على الإطلاق، وكما قال البعض وهو الحق (الخلافة هي أم الفرائض)، فشمروا عن ساعد الجد واعملوا لإيجاد الخليفة الذي يطبق الإسلام في الداخل ويحمله عن طريق الجهاد للخارج، وبذلك تسعدوا في الدارين، وتنالوا رضا ربكم وتفوزوا بالجنة التي اعدت للمتقين الذين يؤمنون بالله ورسوله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويعملون الصالحات ويجاهدون في سبيل الله ويُحَكّمون كتاب الله وسنة رسوله في جميع شؤونهم.
أسال الله رب العرش العظيم أن يستخلف دعاة دينه وان يمكن لهم في الأرض وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا، تصديقا لقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً …. }النور، 55 إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد أبو اسامة