خبر وتعليق- تفجيرات بغداد
الخبر:
في يوم الأربعاء: 19 آب (أغسطس) 2009، حدثت تفجيرات عظيمة هزت العاصمة بغداد، وأصابت مباني حكومية كوزارتي الخارجية والمالية، ومكتبي وزيري التربية والبيئة في المنطقة الخضراء المحصّنة امنيا، فضلاً عن جزء من الخط السريع ومناطق أخرى متفرقة، نتج عنها ما يزيد عن (100) قتيل، وجرح (1000)، غير سقوط عدد من المنازل على أهلها، واحتراق مئات السيارات .. وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ان الانفجارات حصلت في ساعة واحدة.
التعليق:
وهنا لابدّ من الوقوف عند ثلاث محاور:
الأول: من وراء التفجيرات،
الثاني: ما هي أهدافها،
الثالث: النتائج المستخلصة.
المحور الأول:
إن الجهات المتهمة على لسان الحكومة ورموزها لم تخرج عن ثلاثة:
1- التكفيريون، أي القاعدة ذكر ذلك عدة مسؤولين منهم قاسم عطا: الناطق باسم خطة فرض القانون.
2- أزلام صدام، أي (البعثيون)، كما جاء ذلك على لسان نوري المالكي في اتهم رسمي موجه إلى سوريّا لإيوائها عناصر منهم، خصوصاً اثنين منهم: محمد يونس الأحمد، وسطام فرحتن، وما تبعه من إجراءات دبلوماسية، والتهديد، بتشكيل محكمة دولية من قبل مجلس الأمن إن لم يسلم السوريون المطلوبين قضائيا.
3- فيلق القدس الإيراني (كطرف رئيسي) كما جاء على لسان المخابرات العراقية، أو (كطرف دعم ) لبعض الأحزاب الشيعية المتصارعة على السلطة، كما هو مشاهد عبر التصريحات الداخلية، أو مواقع إعلامية ومنها هيئة علماء المسلمين.
1- إما عن اتهام القاعدة، فضعيف وإن أعلن تنظيمها في 25/8/2009، مسؤوليته عن الحادثة، أو ما يسمى في (دولة العراق الإسلامية) على موقع شبكة الإعلام العربية، وراديو سوا؛ لأن تأثير القاعدة لم يعد كالسابق، إذ فقد معظم واهم حواضنه لسوء فعالهم وكراهية الناس لهم بسبب تفجيرات الأسواق والمناطق الشعبية والشعارات الطائفية وضغط مداهمات قوات الأمن المحتلة والعراقية، فضلا عن الإعلام .. ثمَّ إن تنفيذ تلك التفجيرات في مناطق مغلقة يكثر حراسها وكاميراتها وأزلام الشركات الأمنية يحتاج على عناصر تتحرك بحرّية بحكم المنصب أو المال أو كليهما .. ولربما كان تبني القاعدة للمسؤولية خدمة للمحتل وتشتيتاً للأنظار لطمس الحقيقة.
2- وأما البعثيون، فالطريق إلى تنفيذ هجمات بهذا الحجم مليء بالعقبات: حواجز مادية كثيرة، وسيطرات عسكرية، إذا صح أن الأدوات كانت شحنات مفخخة ـ كما هي الرواية الرسمية ـ وهل يستطيعون دفع الرشا لعشرات من الحرّس الأمنيين ومسؤوليهم؟!. وإن كانت أداة أخرى اعني: قنابل (سيليوزية) ترميها الطائرات الأمريكية عندما يراد إخفاء حقيقة الفاعل، فهم ـ أي البعثيون ـ اعجز، كما ورد في موقع الخليج.
وما سمته الحكومة العراقية أدلة دامغة: صورا، وأقراص رصدت تحرك الشاحنات المفخخة منذ عبورها الحدود السورية حتى وصولها مكان الحادث، فأمر يجعل الحكومة نفسها المتهمة الرئيسي ويفقدها أية مصداقية لدى الشعب .. وإلا كيف تسمح بحصول كارثة كهذه.. الأمر الذي كذبه ونفاه بشار الأسد .. وربما كان هدف حكومة المالكي صرف الأنظار إلى الخارج والتغطية على الفاعل الحقيق، إذ هو فضيحة كبرى لها سيما والانتخابات البرلمانية على الأبواب.
فلم يبق إلا أن يكون الفاعل أحزاباً متصارعة على السلطة والجاه ولتنفيذ أجندات خارجية من داخل الحكومة وإسقاط بعض رموزها.
المحور الثاني:
الهدف وراء ذلك، قد يكون لإسقاط المالكي وحرمانه من ولاية ثانية، ولا استبعد اشتراك الأمريكان فيها بالتعاون مع الأكراد على خلفية تعطيل إشكالية: (المناطق المتنازع عليها وأهمها كركوك) فضلاً عن ظهور بوادر استثار بالسلطة على خلفية تشكيل قوى أمنية مرتبطة بالمالكي، ومحاولة إلغاء التوافقية في الديمقراطية المزعومة، وعدم انضمام المالكي للائتلاف الشيعي “الجديد” .. علماً أن شخصيات كبيرة غابت عن مسرح الأحداث وقبل التفجيرات: السفير الأمريكي، طالباني، برهم صالح، زيباري، وبيان جبر وزير المالية، وانسحاب عناصر الجيش الأمريكي والشركات الأمنية الخاصة، وعدم الحديث عن الكاميرات المزروعة حول المنطقة الخضراء وإسدال الستار عليها .!
المحور الثالث:
أما النتائج المستخلصة: فحكومة هزيلة لا واقع ولا مؤسسات على الأرض، مليشيات مسلحة تصول وتجول قتلا ونهبا، غياب امن، بل غياب مستقبل وركود في الأوضاع وانحدار سريع من سيء إلى أسوء وعدم اشتغال حقيق بمشاريع نهضوية ترفع بلداً من هاوية سحيقة عانى ويعاني منها طيلة أربعة عقود .. ولعل البعض يقول: ما هذا اليأس، فأقول: إنما نتكلم عن غزو واحتلال وعدو متربص همه التدمير والتفتيت.. إلى ان يأذن الله بنصره وإنجاز وعده بدولة كريمة كالخلافة الراشدة تعزّ الإسلام وتنقذ المسلمين مما هم فيه .. اللهم أنت ولينا في الدنيا والآخرة فانصرنا على القوم الكافرين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو زيد