خبر وتعليق- الاعتراض على توسيع السفارة الأمريكية لدى المحكمة العليا
اعترض المواطن الباكستاني “باريستر ظفر الله” على توسيع السفارة الأمريكية لدى المحكمة العليا الباكستانية. وكان الاعتراض على حصول أمريكا على 56 هكتاراً وتحويل سفارتها لقاعدة عسكرية وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة باكستان، وقد ورد في الاعتراض أنّ مساحة 56 هكتاراً تعادل مساحة مطار. كما أن المنشآت النووية الباكستانية ستكون عرضة للخطر بسبب وجود قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة. كما شمل الاعتراض على أنّ هناك دولاً عربية تخطط لشراء 700,000 هكتارا لغايات زراعية في إقليمي البنجاب والسند. وتضمّن الاعتراض على التحذير من مغبة استغلال أمريكا لبعض الدول العربية في التحكم بغذاء الناس.
أكد السفير الأمريكي في باكستان “آن بيترسون” قرار توسيع السفارة واعترف بشراء 18 هكتارا وأنّهم حاولوا استقدام ونشر قوات من البحرية الأمريكية. وقد ورد في بعض التقارير الصحفية أنّ الأعداد التي ستستقدمها السفارة تصل إلى ألف، 350 منهم من قوات البحرية الأمريكية. وكانت شركة تركية قد بنت 153 وحدة سكنية سلفا، هذا إضافة لما ورد على الشبكة العنكبوتية من حيازة أمريكا على 200 بيت في الضواحي الراقية في إسلام أباد. كما بدأت الشركة الأمريكية سيئة السمعة Blackwater عملياتها في إسلام أباد وبيشاور حيث بدؤوا بمضايقة الناس وحتى مضايقة رجال الشرطة. وقد هددت أمريكا رجال الإعلام الذين فضحوا هذه النشاطات. كما ورد في بعض التقارير وصول 300 عربة حاملة للجند من طراز “هامفي” لميناء قاسم.
التعليق:
إنّ هذه الأخبار السيئة ليست مفاجئة حيث أنّ حكام باكستان صُدروا لباكستان لتفوقهم على الدكتاتور السابق في خدمة سيدهم الأمريكي. لذلك فإنّ نظام المصالحةِ الوطنيِ الذي شكلته الحكومة كان الهدف منه مؤازرة أمريكا وتنفيذ مخططاتها دون أن يبرز معارض لذلك. فضمن هذه التشكيلة وسواء كانت المسألة مسألة منح أمريكا مهبطاً للطائرات أم غير ذلك فإنّ ذلك سيمكنها من شن الهجمات داخل باكستان من خلال الطائرات من دون طيار أو شن هجمات عسكرية ضد المواطنين تحت أي ذريعة يبتدعونها كعادتهم، فهؤلاء الحكام قد سبقوا أسلافهم من الحكام الخونة في الخيانة. وزيادة على ذلك فإنّ هذه التصرفات من هؤلاء الحكام الديمقراطيين برهنت مجددا على أنّ الديمقراطية لا تستطيع حل مشاكل باكستان، بل على العكس من ذلك فإنّ الديمقراطية نفسها هي أصل المشاكل التي تسببت بجميع مصائب باكستان.
إن مبادرة “باريستر ظفر الله” تعبر عن قلق وخيبة أمل عامة الناس جراء الوجود الأمريكي وتزايده، وجراء تبعية حكامنا الذليلة لأمريكا، ولكن السبيل الذي اتبعه “باريستر ظفر الله” لإنكار المنكر لن يوقف التدخل الأمريكي ولن يوقف عملية تحويل باكستان لمستعمرة أمريكية. فقد جرب عامة الناس النظام القضائي في قضية الدكتورة “عافية صديقي” حين ظنوا بأنّ الجهاز القضائي الجديد مع ما يدعيه من استقلالية سينقذ فتاة الأمة التي ما زالت تقبع في الأسر الأمريكي. وبدل تحميل الحكام المسئولية وإجبارهم على تحريرها أخذت المحكمة تماطل ولم تحرك ساكناً في سبيل تحريرها.
من الواضح أنّ جميع الأجهزة “الأمنية” والحكومية أدوات تستخدمها الحكومة لحماية النظام الكافر ولتضمن من خلالها دوام هيمنة الاستعماريين على البلاد، أي أنّ التوجه لأي من هذه الجهات أملاً في حل المشاكل ينم عن جهل واقعها.
إنّ الطريق لإيقاف التوسع العسكري الأمريكي في باكستان هو نزول مختلف قطاعات المجتمع إلى الشارع كي يجبروا الحكام على التراجع. وهذا يتطلب تكتل يجمع الناس ويوحد طاقاتهم.
إنّ حزب التحرير هو التكتل القادر على إجبار أمريكا على إيقاف عدوانها الهمجي وإجبارها على الرحيل من المنطقة من خلال إقامة دولة الخلافة.
إنّ الفراغ السياسي والميول القوي عند الناس لتحرير أنفسهم من الهيمنة الأمريكية يخلق أجواء مواتية للمخلصين من أهل القوة والمنعة ليتخذوا خطوات جريئة بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة. لذلك أدعو أهل القوة والمنعة للتحرك قبل فوات الأوان قبل أن تنعدم إمكانية تحويل باكستان لنقطة ارتكاز لدولة الخلافة.
نفيد بوت
الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان