رمضان والخلافة- صفية بنت حيي بن أخطب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
حديثنا اليوم أيها المسلمون تحت عنوان قصة لمسلمة كان والدها من ألد أعداء الإسلام، تآمر مع قريش على ضرب المسلمين في غزوة الخندق، وحرض كذلك إخوانه من يهود بني قريظة، إنه حيي بن أخطب زعيم يهود وابنته صفية بنت حيي بن أخطب.
لكن صفية هذه بنت حيي لم ترث حقد أبيها الأسود، هداها الله للإسلام لتكون من أمهات المؤمنين، وقد أدركت صفيه هذه صدق الدعوة التي بشرت بها التوراة (كتاب يهود) وتم فتح خيبر، وكانت صفية من بين الأسرى، وأعلنت إسلامها وهي عند إحدى نساء المسلمين أم سليم، فحملتها أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليها وقال: «لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله، فقالت صفية: يقول الله عز وجل: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، بمعنى لا تحمل صفية وزر أبيها فقد أسلمت، فقال صلى الله عليه وسلم: اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بأهلك، قالت: لقد أحببت الإسلام، وصدقت بك يا رسول الله قبل أن تدعوني، وليس في اليهودية لي أب ولا أخ، والله ورسوله أحب إلي من أرجع إلى قومي».
أيها المسلمون أعتقها رسول الله وجعل عتقها صداقها، وتزوجها عليه الصلاة والسلام، وعاد المسلمون من خيبر بعد أن مكنهم الله من يهود إلى المدينة.
أيها المسلمون الإسلام يجب ما قبله، ويمحو السيئات بعد الإيمان، ويطمئن القلوب والنفوس، ويبقيها نظيفة من كل دخن وخبث، فهذه صفية تحولت من ابنة حيي بن أخطب زعيم الكفر وألد أعداء الإسلام، تحولت بعد أن هداها الله إلى أن تكون زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وواحدة من أمهات المؤمنين.
فهل في الدنيا مبدأ، هل في الدنيا عقيدة، دين أجل وأرقى وأعظم من الإسلام حيث ينفي الأحقاد، والغل والحسد، والبغضاء من نفوس من آمنوا وأسلموا وصاروا بالإسلام أخوة متحابين.
هذه صفية، أخلصت الإيمان وحرصت على تعاليم الإسلام، وكانت تقوم على خدمة رسول الله وكان لها موقف الرجال يوم أن حاصر الخارجون على خليفة المسلمين عثمان ومنعوا عنه الطعام والشراب، وكانت صفية تتقحم الأخطار وتوصل إليه الطعام مما يؤكد صدق إسلامها، وقوة إيمانها وولائها وانتمائها لهذا الدين العظيم، وحرصها على رأب الصدع الذي أصاب وحدة المسلمين.
ماتت رضي الله عنها عن عمر يقارب مئة عام في عهد الخليفة معاوية.
ما بال كثير من المسلمات ينفرن ممن يجاهدون في سبيل الله بالكلمة والقلم واللسان ويحملون دعوة الإسلام لعودة سلطان المسلمين في دولة الإسلام، ما بال هؤلاء النسوة لا يقفن بجانب أزواجهن لنصرة هذا الدين .ونصرة من يحمل هذه الدعوة للمسلمين.
اللهم اجمع كلمتنا على الإيمان والتقوى، ووحد صفوفنا، وقيض لنا من يحكمنا بشريعتك ويقودنا إلى الجهاد في سبيلك وإعلاء كلمتك.
اللهم هؤلاء يهود يحتلون مسرى رسولك فاشدد وطأتك عليهم ومكنا من رقابهم واجعل الدائرة تدور عليهم بقيام دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة بقيادة خليفة المسلمين.
اللهم تقبل منا طاعاتنا وصيامنا وقيامنا وتنفلنا وصلاتنا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن