رمضان والخلافة- التسامح الإسلامي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد،
أيها المسلمون: الإسلام دين الله الذي أنزل على رسول الله للعالمين، وهو دين الرحمة، والمغفرة.
والمسلم يمتثل للأحكام الشرعية، ويلتزم بها ولذا يكون على خلق عظيم، يتساهل في معاملاته مع الناس، فهم سمح إذا باع، وسمح إذا اشترى، وسمح إذا اقتضى، ويدخل الجنة بعفوه عن الناس وتسامحه معهم، وتساهله في استرداد حقوقه، ليس فظا ولا غليظا، ولا متشددا أو متعنفا، أو متطرفا، إذ ليس في الإسلام تطرف ويمني ولا معتدل، فالإسلام هو الإسلام دين الله .
وللمسلم أن يعفو عمن أساء إليه، وله أن يتنازل عن حق له، وله أن يمهل من استدان منه، وييسر عليه أو يسامحه بحقه وهذا كله في غير معصية الله.
ويحرم على المسلم أن يتساهل في حق من حقوق الله، أو أن يتجاوز حدا من حدود الله، أو أن يغفل أو يتهاون في أمر من أمور العقيدة، ففي مثل هذه الأحكام المتعلقة بالحدود وحقوق الله والعقيدة، فعلى المسلم ألا تأخذه في ذلك لومة لائم، ولا أمر ظالم، ولا خشية حاكم بل أن يقف بكل ما أوتي من قوة، وأن يتشدد في موقفه ولو أن يقاتل عليه، لأنها من الثوابت ومن الأساسيات التي لا تهاون فيها.
فظلم الناس والبغي في الأرض، حرام.
أيها المسلمون: فمن حق الله أن تحمل دعوة الله، وتحمى هذه الدعوة ويقاتل من أجلها، ويجاهد لنشرها، فقتال المشركين قتال الكافرين والملحدين والديمقراطيين والعلمانيين حق مشروع للمسلمين في كتاب الله وسنة رسول الله.
ولهذا كان الجهاد لإعلاء كلمة الله، هكذا ينبغي أن يتعامل المسلم مع كل من يخرج على دين الله ويعادي ويحارب المسلمين.
فالله عز وجل قطع الولاء للكافر، وقطع الانتماء إلى الأحزاب القومية والوطنية أوالشيوعية، حتى قطع ولاء المسلم بأمه وأبيه إذ استحبا أحدهما أو كلاهما الكفر على الإيمان.
فكيف بمن كان كافرا يعلن ويسر عداوته للإسلام والمسلمين، كيف إذا كان لا يرقب في المسلم إلا ولا ذمة، كيف إذا نقض عهده مع المسلمين، كيف إذا كان عدوا محاربا كافراً؟
كيف يكون التسامح أو التساهل أو التهاون مع يهود؟
اغتصبوا فلسطيننا وقتلوا ونهبوا وسفكوا وهتكوا ونكلوا بالمسلمين.
كيف يكون التساهل مع نصارى يذبحون المسلمين في أفغانستان والعراق، والسودان والبوسنة والهرسك والشيشان؟
أيها المسلمون، كيف يكون التسامح في الحدود حد السرقة والردة، والزنا، وشرب الخمر؟ هذه الموبقات والمهلكات إذا لم يضرب على أيدي سارقيها هلكت الأمة وفسدت الرعية.
أما إذا كانت الحالة لا تستحق العفو والتسامح كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي عزة الشاعر أول مرة، فلما كرر ذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تمسح عارضيك بمكة وتقول سخرت بمحمد مرتين فأمر بقتله».
المسلم كيس فطن، ذكي لبق، لا يلدغ من جحر واحد مرتين.
كيف يكون التسامح مع مسلم غير وبدل دينه وانقلب عدوا للمسلمين يتجسس عليهم؟
كيف يكون التسامح مع يهود يحتلون فلسطين أرض الوقف، أرض الرباط، مهبط الأنبياء، ومسرى رسول الله، وقبلة المسلمين الأولى؟
ولذا فالمعاهدات مع هؤلاء فوق أنها حرام هي باطلة.
كيف يكون التسامح مع من قتلوا المسلمين بدم بارد في الأندلس وأبادوهم، وأجبروهم على الارتداد؟ واليوم يقتلونهم في العراق وأفغانستان.
فاليهود والنصارى سابقاً ولاحقاً واليوم ومعهم من الموالين والعملاء، والمنافقين هم أعداء الله وأعداء الإسلام، كلهم يرمون المسلمين عن قوس واحدة، كلهم يظاهرون على المسلمين وأخرجوهم من ديارهم، وما يشاهد ويسمع من جرائمهم وظلمهم وحقدهم ما تقشعر من الأبدان لهولها وفظاعة سلوكهم في سجون أبو غريب وجواتنامو، والسجون السرية والظاهرة… ما تزكم لجرائمهم الأنوف وتشمئز منه النفوس لانحطاطهم وانحطاط حضارتهم، وهبوط ثقافتهم وأن ما يزعمون وينادون به من حقوق الإنسان فهو أبعد ما يفكرون به، فحق القطة والكلب عندهم أولى وأحب إليهم من حق الإنسان وكيف إذا كان مسلماً؟
ومن يتولهم منكم أيها المسلمون فإنه منهم.
ولا يكتوي بنار الجريمة إلا من وقع في نارها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن