نفحات إيمانية- وكذلك يفعلون
الحمد لله الذي فـتح أبواب الجـنـان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسـلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيـبين الطـاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه، واهتدى بهديه واستـن بسنــته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أمـا بعد:
قال الله تعالى في محكـم كتابه، وهو أصدق القائلين: (قالت إن المـلوك إذا دخـلـوا قـرية أفسدوها، وجعـلـوا أعـزة أهـلها أذلة، وكذلك يفعـلون).
وروى مسلم في صحيحه عن أم سـلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ستكون أمراء، فـتـعرفـون وتـنكرون، فمن كـره برئ، ومن أنكـر سلم، ولكن من رضي وتـابع”.
إخــوة الإيمـان: حديثــنـا عن الحكـام في هذه الأيـام، ليس موجها إليهـم، بـل هو موجه إليكم أنتـم؛ لأنــكـم كما أخبر عنكـم نـبـيـكـم، فـيكـم الخـير كــل الخـير، قال عليه الصلاة والسلام: “الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة”. ولأنــكـم أنتـم رواد بيوت الله، وعمار المساجد الذين امتدحكـم الله بقوله: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، ولـم يخـش إلا الله، فـعسى أولئك أن يكـونوا من المهتدين). ولأنكـم أنتـم أمل الأمة في الخـلاص، وأنتـم عـدة التـغيير للأحسن والأفـضـل، فأنتـم المعنـيون بـقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقـوم حتى يغـيروا ما بأنفـسهم). فأنتـم والله وبخاصة أهل القوة والمنـعة منكـم، القادرون على التـغيير على هؤلاء الحكـام، إن شحذتـم الهمم، وملـكــتـم الإرادة القوية والعزم والتـصميم على إقامة الخلافـة التي تـجمع شمـل المسلمين، وتـوحد صـفـهم، يـقاتـل بهـم خــليفتـهم عدوهم، ويـقيهـم ويحمي ظـهورهم، ويحرر بلادهم من رجس الكافـرين.
إخــوة الإيمـان: لقـد أسـقـطــنـا هؤلاء الحـكـام من تـوجيه الخطـاب لـهم؛ لأنـهم لا يسـتـحيون من الله، ولا من عباد الله، لا يهابهم عدو، ولا يحتـرمهم صديق، هانـوا على أنفـسهم قـبل أن يهونوا على عدوهم.
لقـد أسقـطــنـا هؤلاء الحـكـام من تـوجيه الخطـاب لـهم؛ لأنــنـا ندرك أنـهم لا يساوون شروى نـقـير، ولا يحفـظـون عبادا، ولا يحمون بلادا، بـل أباحوا للكفـار المستـعمرين مقدرات البلاد، وثرواتها وأجواءها وأراضيها ومياهها، ينـطـلـقـون منها لاحتلال بلاد المسلمين.
إخــوة الإيمـان: لقـد كشف الله هؤلاء الحكـام على حقـيقـتهم، واعـتـرفـوا هم بخيانـتـهم وعمالـتهم للكـفـار، جهارا نـهارا، على الملأ، وعلى رؤوس الأشهاد، إن لم يـنطقـوا بألسنـتـهم، نـطـقـت بذلك أفعالـهم، حتى صار لا يختـلف اثنان في طـول البلاد وعرضها على أن هؤلاء الحكـام قد أدخلـوا علينا، ليخـضعونـا لسلطان الكفـار!
أدخلـوا عـلينا، ليعملـوا وفق برنـامج خـبيث، ومخـطـط طويل المدى، يهدف إلى نـسـف الإسلام ، وتمييعه واقتلاعه مظهرا وجوهرا!
أدخلـوا عـلينا، وبأيديهم خنـجر الكــفر غـرسوه في قـلب عـقيدتنـا، حين بدلـوا حكم الله وشريعته، فصاروا يحـكـمونـنـا بشريعة الكـفـر وأنـظمة الكــفر!
أدخلـوا عـلينا، وهم يحملـون لنـا السم الزعاف!
أدخلـوا عـلينا، لنـحر الإسلام في نــفـوسنـا، هذا الإسلام الذي فيه وحدتـنـا، وقـوتـنـا، وعزتـنـا، وصلاحنـا!
أدخلـوا عـلينا، ومعهم إتـفـاقـيـة {سايكس بـيكـو} مزقـوا بها وحدة أراضينـا؛ ليسهـل على الكـفـار السيطـرة علينـا، والتــفـرد بخـيراتنا!
أدخلـوا عـلينا، فـأحلـوا لنـا كــل ما حرم الله، أحلـوا الربـا والخمر، وشجعوا الفاحشـة والانحلال والاختلاط، ورسخوا مفاهيم الكــفر وأحـكامه وأنظمتـه، كالوطنية والديمـقراطية!
أدخلـوا عـلينا، فـأفسدوا مناهج التـعليم، وسلـطـوا علينـا إعلاما إباحيا منحلا، وبرامج خـبيثة تهدف إلى انحراف وانحلال الشباب!
أدخلـوا عـلينا، ومعهم كــل قـاذورات الغـرب، ومفـاسده الفكـرية والسـلوكية!
أدخلـوا عـلينا، فـبرمجوا أبناءنـا، وأجهزتنـا الأمنية للأسف؛ لتكـون سيفا مسـلـطا على رقـاب المخلصين تـطـاردهم وتـسجنـهم وتــقـتـلـهم، وإن لزم الأمر تـقـصفـهم بالراجـمات والطـائرات، كما حدث في كثير من بـلاد المسلمين!
أدخلـوا عـلينا، فـجعلـوا جيوش المسلمين حراسا يحرسون الحدود مع يهود، فكـم من مجاهد مخلص قـتـلـه رصاص النـظام، سواء على الحدود الأردنية أو المصرية أو السورية!
أدخلـوا عـلينا، فجعلـوا أعـزة أهــلنـا أذلـة، فـزجوا بـهم في غـياهب السجون!
أدخلـوا عـلينا، فـجلـبوا لنـا الذل والمهانـة ، والفـقـر والعار، والذبح والقـتـل، ولا نرى ذلك إلا في بـلاد المسلمين، فالحرب في كــل العالـم معـلـنـة على الإسلام والمسلمين، وهؤلاء الحكـام هم النـير الذي يطـوق أعنـاقـنـا، ويـقـيــد أيدينـا، فيمـنـعنـا من نصرة إخوانـنـا الذين يستـنجدون ويستغـيثـون بنـا!
إخــوة الإيمـان: هذا غـيض من فـيض مما يـفعلـه حكـام المسلمين، وهذه هي حقيقة مواقفهم وخيانـاتهم ومؤامراتهم وجرائمهم التي لم تـعد تـخـفـى على أحد من أبنـاء الأمة، فإلى متى الصمت والسكوت يا عباد الله، وحصادة الكــفر تـحصدنـا وتـطحنـنـا جزءا جزءا!
فالى العمل مع العاملين المخلصين، الذين يعملـون جادين لإعادة الخلافـة، والحـكم بما أنزل الله؛ كي تكـونـوا من الفـائزين برضوان الله تعالى في الدنيا والآخرة.
وختامـــا إخوة الإيمان: نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكـم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أبو إبراهيم